اليابان والعراق اخوان في الرضاعة!!
وجيه عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وجيه عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بين العراق واليابان علاقة نسبية وسببية، الإثنان رضعا من ثدي الحروب ولهم مقابر جماعية ومقابر للغرباء، اليابانيون يفهمون ان الديمقراطية هي حق من حقوق الانسان وحرية المواطن وسيادة الشعب، بينما نرى ان الديمقراطية في العراق هي حق الحاكمين في العودة الى مناصبهم وكراسيهم لانهم اصبحوا ماركة مذهبية: الشيعي يمثل الشيعة والسني يمثل السنة (بما فيهم الكورد)، وليس من الطبيعي ان يترشح سني لقيادة الشيعة او شيعي لقيادة السنة او أي منهما لتمثيل الكورد تحت قبة البرلمان، لهذا وجدت أن العدالة الاجتماعية اليابانية أقنعت المواطن الياباني بمحاسبة أي ياباني آخر يخرق النظام العام وسيادة القانون،فيما رأيت ان غياب العدالة الاجتماعية وسيادة القانون في العراق أدّيا الى الفوضى والسماح للجميع بفعل مايشاؤون لان القانون في العراق لايحمي الغافلين!!.
في اليابان الكافرة تحضر الديمقراطية فينتشر العدل ،وفي العراق المسلم تغيب الديمقراطية فينتشر القمع!،في اليابان لاتوجد رقابة على الصحف ،وفي العراق لاتوجد رقابة صحية على المأكولات، اليابان محكوم بتعدد الانماط في السلوك، بينما المجتمع العراقي محكوم بفكرة النمط الواحد لذلك يحاول الناس توحيد ملابسهم وبيوتهم وارائهم وحتى اغانيهم،واتذكر التقرير الحزبي الذي رفعه احد الرفاق البعثيين الذي أكل "سيت نعل" على رأسه ،فكتب لامين سر شعبة القائد الضريبة: ان فلانا ضربني على رأسي بالنعال لأنه ممتليء بفكر القائد ومباديء الحزب الواحد!!.
في اليابان يشعر المواطن الياباني بمسؤوليته من دون أي انتماء عشائري،بينما المواطن العراقي برغم عشائريته لايشعر بمسؤوليته عن الاماكن العامة ووسائل النقل العامة والحدائق لان الجماعة المطيعة للنظام الواحد السائد متشابهة، فهم يدمرون الممتلكات العامة... لا ممتلكاتهم الشخصية!!.
في اليابان يحترمون السجناء السياسيين الذين ناضلوا ضد الديكتاتورية،بينما في العراق يتم التضحية بهم ولاتبتلي بهم سوى عوائلهم وهذا دليل على عدم شعورهم بالمسؤولية الجماعية، في اليابان يبدعون يوميا في مئات الاكتشافات التي تقربهم الى الحقيقة،وفي العراق نستعيد الحقائق التراثية من جديد ونعدّها اكتشافا يؤدي بنا الى الخروج من الحاضر، اليابان خرجت من انفجارين نوويين واعادت اكتشاف نفسها لتصبح دولة صناعية عظمى، وفي العراق تعرّضنا الى فيضانين للمجاري اعادانا الى الجاهلية بانتظار المشاركة الفعالة في حرب البسوس بين السياسيين.
عشرين سنة استغرقها اليابانيون في إبعاد العسكريين عن سلطة القرار، والعراقيون بحاجة الى نفس الوقت لابعاد الإسلاميين عن قرار السلطة من اجل تحويل العراق الى يابان جديدة تستطيع التمييز بين فصول السنة والفصول العشائرية!!.
الم اقل لكم ان اليابان والعراق اخوان بالرضاعة فقط!!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat