ماذا تعرف عن قاموس الكتب المحرمة ؟
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من مآسي الدهر أن يكون ((عدد الرؤوس المقطوعة التي عُلقت على جسر قلعة سانت أنجلو أكثر من البطيخ في أسواق روما)).
دأبت الكنيسة ومنذ نشأتها على مصادرة العقول واحتكارها لما يوافق اهواءها وربط هذه العقول بخيط صارم من المراقبة التي تقود المخالف إلى المقصلة او المحرقة والتهم جاهزة الهرطقة او الخروج عن تعاليم الكنيسة العظمى التي تعني الخروج عن ارادة الله.
ولكن تيار التحدي لهذا التحجر الفكري كان كبيرا بحيث فلتت الكثير من مؤلفات العلماء من الرقابة وتم بيعها في المكتبات ، فقررت الكنيسة بعد اجتماع موسع ان تضع قائمة بالكتب المحرم قراءتها ومصادرتها إن وجدت ومعاقبة كل من يُضبط متلبسا بقراءة هذه الكتب. وقد تصل العقوبة إلى الحرق حيا.
قبل حلول زمن الطباعة كانت الكتب المحرمة قليلة نسبيا نظرا لاعتماد اليد في التاليف والكتابة ولكن بعد ظهور المطبعة التي سهّلت عملية الطباعة وسارعتها ارتعبت الكنيسة وقررت التحرك بسرعة لمنع الكتب التي تخالف الكتاب المقدس وتخالف آراء البابا المقدسة أيضا. وبعد مداولات قررت كافة الابرشيات اصدار قيود على الطباعة، واحد هذه القيود كان حصول الكاتب على اذن بطبع الكتاب من اعلى سلطات كنسية . وفي سنة (1515) اصدر مجمع (لاتران الخامس) توجيهات صارمة لضبط عمليات طباعة الكتب التي تعتبرها الكنيسة خطرا على الايمان والآداب وفي اواخر القرن (16) تمنى الفاتيكان لو تتوقف عملية الطباعة والغاءها للحد من التلوث البغيض للاذهان والسبب الآخر حسب زعمهم أن الانبياء لم يملكوا ادوات الطباعة ومع ذلك استطاعوا تدوين كلمة الرب بكل امانة.
وعلى ضوء ذلك قامت الكنيسة العظمى بوضع لائحة اصبحت فيما بعد قاموسا كبيرا جدا حوى بين دفتيه أعدادا هائلة من كتب الأدب والفن والتفسير والعقائد والتاريخ وحتى الكتب العلمية التي خالفت الكتاب المقدس بحسب وجهة نظر البابا حيث أن هذه الكتب مثلا تقول: ان الأرض كروية ، ولكن الكتاب المقدس يقول انها مسطحة وثابتة والافلاك تدور حولها.
وفي سنة (1542) تم انشاء محاكم التفتيش الرومانية لهذا الغرض بالاستفادة من تجربة اسبانيا في كيفية القضاء على كتب المسلمين وابادتها هناك. وكان اول انجاز لها هو اصدار مرسوم يُقيّد حركة النشر في كل المجالات إلا بعلم الكنيسة. وتم تعيين الكردينال المرعب (جيان بييترو كارافا) رئيسا لهذه المحكمة السيئة الصيت الذي لاحق الأدباء والعلماء بكل شراسة فعمد الادباء والعلماء إلى تأليف كتبهم من دون كتابة اسمائهم عليها ولذلك ترى في هذا القاموس الكثير من الكتب المجهولة المؤلف.
وفي سنة (1555) (1) ميلادية تم تعيين هذا الكردينال المرعب بابا للكنيسة الرومانية الكاثوليكية العظمى. وأطلق عليه لقب البابا (بولس الرابع). وعندما اصبحت لدى هذا البابا سلطات واسعة امر فورا بإنشاء لجنة مهمتها اعداد لائحة بالكتب المحرمة من وجهة نظر الكنيسة. وفي سنة (1559) تم طباعة ونشر اول قاموس للمؤلفات المحرم قرائتها على الناس وتم توزيع نسخ من هذا القاموس على كل الكنائس والابرشيات (2) في انحاء المناطق التي تدين بالكاثوليكية.
احتوى هذا القاموس على ثلاث أبواب .
الباب الأول : ذُكر فيه اسماء كل المؤلفين التي حرمت الكنيسة قراءة كتبهم مهما كان موضوع الكتاب.
وشمل الباب الثاني : تحريم قراءة بعض مؤلفات دون غيرها من بين اعمال المؤلفين.
وشمل الباب الثالث: قائمة طويلة عريضة بأسماء الكتب المحرمة المجهولة المؤلف، والمطالع لهذا الباب يرى عظيم الظلم الذي حاق بحركة التأليف والكتابة في القرن الخامس وما يليه ، حيث يقوم الكاتب بحذف اسمه من مؤلفه الذي أفنى عمره في كتابته خوفا على حياته من الكنيسة.
تقول جيليولا فرانييتو استاذة في التاريخ المعاصر في جامعة بارما بإيطاليا: شمل التحريم حتى الكتب المقدسة التي تحتوي على شروحات وتفاسير في حواشيها.
ثم وفي سنة (1564) أعدت طبعة جديدة بعد اجتماع مجمع ترنت. كانت اشمل واوسع من الأولى. وفي سنة (1571) أنشئت لجنة فهرست المؤلفات الممنوعة والمحرمة . لمراقبة ومتابعة المنع حيث اوكلت هذه اللجنة إلى ثلاث لجان متابعة ما يُطبع من كتب واضافتها إلى القاموس واللجان هي : محكمة التفتيش ، لجنة فهرست المؤلفات المحرمة. وسيد القصر البابا. وقد اجاز البابا (كلمنت الثامن)في سنة (1596) صدور الطبعة الثالثة الأوسع والاشمل. وقد اضيف إلى هذا القاموس الكثير من الكتب على مر القرون .
كان للفهرس اثر مأساوي في الثقافة حيث ابقى الناس يتخبطون في ظلمات الجهل قرون طويلة. وبحسب المؤرخ (انطونيو روتوندو) : تقهقرت الثقافة في كثير من البلدان وكانت إيطاليا على رأس هذه البلدان بحكم كون البابا هو الذي يحكمها. وقال المؤرخ غويدو دالّوليو، أن القاموس كان أحد اهم العوامل الرئيسة التي أدت إلى التخلف الثقافي في إيطاليا، مقارنة بمعظم البلاد الأوربية الأخرى. ولكن من محاسن هذا الظلم انه حفظ للناس الكثير من مؤلفات عباقرة القرون الوسطى حيث كانت هذه الكتب توضع في مكان اطلقوا عليه اسم (الجحيم) وهو مكان مخصص في مكتبات كنائس كثيرة منتشرة في انحاء العالم لتبقى هذه الكتب بعيدة عن متناول ايدي الناس. ــــ وهي التي أشارت لها إيزابيل في الكثير من بحوثها بأنها تعتمد على الكثير من هذه الكتب التي لا تزال حبيسة إلى هذا اليوم في اقبية الكنائس ومكتباتها ـــــ
ولعل البعض يستغرب عندما اقول بأن هذا القانون كان ساري المفعول حتى سنة (1966) حيث تم حلّ لجنة فهرسة المؤلفات المحرم قراءتها ومنذ هذه السنة وإلى هذا اليوم لم تعُد للقاموس صفة القانون الكنسي مع ما يرافقه من تحريمات وعقوبات صارمة.
ولكن الغريب العجيب ان ترفع الكنيسة شعارها المدون على الصفحة الثانية لهذا القاموس لتبرير عملية المنع ، حيث تقول فيه : ( الشعب الجاهل دينيا أفضل من الشعب المثقّف دينيا).
ولكن الأغرب من ذلك أن الكتاب المقدس نفسه كان على رأس قائمة الكتب الممنوعة من التداول لدى الناس ولكن تحت الضغط الشديد اجاز البابا بنيديكت الرابع عشر سنة (1757) قراءة الكتاب المقدس من قبل الناس ولكن على شرط ان تحمل هذه الطبعات موافقة الكرسي الرسولي ففسح ذلك المجال إلى اعداد ترجمات جديدة استندت إلى (الفولغات) اللاتينية . ولكن كان على الكاثوليك ان ينتظروا حتى سنة (1958) قبل ان يحصلوا على الكتاب المقدس الكامل المترجم من اللغات الأصلية.
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــــــ
1- تصور انه في زمن البابا سيكتوس الخامس اي في سنة (1585) وحدها كما يقول المؤرخون اصبح عدد الرؤوس المقطوعة التي عُلقت على جسر قلعة سانت أنجلو أكثر من البطيخ في أسواق روما.انظر أون جون الابن، قتل العدالة ، الحياة التنفيذية للبابا جيوفاني باتيستا بوجاتي. طبعة أيلول، سبتمبر 2001.
2- طلب مني بعض الاخوة توضيح لمعنى كلمة (ابرشية) واقول : اختلفت الآراء حول هذه الكلمة حسب تطبيقها في كل مذهب . ففي المسيحية الغربية تعني كلمة ابرشية جزء من الأسقفية. وهناك حوالي 13,600 أبرشية دينية في بريطانيا على سبيل المثال. تأسست دوائر الحكومة المحلية بموجب قانون صادر من البرلمان عام 1894م، وهي تطابق بوجه عام حدود الأبرشية الدينية. وأما في المسيحية الشرقية فهي وحدة قطاعية كنسية مسؤول عنها المطران أو الأسقف. وهي وحدة رئيسية من الحكم الكنسي وتتمتع فيه كل أبرشية باستقلال ذاتي. ولكن بصورة عامة في بعض أشكال المسيحية تكون الابرشية أصغر وحدة في النظام الكنسي. وهي جزء من أجزاء المركز. يرأس الأُسقف الكنيسة الخاصة بالأبرشية. يعني تقريبا مثل نظام المرجعيات الدينية في الاسلام كلها تحكم باسم الاسلام وإن اختلفت الاحكام والفتاوى .
واما الاسقف او الاسقفية فهو الاب المسئول عن عدد من الكنائس داخل إقليم معين ويترأس القسوس والقمامصة القائمين على تلك الكنائس، ويتخذ الاسقف عادة الكنيسة الكبرى في الإقليم مقرا له وتعرف في هذه الحالة بال(كاتدرائية) و يوضع في جميع الكنائس كرسى خاص بالأسقف تقديرا لقامته الدينية، و لأهمية تلك الرتبة الدينية فإنه يتم اختيار الاسقف من بين الرهبان (القساوسة والقمامصة المتبتلين ساكنى الاديرة).
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.من مآسي الدهر أن يكون ((عدد الرؤوس المقطوعة التي عُلقت على جسر قلعة سانت أنجلو أكثر من البطيخ في أسواق روما)).
دأبت الكنيسة ومنذ نشأتها على مصادرة العقول واحتكارها لما يوافق اهواءها وربط هذه العقول بخيط صارم من المراقبة التي تقود المخالف إلى المقصلة او المحرقة والتهم جاهزة الهرطقة او الخروج عن تعاليم الكنيسة العظمى التي تعني الخروج عن ارادة الله.
ولكن تيار التحدي لهذا التحجر الفكري كان كبيرا بحيث فلتت الكثير من مؤلفات العلماء من الرقابة وتم بيعها في المكتبات ، فقررت الكنيسة بعد اجتماع موسع ان تضع قائمة بالكتب المحرم قراءتها ومصادرتها إن وجدت ومعاقبة كل من يُضبط متلبسا بقراءة هذه الكتب. وقد تصل العقوبة إلى الحرق حيا.
قبل حلول زمن الطباعة كانت الكتب المحرمة قليلة نسبيا نظرا لاعتماد اليد في التاليف والكتابة ولكن بعد ظهور المطبعة التي سهّلت عملية الطباعة وسارعتها ارتعبت الكنيسة وقررت التحرك بسرعة لمنع الكتب التي تخالف الكتاب المقدس وتخالف آراء البابا المقدسة أيضا. وبعد مداولات قررت كافة الابرشيات اصدار قيود على الطباعة، واحد هذه القيود كان حصول الكاتب على اذن بطبع الكتاب من اعلى سلطات كنسية . وفي سنة (1515) اصدر مجمع (لاتران الخامس) توجيهات صارمة لضبط عمليات طباعة الكتب التي تعتبرها الكنيسة خطرا على الايمان والآداب وفي اواخر القرن (16) تمنى الفاتيكان لو تتوقف عملية الطباعة والغاءها للحد من التلوث البغيض للاذهان والسبب الآخر حسب زعمهم أن الانبياء لم يملكوا ادوات الطباعة ومع ذلك استطاعوا تدوين كلمة الرب بكل امانة.
وعلى ضوء ذلك قامت الكنيسة العظمى بوضع لائحة اصبحت فيما بعد قاموسا كبيرا جدا حوى بين دفتيه أعدادا هائلة من كتب الأدب والفن والتفسير والعقائد والتاريخ وحتى الكتب العلمية التي خالفت الكتاب المقدس بحسب وجهة نظر البابا حيث أن هذه الكتب مثلا تقول: ان الأرض كروية ، ولكن الكتاب المقدس يقول انها مسطحة وثابتة والافلاك تدور حولها.
وفي سنة (1542) تم انشاء محاكم التفتيش الرومانية لهذا الغرض بالاستفادة من تجربة اسبانيا في كيفية القضاء على كتب المسلمين وابادتها هناك. وكان اول انجاز لها هو اصدار مرسوم يُقيّد حركة النشر في كل المجالات إلا بعلم الكنيسة. وتم تعيين الكردينال المرعب (جيان بييترو كارافا) رئيسا لهذه المحكمة السيئة الصيت الذي لاحق الأدباء والعلماء بكل شراسة فعمد الادباء والعلماء إلى تأليف كتبهم من دون كتابة اسمائهم عليها ولذلك ترى في هذا القاموس الكثير من الكتب المجهولة المؤلف.
وفي سنة (1555) (1) ميلادية تم تعيين هذا الكردينال المرعب بابا للكنيسة الرومانية الكاثوليكية العظمى. وأطلق عليه لقب البابا (بولس الرابع). وعندما اصبحت لدى هذا البابا سلطات واسعة امر فورا بإنشاء لجنة مهمتها اعداد لائحة بالكتب المحرمة من وجهة نظر الكنيسة. وفي سنة (1559) تم طباعة ونشر اول قاموس للمؤلفات المحرم قرائتها على الناس وتم توزيع نسخ من هذا القاموس على كل الكنائس والابرشيات (2) في انحاء المناطق التي تدين بالكاثوليكية.
احتوى هذا القاموس على ثلاث أبواب .
الباب الأول : ذُكر فيه اسماء كل المؤلفين التي حرمت الكنيسة قراءة كتبهم مهما كان موضوع الكتاب.
وشمل الباب الثاني : تحريم قراءة بعض مؤلفات دون غيرها من بين اعمال المؤلفين.
وشمل الباب الثالث: قائمة طويلة عريضة بأسماء الكتب المحرمة المجهولة المؤلف، والمطالع لهذا الباب يرى عظيم الظلم الذي حاق بحركة التأليف والكتابة في القرن الخامس وما يليه ، حيث يقوم الكاتب بحذف اسمه من مؤلفه الذي أفنى عمره في كتابته خوفا على حياته من الكنيسة.
تقول جيليولا فرانييتو استاذة في التاريخ المعاصر في جامعة بارما بإيطاليا: شمل التحريم حتى الكتب المقدسة التي تحتوي على شروحات وتفاسير في حواشيها.
ثم وفي سنة (1564) أعدت طبعة جديدة بعد اجتماع مجمع ترنت. كانت اشمل واوسع من الأولى. وفي سنة (1571) أنشئت لجنة فهرست المؤلفات الممنوعة والمحرمة . لمراقبة ومتابعة المنع حيث اوكلت هذه اللجنة إلى ثلاث لجان متابعة ما يُطبع من كتب واضافتها إلى القاموس واللجان هي : محكمة التفتيش ، لجنة فهرست المؤلفات المحرمة. وسيد القصر البابا. وقد اجاز البابا (كلمنت الثامن)في سنة (1596) صدور الطبعة الثالثة الأوسع والاشمل. وقد اضيف إلى هذا القاموس الكثير من الكتب على مر القرون .
