عودة الى روزخون الجديد M IT
عبد الصاحب الناصر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم اعد أفهم ما يقصده احمد الجلبي في كثرة مقابلاته التلفزيونية، حتى صار الضيف الدائم والمقيم على قناة البغدادية لصاحبها عون الخشلوك، وآخرها يوم 23/11/2013 ، إلا اننا اخذنا نشعر بأنه اخذ بهذا التسارع يهبط بمستواه خلافاً لما كنا نعرفه و نعتز به في الماضي. فهو، ينتقد من في هذه المقابلات؟ وهو في وسط العملية السياسية و من صلبها و من حرك الأمريكان لتحرير العراق، وهو من يتباهى بعمله و جهده على تماسك البيت الشيعي، و كلام من هذا القبيل اخذ ينضح بما فيه بعد ان يلوك و يجتر حتى لم يبق فيه من ماده سائلة ليستفاد منها. السؤال الاول هل فقد السيد الجلبي قدرته على التفكير السليم وهو من درس الرياضيات من اوسع ابوابها و نحن نعرف ان الرياضيات تعتمد اولا و قبل كل شئ على الواقع و المنطق؟ ام لبلوغه عمراً قد لا يؤهله للعمل السياسي المباشر أثر على اخلاقه و أنساه المنطق والعقل؟
ابدأ بموضوع هو من اختار البدء به في تلك المقابلة حيث قال: "الأموال التي دخلت على العراق في العشر السنوات (الاخيرة ) هائلة ، ومجموع ميزانيات العراق مع ميزانية سنة 2014 اكثر من 900 تريليون دينار عراقي و هذا مبلغ هائل جدا، ثم يستمر فيقول في مقابل هذه الاموال التي ( انفقت )انجاز بسيط جدا." أنتهى .
كيف يتلاعب بجمع المبالغ ( المتوفرة و القادمة في المستقبل) من درس الرياضيات فيخلط ميزانية سنة 2014 ضمن المبالغ التي بذرت او صرفت او سرقت، وهي اموال لم تحصل او تتحقق بعد لأنها من ميزانية السنة القادمة (الاخيرة)، اي من موارد النفط الذي لم يستخرج بعد، و لم يصدر ولم يباع ولم يستلم العراق اثمانه. لو كانت هذه المعلومة قد جاءت في سياق الحديث لقلنا انها هفوة في خضم النقاش الا ان الرجل قد ابتدأ بها أي انه هيئها مسبقا كمادة لهجومه ( و ربما اتفق مع الشيخ صباح الساعدي زميله في ال MIT مسبقا )، تعمد أن يذكرها في البدء في وقت لم يكن سؤال المحاور قد وصل لها او قد سئل عنها بعد، اي انها مادته (سلاحه) التي اصر على ذكرها في البدء.
في اخلاق المتعلمين و في السياسة العالمية، إن الانسان العاقل الحريص على سمعته يتجنب الأكاذيب في كتاباته واحاديثه و مقابلاته لأنها تفقد المتحدث كل المصداقية و ذلك إذا وجدت كذبة واحده في مقال او تصريح يمكن ان توجد اكاذيب اخرى و هنا يفقد الحديث أو المقال مصداقيته.
او ربما قد وقع الجلبي في نفس المطبات التي وقع بها كثير من انصاف السياسيين العراقيين حين يتصورون ان العراقيين لا يفقهون الكلام و لا يطالعون الصحف و لا يفكرون بما يقال لهم، اي ان العراقيين جهلة … و السلام. وهذا تحقير وإهانة لذكاء العراقيين الذين طالما تبجح بهم الجلبي في السابق. لن اطيل في التعليق على كل ما قيل في مقابلته الأخيرة على بغدادبة خشلوك، لانه لا يستحق الكلام و بعيد عن المنطق و تعليلاته كانت هزيلة ومترددة فاقدة للمصداقية. الا اني اتوقف عند نقطة مهمة و بالأخص لكون السيد الجلبي من عائلة مصرفية معروفة، و كان هو شخصيا يدير بنك بترا الاردني قبل ادانته من قبل ملك الاردن وهروبه منه في ليلة ظلماء.
انتقلوا الى موضوع عملة الدولار و بيعه اي تحويله الى الدينار العراق. وسؤالنا هنا هو من اين تاتي الحكومة العراقية بالمال لتمول مالية الدولة العراقية التي خمسة و تسعون بالمائة من موازنتها تاتي عن طريق بيع النفط بالدولار، لا يوجد طريق آخر غير بيع الدولار لتمشيه امور الدولة. والسؤال الذي تعمد المصرفي الجلبي ان لا يجب عليه، من اين إذنْ، يجب ان تاتي الحكومة بالدينار العراقي؟ أليس عن طريق بيع الدولار؟ فلماذا ينتقد من كان صاحب بنك البترا في الاردن ينتقد بيع الدولار؟ أليس هذا الموقف عجيباً في التمويه والنفاق؟ يؤكد السيد الجلبي ان من مبلغ 207 مليار دولار قد باعت الحكومة ستون بالمائة منه و حولتها الى الدينار، انا اعرف و يعرف حتى أطفال الروضة و تلامذة مدارس محو الامية ان 95٪ من ميزانية العراق تاتي من النفط و تصرف منه كمية 70 ٪ مصاريف تشغيلية و رواتب و صيانة … الخ و الباقي لمشاريع الاستثمار او المشاريع الكبرى. فمن اين تاتي الحكومة بالرواتب ان لم تبيع الدولار؟ يمكن للنفاق ان يرتدي عبائة (نسوان) ليتخفي في الاسواق الشعبية لكنه لن يتمكن من ان يسير خطوة اذا لم يعتمد على ثقته بالناس به و التستر عليه ، فكيف يتوقع الجلبي ان ينتخبه الناس اذا كان يهين ذكاءهم بهذه الطريقة المتعمدة ؟؟؟ إن تمشيه ميزانية الدولة العراقية بالدينار العراقي و الدينار ياتي عن طريق بيع الدولار والدولار ياتي من بيع النفط. و كان الله يحب المحسنين.
ثم و من الواضح جدا ان كثير من السياسيين العراقيين قد فقدوا حتى ذخيرتهم و ما في جعبتهم من انواع الاتهامات عن السيد المالكي ففقدوا معها قدرة التميز بين الصدق و الكذب و سهلت عندهم درابين التلفيق كما فقدها بهاء الاعرجي مذ تمددت فكيه فاثرت على استدارة رقبته باستمرار عند وقوفه على منصات الصحافة لاعلان البيانت و الاتهامات المرض الذي اصاب الامير سعود الفيصل السعودي فنراهم يلفونها يمينا و يسارا بسبب و بدونه و ان كان هناك مستمعون ام لا يوجد ، شفاهم الله من هذه الامراض .
صرتُ لا افرق بين هذيان الدكتور الجلبي و هذيان صباح الساعدي. ساكتب الى جامعة MIT استفسر منها ان كان السيدان (الجلبي والساعدي) تخرجا في سنة واحدة وبدرجة علمية واحدة؟ ام كانا قد تقاسما شهادة واحدة يتناوبون بحملها محاصصة لكل منهم سنة فردية وللاخر سنة زوجية و تركا لمقتدى الصدر و عمار الحكيم يتقاسمان السنة الكبيسة؟ و كان الله في عون العراق و اهله و ايتامه و مشرديه في المهاجر من نيوزلاند الى فانكوفر.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الصاحب الناصر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat