صفحة الكاتب : جاسم محمد كاظم

العراق. الدولة. السلطة. وانتخاب الدكتاتورية ديمقراطيا
جاسم محمد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 العراق ذلك الشي الذي لم  يخلقة  (الله) كما يقولون  بل خلقة ونستون تشرشل  حين اقتطع جزئا من هنا وجزئا من هناك من ولايات عثمانية  متنافرة في الثقافة والموروث  ولصقه  بالغراء الملكي ليكون  مستعمرة  جديدة  تضاف الى  سجلات المستعمرات البريطانية حين وجد ان دفق ( النفط) فيها  اكثر من دفق ماء ( دجلة والفرات ). لكن هذة الدولة  كانت غريبة بعض الشي عن المالوف وباقي الدول  حين استوردت  (مليكها المبجل  ) من خارج الحدود  مثل قطع  البضاعة او الاثاث  لتعطية  قداسة وخضوع مذل استمر 37سنة بوزارات  تتشكل وتنحل باوامر ملكية  مثل حبات (المسابح)  حين  تبدلوزير الداخلية بمنصب وزير الخارجية وتعطي  لوزير الدفاع حقيبة  الاشغال وبهذة المهزلة استمرت مشيخة  ( فيصل الاول) القادم من رمال نجدالقاحلة  تؤسس قوانينها الخاصة وتفصل القرية عن المدينة  (بقانون العشائر )الذي اعطى  الشيخ الاقطاعي   سلطة مطلقة حتى على  سلب ارواح الفلاحين وممتلكاتهم    و اورث الملك الراحل  سلطتة البريطانية  الى  غازي الذي كان  يتعرق من  لكونياك  المسكر  اكثر من الماء ليموت بدون ان  يشعر ان  ارتطم بعمود من الحديد يراة حتى كفيفي البصر   .لينفرد  عبد الالة بسلطة وصلت الية  بدون جهد   سلم مقاليدها الى نوري السعيد  ليظهر  المثل العراقي الشهير (ظل البيت لمطرة وكامت مطرة تصاوغ بية ) الذي تغنى فية العراقيون كثيرا للتنديد  ولو بالضحكات والهمس بحالة الفساد الاداري التي تشربت في كل مفاصل السلطة التي  ادخلت الشيوخ الاميون الفاسدون  الى مقاليد البرلمان من اجل اضفاء الشرعية على قرارات (المليك الصغير) الذي  كان  ينام في  فنادق اليزابيث الفاخرة   اكثر من رقودة في قصر الرحاب.ودون ان يعرف من هم العراقيون الذين يحكمهم واين يعيشون وماذا ياكلون   وماهي اشكالهم . وكيف  هي معاناتهم تحت  سلطة الشيخ الذي استعبدهم حتى العظم (يستحي نسائهم ويقتل رجالهم ) .بسلطة انفرد فيها (الباشا ) كما تسمية (الشرقية )  وعممها على كل النظام الاداري في مؤسسات الدولة التي اخذت شكل النظام الملكي وينعت اليسار الخالد  المعارض و احزابة الطليعية وحركات العمال (بالفكر الهدام)  الذي لابد ان يجتث من الجذور وعلقت لذلك جثث قادتة على اعواد المشانق  .واقامت  حكومتة  علاقات دبلوماسية مع كل الدول الا (روسيا الشيوعية)  انذاك  خوفا من ان  يعرف العبيد  سر عبوديتهم وكيف يكون الانعتاق منها .لكن قدر التاريخ كان اقوى حين اكتسحت قطعات (اللواء التاسع عشر و العشرين) كل ازبال  الملكية وقذاراتها العفنة وقوانينها الجائرة   نحو مزابل التاريخ   في  صبيحة تموز عراقي  خالد تظافرت فية قوى الجيش مع اليسار الذي  ظهر للعلن لتعلن  شرارة ثورة تغنى لها  خروشوف  من ساحتة الحمراء وهدد بضرب معاقل  الراسمال الغربي ان تعرض لقادتها  الابطال ليظهر وجة العراق الحقيقي برغم كل المؤامرات التي  ارادت وئد  ثورة الزعيم  الخالد عبد الكريم  في مهدها  هذة الدولة التي اعطت وجها مشرقا قل نظيرة في التعامل مع ثروات العراق بقانون   80الشهير الذي كان   تاميما اوليا  واقامت  حملة تصحيح  شاملة  في كل مؤسسات الدولة  واقامة اول عدالة في  توزيع الثروة وملئت المناصب الوزارية باستحاقات الاحزاب انذاك  وتسلمت نزيهة الدليمي اليسارية  اول حقيبة نسائية  في تاريخ العراق وامة  يعرب  ووزعت الارض لمن يزرعها وفتحت مجانيات التعليم والخدمات الصحية المجانية والتعيين المركزي وزيدت عدد المعاهد الفنية والجامعات وبدا التخطيط لايجاد  عراق  صناعي جديد من  خلال المعاهدات مع العالم الحر المتحرر  ولم يشهد  عهد الزعيم الخالد أي تجاوزات على الرتبة العسكرية  او المخصصات المالية بحيث كان راتب الزعيم رئيس الوزراء مساويا لراتب الطبيب الذي بلغ من الخدمة خمسة وعشرين  سنة  وهو (150 دينارا )لاغير  ولم  يمنح الزعيم نفسة قصرا او اراضي او ضياع او  اسهم وسندات مالية  تساهم في  مضاعفة  ارباحة من الميزانية بل عاش مثل ماعاش العراقيون ولاجل نزاهتة  علق لة  اعدائة  (بدلتة العسكرية) في متحف التاريخ  العسكري   لكن  خطا الزعيم القاتل  انة اسلم العراق لتيارات الاحزاب  المتصارعة ولم يتبنى اية نظرية حزبية تدافع  عنة او تحفظ مقاليد السلطة بحزب طليعي تقدمي  مما سهل التامر علية  من قبل كل  دول العروبة الزائفة   لانة اراد ان تكون  ثروة العراق  للعراقيين وليست فيئا ينتهب لابناء  يعرب مجهولي النسب والتاريخ. ليدخل العراق بعدة   دوامة الموت والسجون التي  فتحت ابوابها الحديدية  بانقلاب البعث الدموي الذي  كان ينظر الى الدولة كسلطة مدرة للربح  لاغير من اجل التفرد بنهب  ثرواتها من خلال مسك مقود الدبابة وتوشح  حمالة البندقية .واطلق لذلك  كلابة المسعورة في كل مكان لقتل  كل  نفس تحرري او  صوت حرية  يساري وفتحت هذة السلطة بنظامها الاداري القمعي ملفا لكل  عائلة عراقية في دوائر الامن فاق  ملفات ( روهم  النازية ). وافقد الفرد العراقي  كل ماكسبة في  ثورة الزعيم الخالد  والغى الاحزاب واغلق الصحف والمجلات وخنق كل  صوت  منادي بالحرية بمسيرة  تفنن فيها قتلة البعث حتى  بقتل بعضهم البعض   بمسيرة دم استمرت  زهاء اربعين  سنة تفسخ   فيها  من عظام العراقيون في السجون والمعتقلات    اكثر مما مات منهم بكل الامراض الوبائية والمتوطنة  وبدات السرقات المنظمة للميزانية تظهر بابهى صورها ابتدائا  من القصور الفارهة  المليئة بالمسابح الى انواع الاطعمة اللذيذة  ومزارع الغزلان الى شبكات الدعارة واستقدام المطربات والراقصات للترفية عن عن حكام (اخر  الزمان)  وابنائهم الى التفاخر باخر انواع الاسلحة ورقصات السيوف  وتوزيع المناصب الحساسة على( الاميين) من اعضاء (مجلس قيادة الثورة ) وسلمت مفايح الدولة الى عشيرة القائد المقدام كل ينال  منها  حصتة التي يريد  بدون حساب .ونزل العراق الى حضيض التاريخ وهو الدولة التي كانت متوقعا لها في راي الخبراء  ان تكون في المركز الرابع اسيويا في عالم الصناعة بعد( اليابان والصين وكوريا  الجنوبية )متقدمتا على كل النمور الاسيوية اللاحقة في هذا العالم . ولكي  يعزز البعث سلطة الهيمنة ادخل   بنية النظام الدكتاتوري في نظام الدولة الاداري الذي اخذ شكل الدكتاتورية في بنيتة (الهيراركية) واعطى  صلاحيات ادارية تخويلية مطلقة  لهذة البنية  بدئا من (الوزير والمدير العام  الى ابسط المدراء ) الموالين لسلطتة  في النقل والعقوبة والتعيين و بدون مناقشة من كل الكادر الاداري في المؤوسسة   الامر الذي استمر في بنية (الدولة  الحديثة ) التي اخذت مفهوم الديمقراطية بطريقة اللصق او التصفيح  المفروض من الخارج   كاطار لسياستها الخارجية بينما بقيت المؤؤسسات المدنية تعاني من نير الدكتاتورية الادارية  الداخلية التي لم تتغير بهذة الديمقراطية الوافدة    ولايزال الوزراء والمدراء العامون يمارسون  صلاحيات مطلقة في النقل العقوبة والتعيين  مادام هؤلاء هم بالاساس من بنية الاحزاب الدينية المسيطرة .   ان السلطة الحديثة ذهبت الى تعزيز هذا المفهوم الدكتاتوري  الاداري   لتعزيز بقائها اكثر على خلاف الديمقراطية الحقيقية التي تعني الثورة من الداخل على كل النظم  السابقة ومفاهيمها الادارية التسلطية  لتكوين ديمقراطية حقيقية تنهي حكم (فطر العفن) الديكتاتوري الفاسد  الذي سيكون  سقوطة  مدويا  اكثر من صوت الدوي الهائل .
جاسم محمد كاظم
Jasim_737@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/22



كتابة تعليق لموضوع : العراق. الدولة. السلطة. وانتخاب الدكتاتورية ديمقراطيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net