صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

مع الدكتور منصور الكيالي في تفسيره لكلمة (جمل) .
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
 
هذا الرابط (( http://www.youtube.com/watch?v=vGxNkIBR71c&feature=youtu.be)) 
 
لكل مفسر رأيه المعتمِد على الأدلة في تفسيره للشيء ، ولكن ليّ النص ليتلائم مع ما يراه هو ضاربا بعرض الحائط الاجماع الذي يقول بخلاف رايه، فهذا نوع من الجمود في الرأي المذموم. 
الدكتور علي الكيالي له تفاسير جميلة في كثير من الامور ولكن في تفسيرة لمعنى كلمة (جمل) الواردة في سورة الاعراف آية (40) والتي يقول فيها الرب : ((حتى يلج الجمل في سم الخياط)). يقول الدكتور منصور ان المقصود هنا ليس (البعير) بل حبل السفينة الغليظ . وعلى تفسيره هذا ترد عدة اشكالات. 
أولها: ان البيئة التي نزلت فيها السورة هي صحراء الجزيرة العربية التي لربما اكثر سكانها لم يروا السفينة . 
الثاني : ان هذا النص ورد ايضا في الكتب المقدسة وبعدة معاني كلها تُشير إلى ان الجمل في هذه الاية هو البعير .. 
ثم هل ركب الكثير من البدو السفينة او أن محمدا نفسه ربكب سفينة وسافر في عرض البحر حتى يرى حبالها ؟ 
 
ومن ذلك مثلا ما جاء في الكتاب المقدس حاكيا عن قصة شاب غني جاء ليسوع طالبا منه ان يكون معه في السماء: (( قال له يسوع : إن أردت أن تكون معي كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء، فيكون لك كنزٌ في السماء، وتعال اتبعني. فلما سمع الشاب مضى حزينا، لأنه كان ذا أموال كثيرة. فقال يسوع للتلاميذ : الحق أقول لكم: إنه يعسُرُ أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات.إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله )). (1) 
الكتب المقدسة كلها التوراة والانجيل والقرآن واضحة في امثالها ولا تُكلف العقل شيئا سوى الاشياء التي تُناسبه وبما أن البيئة التي نزل فيها القرآن هي بيئة الصحراء وان الناس في كافة انحاء العالم يعرفون الجمل ــ البعير ــ لذلك استخدم الرب هذا الحيوان الضخم من اجل توضيح استحالة دخول اهل المعاصي إلى الملكوت لأعلى او الجنة ، فلم يستخدم الرب مثلا ( الفيل) ليضرب به هذا المثل لأن الناس ليس كلهم يُشاهد الفيل فهو موجود في افريقيا وبعض نواحي الهند. الله يضرب الأمثال هنا ويترك العقل البشري يُقارن بين حجم الجمل وثقب الابرة فتُصيبه قشعريرة من حجم التهديد باستحالة دخول اهل المعاصي لملكوت السماء، كما يستحيل دخول البعير في ثقب ابرة صغير. 
القديس جيروم فهم من هذه الاية ما قاله في تفسيره : ((ها نحن نتعلّم كيف يمكن للجمل أن يعبُر من ثقب إبرة، وكيف أن حيوانًا بسنام على ظهره وفي إشعياء نسمع عن الجِمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبًا ولبانًا لمدينة الرب)). 
وهكذا بقية التفاسير التي فهم فيها كل المفسرون ان المقصود بالجمل هنا هو البعير الذي له سنام او سنامين ويتبين ذلك من خلال الوصف الذي ورد للجمل في الكتاب المقدس . ففي باب تحريم اكل لحوم الجمال قال : (( إلا هذه فلا تأكلوها مما يجتر ومما يشق الظلف: الجمل لأنهُ يجتر لكنهُ لا يشق ظلفا، فهو نجس لكم)) . (3) 
وبما ان يسوع هو القائل لهذا المثل فلنذهب ونرى هل فهم يسوع ما قاله او لا .. هل كان يقصد من الجمل هو هذا البعير ذو السنام ، أم ان يسوع يقصد من كلمة جمل (حبل السفينة) كما فهم الدكتور منصور . 
خاطب يسوع قيادات اليهود وغيرهم قائلا لهم : (( أيها القادة العميان! الذين يُصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل)) . (4)
فهل قصد يسوع هنا أنهم يبلعون حبل السفينة ؟؟ 
 
المصادر والتوضيحات ــــــــــــ
1- إنجيل متى 19 : 23 . وتكرر هذا النص أيضا في إنجيل مرقص .
2- القديس جيروم شرح الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب ملطي. تفسير انجيل متى.
3- سفر اللاويين 11: 4 .
4- إنجيل متى 23: 24

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/27



كتابة تعليق لموضوع : مع الدكتور منصور الكيالي في تفسيره لكلمة (جمل) .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : عبد الله ، في 2017/04/03 .


