صفحة الكاتب : فؤاد المازني

دورة الفساد في العراق .. كدورة المياه في الطبيعة
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 المتعارف عليه في أوساط المجتمعات التي تمنهجت أنظمتها بالديمقراطية أن المتصدين لإدارة تلك المجتمعات يتنافسون فيما بينهم على أسس وضوابط متفق عليها ولا مناص من العمل بموجبها وتصب في مجملها على الكيفية الحقيقية والآلية المتوخاة في الإدارة الحكيمة ومحاربة الفساد على ضوء معطيات واقعية ودراسات ميدانية موضوعة من قبل ذوي الاختصاصات والكفاءات العلمية والإدارية والاقتصادية والسياسية ووضع الخطط والرؤية المستقبلية للنهوض بتلك المجتمعات من خلال إحتواء الطاقات البشرية وإستغلال القدرات الإبداعية وتسخير الموارد الطبيعية نحو الحياة الحرة الكريمة وسعي أكثر للرفاهية والرخاء والسعادة والهناء .
هذا ماجرت عليه العادة لدى تلك المجتمعات التي تنظر للدنيا بعين الإنسانية والتي غابت عيون مجتمعنا عن النظر لها ، أو عميت عيونها عن فرز الإنسانية في نظرتها للدنيا .
هنا .... بلوغ السلطة لايأتي من خلال طرح البرامج المستقبلية للعمل والنهوض الواقعي بالبلد والإخلاص والأمانة في القول والعمل .. أبداً أبداً أبداً 
بل من خلال توظيف الفساد وبكل أبعاده وتفرعاته وجوانبه لبلوغ السلطة ومن خلال الإستغلال والتمويه وإتباع كافة السبل المشروعة وغير المشروعة وإن كانت الغير مشروعة هي الأرجح في أغلب الأحيان ، يبدأ التمويه بين نفس الكتل السياسية المتحالفة والمتآلفة فيما بينها ففي الوقت الذي تتآلف في كيان تنفرد بكيان وتتوزع في كيانات أخرى ، ثم لبس الأقنعة الملائكية لإستغلال الطبقات الفقيرة والمعدمة من خلال الزيارات لها في فترة الانتخابات فقط لبيان المظلومية من جهة والنصرة من جهة أخرى للدين والمذهب والقومية والمناطقية والاستحقاقات وغيرها ، إضافة إلى شراء الذمم هنا وهناك من خلال الوعود الكاذبة ، أو إستغفال العامة عبر الاشتراك معهم في إحياء مناسبة دينية والحرص على تكثيف الخطابات الوطنية فيها أو توزيع بعض المواد الغذائية على العوائل المتعففة وربما قطعة من القماش إلى الأرامل والأيتام ..  
وإذا ماأضفنا لكل هذا إستغلال المؤسسات الحكومية وأدواتها ومعداتها وإمكاناتها في الترويج لهذا الطرف أو ذاك ليصبح الفساد في أعلى مستوياته .
ولن تجد من له رؤية واضحة وبرنامج حقيقي ممكن تطبيقه أو النزر اليسير منه على أرض الواقع مطلقاً بل لايتعدى كونه خطاب من خطابات الأحلام والتمنيات التي لاتمت للواقع بأي صلة .
وبعد أن يسدل الستار على هذه المرحلة .. تبدأ مرحلة أكثر قسوة وتجني على مقدرات الشعب  بعد نزع ذلك القناع عند الوصول إلى السلطة من خلال إستغلالها وتوظيفها لممارسة الفساد بكل أشكاله وأنواعه وتفرعاته وعلى كافة المستويات في ظل عدم وجود أي واعز أخلاقي أو رادع قانوني أو شرعي أو حتى عرفي .. ويصبح الحال السلطة في واد والشعب في واد طيلة فترة مكوث المتسلطين في السلطة .. إلى أن يحين وقت الانتخابات القادمة .. فينزل هؤلاء إلى الشعب لتعاد نفس الكرة مرة ثانية 
وهلم جرى 
وهو مايعرف بتوظيف الفساد لبلوغ السلطة ثم توظيف السلطة لممارسة الفساد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/07


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الذكرى الثالثة لوفاة العالم الرباني حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الصافي (طاب ثراه)  (المقالات)

    • في الذكرى السنوية الأولى لوفاة حجة الإسلام والمسلمين السيد علي عبد الحكيم الصافي (قد)  (المقالات)

    • جامع الفقير .. بالأمس إحتضن جمال جعفر ( أبو مهدي المهندس) يافعاً.. واليوم يؤبنه شهيداً  (المقالات)

    • القيادة الرشيدة .. الشهيد القائد أبو مهدي المهندس إنموذجاً  (المقالات)

    • في كربلاء المقدسة ... المفتي والشذر يتبنيان جدار الحرية  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : دورة الفساد في العراق .. كدورة المياه في الطبيعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net