كان للفهرس اثر مأساوي في الثقافة حيث ابقى الناس يتخبطون في ظلمات الجهل قرون طويلة. وبحسب المؤرخ (انطونيو روتوندو) : تقهقرت الثقافة في كثير من البلدان وكانت إيطاليا على رأس هذه البلدان بحكم كون البابا هو الذي يحكمها. وقال المؤرخ غويدو دالّوليو، أن القاموس كان أحد اهم العوامل الرئيسة التي أدت إلى التخلف الثقافي في إيطاليا، مقارنة بمعظم البلاد الأوربية الأخرى. ولكن من محاسن هذا الظلم انه حفظ للناس الكثير من مؤلفات عباقرة القرون الوسطى حيث كانت هذه الكتب توضع في مكان اطلقوا عليه اسم (الجحيم) وهو مكان مخصص في مكتبات كنائس كثيرة منتشرة في انحاء العالم لتبقى هذه الكتب بعيدة عن متناول ايدي الناس. ــــ وهي التي أشارت لها إيزابيل في الكثير من بحوثها بأنها تعتمد على الكثير من هذه الكتب التي لا تزال حبيسة إلى هذا اليوم في اقبية الكنائس ومكتباتها ـــــ
ولعل البعض يستغرب عندما اقول بأن هذا القانون كان ساري المفعول حتى سنة (1966) حيث تم حلّ لجنة فهرسة المؤلفات المحرم قراءتها ومنذ هذه السنة وإلى هذا اليوم لم تعُد للقاموس صفة القانون الكنسي مع ما يرافقه من تحريمات وعقوبات صارمة.
ولكن الغريب العجيب ان ترفع الكنيسة شعارها المدون على الصفحة الثانية لهذا القاموس لتبرير عملية المنع ، حيث تقول فيه : ( الشعب الجاهل دينيا أفضل من الشعب المثقّف دينيا).
ولكن الأغرب من ذلك أن الكتاب المقدس نفسه كان على رأس قائمة الكتب الممنوعة من التداول لدى الناس ولكن تحت الضغط الشديد اجاز البابا بنيديكت الرابع عشر سنة (1757) قراءة الكتاب المقدس من قبل الناس ولكن على شرط ان تحمل هذه الطبعات موافقة الكرسي الرسولي ففسح ذلك المجال إلى اعداد ترجمات جديدة استندت إلى (الفولغات) اللاتينية . ولكن كان على الكاثوليك ان ينتظروا حتى سنة (1958) قبل ان يحصلوا على الكتاب المقدس الكامل المترجم من اللغات الأصلية.
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــــــ
1- تصور انه في زمن البابا سيكتوس الخامس اي في سنة (1585) وحدها كما يقول المؤرخون اصبح عدد الرؤوس المقطوعة التي عُلقت على جسر قلعة سانت أنجلو أكثر من البطيخ في أسواق روما.انظر أون جون الابن، قتل العدالة ، الحياة التنفيذية للبابا جيوفاني باتيستا بوجاتي. طبعة أيلول، سبتمبر 2001.
2- طلب مني بعض الاخوة توضيح لمعنى كلمة (ابرشية) واقول : اختلفت الآراء حول هذه الكلمة حسب تطبيقها في كل مذهب . ففي المسيحية الغربية تعني كلمة ابرشية جزء من الأسقفية. وهناك حوالي 13,600 أبرشية دينية في بريطانيا على سبيل المثال. تأسست دوائر الحكومة المحلية بموجب قانون صادر من البرلمان عام 1894م، وهي تطابق بوجه عام حدود الأبرشية الدينية. وأما في المسيحية الشرقية فهي وحدة قطاعية كنسية مسؤول عنها المطران أو الأسقف. وهي وحدة رئيسية من الحكم الكنسي وتتمتع فيه كل أبرشية باستقلال ذاتي. ولكن بصورة عامة في بعض أشكال المسيحية تكون الابرشية أصغر وحدة في النظام الكنسي. وهي جزء من أجزاء المركز. يرأس الأُسقف الكنيسة الخاصة بالأبرشية. يعني تقريبا مثل نظام المرجعيات الدينية في الاسلام كلها تحكم باسم الاسلام وإن اختلفت الاحكام والفتاوى .
واما الاسقف او الاسقفية فهو الاب المسئول عن عدد من الكنائس داخل إقليم معين ويترأس القسوس والقمامصة القائمين على تلك الكنائس، ويتخذ الاسقف عادة الكنيسة الكبرى في الإقليم مقرا له وتعرف في هذه الحالة بال(كاتدرائية) و يوضع في جميع الكنائس كرسى خاص بالأسقف تقديرا لقامته الدينية، و لأهمية تلك الرتبة الدينية فإنه يتم اختيار الاسقف من بين الرهبان (القساوسة والقمامصة المتبتلين ساكنى الاديرة).
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