يمكن الن نتفق على ان اجل بدو سكان الصحراء الجزيرة العربية لم يروا السفينة ولكن ما نعفه هو ان الكتب السماوية الآربعة ختمها الله سبحانه بالقرآن ومحمد صلى الله عليه هو خاتم الرسالة وجميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين . .
ياسبحان الله العظيم ولكن الا ترون ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي يوحى اليه من رب العزة ولم يقل محمد كلمة منه كما يشير بذلك المعلق وكأنه يقول ان القرآن من كلام محمد ولم يسبق لمحمد ان ركب السفينة وسافر في عرض البحر .....
ولكن ما قول المعلق المحترم فيما جاء في كتاب الله عز وجل :
{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا)}
{مرج البحرين بينهما برزخ لا يبغيان...}
والادلة كثيرة
وهل هنا محمد صلى الله عليه وسلم ركب السفن الا في ربطها بالمراسي ...
نبي الله يسوع صادق فيما قاله عن ربه سبحانه ، وأيضا هناك اسم الجمل بالرفع لحرف الجيم والتشديد للميم ،يجب مراجعتها .لكي يتضح الفرق .
لكن الله سبحانه ضرب بالفيل مثلا
{الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تضليل ....}
لكن الله سبحانه في الآية المتكلم عليها لم يذكر الله البعير ..... كما ان الله سبحانه ليست له مدين يسكن بها بل هو مطلق مستوي على العرش الفرد الصمد لم يلد ولم يولد .وان الله سبحانه ذكر في سورة يوسف عليه الصلاة والسلام {ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير*ذلك كيل يسير...} وهل المقصود هنا بالبعير هو ابن الناقة ، .. وهل يحمل على ابن الناقة الحمل الثيل ....


• (2) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2014/12/16 .

شكرا اخي الطيب I didn't lost my mind
ولكن لم افهم قولك الذي تقول فيه : (( ان النص القرآني الالهي مستقى من النص التلمودي او السيرة الذاتية ليسوع)
انا لم اذكر التلمود ، ولم اذكر السيرة الذاتية ليسوع ؟ من أين جئت بهذا القول ، إذا كان خيالك واسعا فلا تسقطه على ما يكتبه الاخرون فهو اساءة لنفسك قبل غيرك .
المقال يُناقش وجوه عدة وهو نظرة تفسيرية لنصوص ترجمها وفسرها الدكتور الكيالي معتمدا فيها على ما يقوله انطونيوس فكري وغيره من أن المقصود هو (حبل السفينة) ، وانا بحكم كوني عالمة في لغات الكتاب المقدس نسفت هذا القول وان المقصود ليس الحبل بل الجمل (البعير) . فإذا كان عندك رد علمي اظهره لنا لكي نستفيد . ولو كنت تفهم وتقرأ جيدا لرأيت اني اذهب إلى ما جاء به القرآن وانسف من يقول ان المعنى هو الحبل . ولكن على ما يبدو ان في صدرك شنشنة .


• (3) - كتب : I didn't lost my mind ، في 2014/12/15 .

ولماذا تصر يا كاتب المقال على الادعاء ان الجمل المراد في الكلمة القرآنية هو البعير بحسب قولك(مع ان البعير هو صغير الجمل)فقط لتدلل على غرض في نفسك و هو اثبات ان النص القرآني الالهي مستقى من النص التلمودي او السيرة الذاتية ليسوع التي كتبها اتباعه من بعده و كلا المصدرين محرف مكتوب بايدي بشرية حاقدة بغيضة؟؟؟ و إذا لم يعرف العرب السفن فمن يعرفها؟؟ و هم اهل الحضارة الضاربة في عمق التاريخ ام ترضون غروركم الزائف بالمذب على انفسكم وايهامها ان العرب كانوا حفاة عراة؟؟؟ههههههه مساكين تثيرون الشفقة




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net