صفحة الكاتب : سعيد العذاري

مبطلات صيام الحكومة وكفارته
سعيد العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الامتناع عن الاكل والشرب وسائر الاستمتاعات ليست مطلوبة لذاتها بل هي وسيلة لهدف اسمى واهتمامات ارفع وهي اصلاح النفس ثم الاسرة والمجتمع والحكومة ابتداءا باصلاح الضمير او الوازع الذاتي حيث يشعر الصائم بان هناك رقابة مهيمنة عليه تحيط بسكناته وحركاته وخفاياه فيستشعر الخوف منها فيرتدع
والصوم اشبه بمحطة وقود تزود السيارة بالوقود اللازم للحركة والوصول الى الهدف وهو تهذيب النفس واصلاح الواقع انتهاءا بقمته وهي الحكومة لانها كما وصفها الامام علي عليه السلام كالنهر تستمد منه الجداول فاذا كان عذبا عذبت واذا كان مالحا ملحت  

لا اريد ان اشرح تفاصيل الصوم وحسناته ولكن اقف امام محطات متعلقة به
المحطة الاولى:الصيام عن الفساد الحكومي والسياسي
تحدثت انا واثنان من الشيوخ المعممين عن تقصير قادة المعارضة بحق العراقيين في المهجر وتطرقنا الى تلك المراة التي طلبت مساعدة من احدهم فاعتذر فذهبت الى سوق للعراقيين في طهران اغلبهم من المزورين والحشاشين والخمارين فجمعوا لها مبلغا خياليا وهي معززة مكرمة وخصصوا لها راتبا شهريا ثم تطرقنا الى مسؤوليتهم عن غرق 400 عراقي في السواحل الاسترالية لانهم لم يجدوا ولو رعاية معنوية او كلمة رقيقة من القادة المعارضين بعد قرار وزير العمل الايراني طردهم من المعامل
سمعنا احد الاشخاص فقال افطروا قلنا له لماذا فقال لانكم اخذتم غيبة فلان وفلان
فقال له احد الشيوخ : ان هذه غيبة ولكنها مشروعة وحتى لو كانت حراما فانها لا تفطر الصائم ؛ فاستغرب الشخص من الجواب وبدأ يذكر الروايات
فعدد له الشيخ الامور التي تفطر الصائم ثم قال له لو انك اختليت مع فتاة وفعلت بها كل شئ الا المباشرة فانك لا تفطر وان ارتكبت حراما
لم يقتنع فقال له : حينما تدرس العلوم الدينية سترى وتتعلم المفطرات
ان الامتناع عن الاكل والشرب والمباشرة الجنسية يراد منه تهذيب النفس لتمتنع عن المفطرات المعنوية كالكذب والغش والاعتداء على ارواح الناس واموالهم ووضع الحواجز معهم
وبعد هذه المقدمة اقول ان مسؤولينا قطعا صائمون عن الاكل والشرب ولكن هل صامت جوارحهم وجوانحهم عن التنافس اللامشروع حول الامتيازات
وهل صاموا عن تاطير خلافاتهم الشخصية باطر طائفية او قومية او حزبية
وهل صاموا عن اهمال المواطنين واللامبالاة بحقوقهم
وهل صاموا عن الرشوة وبيع المقاولات باقل من سعرها المقرر
وهل صاموا عن احتكار الوظائف لاقربائهم واقرباء زوجاتهم
وهل صاموا عن اهمال الخدمات والتسهيلات للمواطنين
الشعب المغلوب على امره يطالب المسؤولين ان يصوموا عن الفساد المالي والاداري والاجتماعي فقط في رمضان ثم يفطروا في العيد ، كم يغير هذا الصوم من الوضع الفاسد وكذلك صوم السنة الثانية والثالثة والرابعة
لا ابالغ ان قلت ان العراق سيعيد عافيته بصوم المسؤولين ولو رياءا لا نية خالصة
ولكن هل يريد المسؤولون ان يستثنوا المنطقة الخضراء من الافطار العلني ويحيطوها بقماش ابيض كما تفعل المطاعم التي تستثني المسافرين او المتعمدين للا فطار بحجة السفر او المرض
المحطة الثانية:ثواب المسؤولين
للصوم فوائد كما يقول الوعاظ ومنها : تقليل نسبة السكريات والدهون بالدم واستراحة المعدة وصفاء الذهن وتفتيت الحصى في يوم حار دون شراب ماء
و لكن الصائم وللاسف ينفق في رمضان اكثر من غيره على الاكل والشرب فيتناول في الافطار مالذ وطاب ومنه الحلويات والزلابية والبقلاوة والدهين وحلاوة الجزر وغيرها من المشروبات المشروعة كعصير الفواكه
والبعض يبقى يأكل من الفطور الى السحور
ماذا لو قلل الصائم من التبذير وخصص الزائد لمساعدة الفقراء والمحتاجين واليتامى والمتعففات من الارامل وماذا لو خصص المسؤولون الزائد من مصروفاتهم في هذا السبيل
وهناك عادة اجتماعية لطيفة وهي تو زيع الثواب على الجيران كصحن رز ودجاج او سمك او حلاوة وهي ذات فوائد اجتماعية كالمواصلة والتكافل والرعاية اما فائدتها المادية فقليلة لان كل عائلة تبعث للاخرى من اكلها وبالتالي يكون الصافي هو صحن واحد يكفي للاشباع
لست من دعاة الغاء هذه الظاهرة الرائعة ولكن ليكن بجنبها صندوق لجمع التبرعات لفقراء المنطقة ومحتاجيها لانه اهم من الاكل والشرب
وليكن المسؤولون اول المبادرين في املاء هذا الصندوق الخيري فاذا كان راتبه خمسة ملايين فما فوق فان ثلاثة ملايين تكفيه في رمضان والبقية للفقراء من (( لحم ثورهم))
المحطة الثالثة: الارشاد الواعي

رمضان فرصة للتبليغ والارشاد والدعوة فليستثمر المبلغون والمرشدون والدعاة الفرصة لتهذيب انفسهم اولا ومجتمعهم ثانيا
انا لا اخاطب المستقلين الذين يبلغون لله وللمنهج الاسلامي باندفاع ذاتي اداء للمسؤولية الشرعية وطلبا للثواب
ولكن اخاطب المبلغين المرتبطين بمؤسسات التبيليغ المدعومة من جهات دينية وحكومية او من دول مجاورة شيعية وسنية
اقول لهم ولو ان لقمة العيش دفعتكم للارتباط بها ولكن لا تتخلوا عن مسؤوليتكم الشرعية والوطنية
أولا : لتكن الدعوة لله وليس للمؤسسة او الجهة او الدولة الداعمة لكي تحافظوا على وحدة المواطنين في انتمائهم للدين والوطن
ثانيا:اشيعوا نقاط الاشتراك بين المواطنين لا نقاط الاختلاف لانها معروفة لدى الجميع فالمشتركات تقرب القلوب وتزرع المحبة والمودة وتكون العلاقة علاقة تأزر وتعاون وتكافل لاعلاقة تدابر وتقاطع
ثالثا : اكدوا على سيرة الرسول ((ص)) واهل بيته اذا كنتم شيعة والرسول ((ص)) وخلفائه ان كنتم سنة وهكذا بقية الاديان
ان ذكر الفضائل والكرامات مطلوب ولكن لاينبغي التركيز عليه واهمال جوانب السيرة والسلوك لاننا مكلفون بالاقتداء بهم وليس التغني بفضائلهم فقط
بل يجب الجمع بينها فمثلا الامام علي بن ابي طالب كان باب مدينة علم النبي ((ص)) وفاتح خيبر وقد رفع الباب الذي عجزت اكف اربعون واربع وهو ساقي ماء الكوثر او قسيم الجنة والنار كل ذلك واجب ذكره وبجنبه انه كان زاهدا في امواله الخاصة واموال المسلمين وكان يحترم الراي الاخر وكان يتفقد الفقراء وهو ملثم ووقف الى جنب الخلفاء حرصا على المصلحة العامة وغيرها من الصالحات
وفي الجانب الاخر لا ينبغي الاقتصار على دور الخلفاء في الفتوحات او كرامة (( ياسارية الجبل )) او الفضائل المذكورة في الصحاح الستة او المستدرك على الصحيحين بل يجب ذكر سيرتهم من ان الخلفاء كانوا يستشيرون ويحترمون راي المعارضة وكانوا يتابعون احوال الناس ولا يضعون حواجز بينهم وبين المسلمين
رابعا : افسحوا المجال للحوار العلني حول المحاضرة بعد الانتهاء منها لتتعرفوا على نقاط القوة والضعف ولتربية المستمعين على النقد والاعتراض البناء
خامسا : اكدوا على الحقوق والواجبات المتبادلة بين الحكومة والمواطنين وشروط طاعة المواطنين وهي اداء المسؤول لواجباته
حذروا من الفساد الحكومي بنفس الاسلوب الذي حذرتم فيه من حرمة الامتناع عن التصويت في الانتخابات واجعلوه ثقافة عامة تحذر من الفساد فالمسؤول الذي يسمع اثار لقمة الحرام على روحه وزوجته وبناته سيخشى بالتدريج وسيخشى الجماهير التي تنصحه بنصائح المبلغين
سادسا : كونوا قدوة في سلوككم وسيرتكم قبل كلامكم لان الناس تتاثر اكثر بالسلوك ولا تكونوا كذلك الخطيب الذي قال للناس من لديه لحافان فليعط واحد ومن لديه ثلاجتين فليتصدق بواحدة ومن ومن وحينما رجع للبيت وجده شبه فارغ فسال زوجته فقالت التزمت بتوجيهاتك فوزعتها فقال توجيهاتي للناس فقط وليس لك
كونوا كذلك العالم الذي لم يتحدث عن عتق العبد الا بعد ان اعتق عبده
المحطة الرابعة : الصوم عن اراقة الدماء
كنت ابلغ في قوات بدر سنة 1989 في قوات او لواء الامام الخميني فسمعتهم يقولون ان خلافاتنا معهم عقائدية ؛ فقد كانوا منقسمين الى خطين
الاول يرى ان قوات بدر تابعة للحرس الثوري الايراني وهذا الخط يقوده ابو علي البصري (( مدير عام في وزارة التربية حاليا)) وهادي العامري ومحمد البياتي وهما الان اعضاء في الائتلاف الموحد واغلب المهاجرين القدامى
الثاني يرى انه يمثل قوات المعارضة العراقية وان قائد بدر هو السيد الحكيم ويقود هذا الخط المعممون في القوات ومنهم مهدي التسخيري والفياض وهو عضو برلماني سابق ومعهم اغلب الاخوة الاسرى الذين خرجوا من الاسر وانتموا لقوات بدر
بدات احدثهم عن خطورة الفتنة في القوات وانهم اخوان واشرح لهم سيرة اهل البيت عليهم السلام فلم يروق لهم كلامي وهم لا يعرفون سوابقي وفي يوم من الايام زارني احد انصار الخط الاول فحكموا علي اني من هذا الخط فنقلوني الى مركز قوات بدر وهم جميعا من الخط الاول
كنت اقول لهم اطيعوا مسؤوليكم الا بالخلافات فاحصروها بينهم
كان الطرفان يقولان ان حزب الدعوة يريد تهديم قوات بدر فاقول لهم لماذا تنساقون وراء مخططات حزب الدعوة توحدوا واتركوا الفتنة
وكان بعض الشباب المتحمسين من خط السيد الحكيم يرون انه مرتبط بالسيد الخامنئي والسيد نائب الامام .. الى ان يصل الارتبط بالرسول ومن ثم الله تعالى فمن يخالفه يخالف الله وحكمه القتل
وحينما عجزت انا ومعي ثلاثون مبلغا من ايقاف الفتنة كتبت الى السيد الحكيم اسئلة سيكون جوابها تهدئة للطرفين لانه لا يعقل ان يفتي بقتل مخالفيه
سلمت الرسالة للسيد صدر الدين القبانجي لكنه لم يسلمها بعد اسبوعين بحجة انه لا يعرفني
تطورت الفتنة فاستخدمت بها السكاكين فجرح جماعة السيد اثنين من الخط الاخر بعد ان سحبت الرشاشات والبنادق من الجميع
وبعد هذا السرد لدي ملاحظتين للعبرة والاعتبار
الاولى عشت شهر رمضان مع الخطين فوجدتهم يقومون الليل ويصومون النهار ادعية قراءة قران عبادات مستحبة بكاء متواصل طول الليل واستغفار وتسبيح
ولكن كل ذلك لم يمنع الفتنة بسبب ثقافة التطرف المؤطرة بالقداسة
الثاني : لم يسارع احد لأخماد الفتنة او علاج الازمة من قبل قادة المعارضة وكنت الوحيد اتحرق لاستخراج فتوى او بيان مكتوب الى ان تضارب بعضهم بالسكاكين وانسحب الخط الاول من المعسكر
فجاء قرار القادة الايرانيين بان قوات بدر تابعة بالفعل لحرس الثورة وبالفعل بقيت تابعة للحرس ولكن تسمى في الاعلام قوات المجلس الاعلى
ولكي انصف الحقيقة اقول لو كانت تابعة بالفعل للسيد الحكيم لامرهم بالدخول الى العراق في انتفاضة شعبان ليتوجهوا الى بغداد
والعبرة ان الصوم لابد ان يزرع في قلوبنا الرحمة والانسانية والتعاون في المشتركات لا التقاطع واستحلال دماء المعارضين

الاسلام يؤكد على حرمة الدماء والاعراض والاموال وهي اهم مقاصده ويحتاط بها حتى مع الاعداء فيقدم السلم والصلح على القتال ولا يستولي على الاموال التي لم تدخل في المعركة
والصوم احد اليات التمرين على الاحتياط بالدماء وتجنبها فمن يؤمن بوجود رقابة الهية لا يقتل ويتلكأ حتى في قتل اعداء الدين ان اعتدوا فكيف بالمسلمين
المحطة الخامسة:صوم عن الانبهار والنكوص
الغزو الاجنبي بجميع مظاهره والوانه العسكرية والسياسية والفكرية والاجتماعية والاخلاقية سيل جارف لايقوى الجميع على رده او ايقافه فهو بحاجة الى حركة بحجمه
فليكن الصوم وقودا لعجلة الحركة لايقافه لينمو البديل
خرجت من حزب الدعوة الاسلامية سنة 1988 رسميا وقبلها كنت منقطعا بسبب اهمال المسؤول ولكن كانوا يدعونني للمشاركة في مؤتمرهم العام لانتخاب القيادة ووضع برامج الحزب حضرت اخر مؤتمر تحضيري قبل ثلاث سنين نقدم من خلالها مقترحات قبل انعقاد المؤتمر ماقبل الاخير
قال مدير المؤتمر ان الانقلابية في فكر الدعوة (( أكل الدهر عليها وشرب)) فاجبته ان الانقلابية لا تعني الثورة المسلحة حتى نخاف من امريكا انما تعني تغيير ذهنية الامة وسلوكها اسلاميا وليس حملا للسلاح
واقترح اخر تغيير الاسم الى حزب الدعوة الاسلامي الوطني فاجبته ان حزب الدعوة الاسلامية تحول من حزب عالمي الى وطني فلا تتخلوا عن شعار اسلاميته ولكن اضيفوا الى اسس اتخاذ القرار اساسا اخر وهو المصلحة الوطنية
واسس اتخاذ القرار هي : الشرعية والظرف والمصلحة الاسلامية العليا ومصلحة الحزب
ان التنازل عن الثوابت من اجل ارضاء امريكا يعد هزيمة روحية تؤدي الى التنازل الكلي وخصوصا اذا بدات المساومة فان زيادة السعر تؤدي الى بيع الصفقة كلها
فليكن الصوم وقودا لنا لمواجهة الغزو الذي لايبقي ولايذر والجماعة نائمون والماء يجري من تحتهم واذا بدا السيل بالحركة فانه لا يتوقف حتى يرجع العراق الى القرون الوسطى لادين ولاثقافة ولااخلاق ولا زراعة ولا صناعة فكله استيراد ويسهل حصره ان تمرد مستقبلا على الامريكان بمنع الاستيراد
الغزو سيطارد الاسلام ولا يكتفي بارجاعه للمساجد ودور العبادة فقط بل اخرجه منها ومن الواقع خوفا من مصدر قوته

المحطة السادسة:الصوم عن التهور
في رمضان سنة 1979 اصطحبني احد العلماء المنتمين لحزب الدعوة الاسلامية الى مسجد بالنجف قريب من مديرية الامن وكان هذا العالم مطلوب للسلطة منذ سنة 1974 ولكن لايعرفونه بشكله او وجهه وقد دفعه الحماس ليؤدي مسؤوليته وبعد انتهاء الصلاة ابتدا يتحدث عن معنى الله اكبر
فقال الله اكبر من الدولة ومن الحكومة ومن قوتها وجبروتها الله اكبر من القومية والفكر القومي واكبر من الفكر الاشتراكي واستمر يوجه النقد للحكومة بشدة وبصراحة
ومن اول يوم قاطعت صحبته للمسجد على الرغم من اني كنت متحمسا ولكن ارى ان كلامه تهور لانه لن يستمر طويلا وسيعتقل والمسجد بحاجة له ؛ وبالفعل بعد خمسة ايام علم بانه سيعتقل فلم يذهب للمسجد وبقي الشباب دون موجه
وفي الشهر نفسه دخلت الى احد مساجد مدينتي فاذا هو مملوء بالشعارات الثورية
يد الله فوق ايديهم
لاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار
لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا افر او اقر قرار العبيد
الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين
ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون
عرفت من كتبها بفراستي فتحدثت معه اننا بحاجة الى كسب الشباب وليس للشعارات فلو اعتقل الواعون منا يبقى الشباب دون موجه
التهور مرفوض لانه شجاعة غير واعية وثغرة يدخل منها اعوان اي سلطة لايجاد المبرر لمحاصرة النشاطات الدينية
فينبغي ان يكون الصوم تربية لنا لنكون معتدلين في شجاعاتنا لا جبناء ولا متهورين

المحطة السابعة :هل تتنزل الملائكة في ليلة القدر على المنطقة الخضراء
ليلة القدر من افضل الليالي ففيها نزل فيها القران دفعة واحدة ليقرر العدالة والمساواة والرفاهية والسعادة للناس جميعا ويجعلهم مستسلمين لله وحده وفيها تتنزل الملائكة على قلوب الطاهرين
سأل نبي الله موسى ربه تعالى :اين اجدك يارب فقال تعالى تجدني عند المنكسرة قلوبهم
والمنكسرة قلوبهم في العراق هم الاغلبية
الذين يعيشون في بيوت من صفيح العلب والذين يعيشون بلا ماوى مناسب والذين يجتمعون ليعيشوا معا كل عائلة بغرفة
الذين تتراوح رواتبهم من 300 الى 400 ألف والتقاعدية من 150 الى 400 ألف
العاطلون عن العمل ليس باختيارهم ومنهم خريجو الجامعات

المحرومون من الكهرباء المستمرة
المحرومون من العلاج
فهل تتنزل الملائكة على هؤلاء ام على سكنة المنطقة الخضراء؟
قطعا تتنزل على هؤلاء المحرومين فتشدهم الى منعم الوجود ليرتبطوا به فالشدة والمعاناة تجعلهم يتوجهون لله بالدعاء لكي لا يكون الفقر كفرا عندهم
اما الرخاء فيلهي وينسي ذكر الله وهو اشد خطرا على صاحبه الذي يؤمن بالله ولكنه مبتعد عنه في سيرته فلو كان مرتبطا به لفكر بالمحرومين وجعل الامتيازات لهم وهذا الاختلاف بين الفكر والسلوك يجعل صاحبه قلقا الى ان يتطابق الفكر مع السلوك وهما يتطابقان في حالتين
الاولى الايمان بالله ومساعدة المحرومين كعلامة للايمان
الثانية الكفر بالله وحرمان الناس وعدم اسعافهم
في كلا الحالتين يستقر الانسان فلا ضمير يحاسبه تبعا لفكره وسلوكه فيكون هادئا
ولذا فمن يريد الاستقرار يختار احد الحالتين ولا ثالث لهما
جاء في الاحاديث الفقراء يدخلون الجنة قبل الاغنياء باربعين عام فهل يتاخر سكنة المنطقة الخضراء اربعين عام وهم يعلمون ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب
وفي الصراط توقفهم السيطرات فيسالونهم عن مصدر شرعية الامتيازات وعن موارد صرفها وعن تفقدهم للفقراء وعن وعن
المحطة الثامنة : الشفاعة
الشفاعة قيمة اسلامية فالقران شافع والانبياء شفعاء وال البيت شفعاء والاولياء والصالحون شفعاء
والشفاعة لها شروط وقيود ومنها ان يكون الانسان مؤهلا للشفاعة واضرب مثلا من الواقع
جواز السفر من شروطه الجنسية العراقية وشهادة الجنسية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن فلايصدر جواز الا بها وخصوصا الجنسية وشهادة الجنسية فمن يملكهما يمنح الجواز ويمكن غض النظر عن البطاقة التموينية اذا وجد عذرا مناسبا وكذلك بطاقة السكن
ومن لايملك الجنسية وشهادتها لا يستطيع الحصول على الجواز
نعم اذا دفع 1000 دولار يمكنه والان خفت بسبب لجنة النزاهة المقيمة في بعض الدوائر
وكذلك يوم القيامة فمن يملك جنسية الايمان بالله ورسوله على راي المسلمين ويملك شهادة الجنسية بسلوكه الحسن يمكن ادخاله الجنة ان كان مقصرا في بعض الامور وخصوصا في العبادات ولا يوجد في يوم القيامة ملائكة تدخله الجنة بالف دولار كما في الدنيا
اقول للحكومة الموقرة فكروا لان تحصلوا على شفعاء يوم القيامة فهذايقول ساعدني فلان بمليون من راتبه واخر يقول طالب فلان بحقي وفلان وجد لي عملا
والاكثر شفاعة تشريع الامتيازات للشعب وتقليلها من المسؤولين

المحطة التاسعة : الهلال
الاسلام يدعو لوحدة المسلمين بل وحدة المسلمين مع غيرهم واول عمل قام به رسول الله ((ص)) بعد وصوله للمدينة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار واعلان التحالف والتعاون والتفاهم مع اليهود
وحدة اول يوم من رمضان والعيد ضروري عند الاسلام المحمدي وليس مهما امام الوحدة ان يصوم الانسان في عيده او يفطر في يوم من رمضان فالقضية قضية وحدة وليس طقوس لا يحتاجها الله بل يحتاجها الانسان ليهذب نفسه
اما ان للعقلاء ان يتفقوا على يوم واحد لرمضان واخر للعيد وليتنازل احدهم عن يوم واحد واذا عاند احد الاطراف وتقدم يوم اخر نلحقه بيوم
اما ان الاوان لترك هذه المهزلة فمثلا سنة 1992 اعلن يوم العيد الساعة العاشرة صباحا فاين كان الرائي للهلال لا اريد ان افجر قنبلة واقول ان اختلاف اليوم عند قطاع كبير من الناس سببه الاختلاف في كتابة التقويم بين دولتين كبيرتين وكلتاهما حريصتان على صحة التقويم





سعيد العذاري

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعيد العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/21



كتابة تعليق لموضوع : مبطلات صيام الحكومة وكفارته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عزيز الفتلاوي من : العراق ، بعنوان : مقال رائع في 2010/08/21 .

مقال رائع من كاتب اروع
اجاد فابدع ... لم يدع للقاري ان يفارق المقال باسلوب رائع
ينم عن اجادة الصنعة
غفر الله لنا ولكاتب المقال ولجميع المؤمنين في هذه الايام الفضيلة




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net