مثل كل مرة نندب حظنا، ونهزء بحكامنا ونحن نراقب العالم الى أين يتقدم كل يوم، لم تبقى سوى الصومال أمامنا كي نتربع عرش الفساد والأمية والجهل،تجاوزنها فيها القتل اليومي، نستغرب من حديث المغالين للحكومة كثرة الإنجازات، يستكثر على أغنى مدن العالم رصيف ونافورة وتبليط شارع مرور المسؤولين، ننقب عن حل لمشكلاتنا، تتقاذفنا رياح المصالح الدنيئة كمن يبحث ذرة من الياقوت وسط رمال متحركة، تدفعها رياح صفراء وتتلقفها مخالب سوداء.
حركاتنا خارج القواعد العلمية، ومنطق حكامنا خالف النصوص الأدبية والشعارات الحزبية والمباديء والدساتير والإنسانية.
اليوم هزني خبران نشرتهما وكالات الأنباء: أولهما إستقالة أربعة وزراء في تركيا بسبب تهم فساد، والثاني :أمريكا تقرُّ موازنة العامين القادمين. سألت نفسي كثيراً وتمنيت أن يكون السؤال على طاولة المسؤول العراقي، لا أستثني احد من قابضي السلطة، كل واحد منهم يدعي إنه مختار هذا العصر الكارثي علي العراقيين، ولي الديموقراطية الأزلية، لا ينافسه أحد في الأنجازات!! يشتكي ويتمسكن ويدعي أنه مكتوف اليدين من الأخرين، متى نسمع خبر إستقالة مدير مؤوسسة ووزير ورئيس مجلس وزراء؟؟ ومتى يتم الإعتراف بالذنب والتقصير والإنسحاب بشرف من موقع المسؤولية وخلع جلباب الطاغوتية؟؟
أمريكا أقرت موازنة العامين القادمين، تجاوزت العجز المالي والإقتصاد مستقر، بالطبع هي أكبر من العراق عشرات المرات، لها خطط ستراتيجية طويلة الأمد، تعتبر نفسها القطب الأقوى في العالم، تدير من خلاله مؤوسسات ووسائل إعلام ومساعدات دولية وحروب ومخابرات تصب في مصلحتها الوطنية.
في العراق الحمد لله!! بفضل السياسات الفاشلة وغياب التخطيط الستراتيجي والفساد العلني، لا يحتاج الى حسابات كبيرة، بعد أن إعتمد على استخراج النفط ليشكل ما يقارب 90% من الموازنة، توزع رواتب ومشاريع لشركات وهمية يتفق معها سلفاً قبيل الإنتخابات.
دولة بلا حسابات ختامية ودراسات إقتصادية، المصانع عاطلة والزراعة معدومة، لا سياحة ولانظام كمركي في سياسة السوق المفتوح، المهرجانات والمؤتمرات تديرها شركات عالمية، ينفق على الضيوف دون أرباح، نشتري الحضور ونوزع المساعدات على الدول وثلث العراق تحت خط الفقر!! نتبجح بالإستقرار الأمني وقوافل الشهداء لا تنقطع، ندعي نقل الخبرات الديموقراطية الى الدول الأخرى وساستها يتقاتلون على الكراسي، تنقل صورة مغايرة عن الواقع السوداوي، حتى لا يُلام مسؤول عراقي من الدول؛ حينما يشتري فللاً في دبي وأسهم في لندن، يصور حكامنا للعالم أننا في قمة الريع والإنتعاش.
نسأل كثيراً مَنْ حمل المسؤولية عن أموال العراق المنهوبة وواقع شعبه؟؟ كيف يكون جواب من فقد الإنسانية و البصيرة ولا يملك ضمير.
طالب الشعب الفرنسي رئيسهم المنتهية ولايته، إعادة القلادة التي أُهديت الى زوجة الرئيس، لأنها ملك زوجة الجديد والشعب الفرنسي، وإستقال وزير الصحة الكويتي نتيجة أحتراق مخيم زفاق ولم تُسعف المستشفيات كل الجرحى، ووزير مصري لأصدام قطارين. وزرائنا ورئيسهم أنتهت السنة المالية ولم يكملوا الموازنة، ينتظرون حصرها قبل الإنتخابات، حتى تخضع للمزايدات والمهاترات، وقد تُمدد عمل البرلمان لتؤجل الإنتخابات، وتعلن دكتاتورية العراق الجديد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat