صفحة الكاتب : عبد الصاحب الناصر

تتفلسفون ولكن، تتبجحون بماذا؟
عبد الصاحب الناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 انتم و عقدكم النفسية، و فلسفتكم العقيمة، و نظرياتكم الفارغة التي لم تثبتوا بها أي شيء ، كنتم و الى حد يوم أمس تتهمون الجيش العراقي بولائه للأجنبي، و انه صناعة أمريكية تعتاش على الفضلات من تحت البساطيل الامريكية، و لا تتوقعون منه الدفاع عن العراق. واليوم تشكون، وكما عرفنا عنكم، توقعنا منكم، تشكون قيام الجيش بواجبه الوطني ليحرر قراكم و مدنكم، وتطالبون انسحاب هذا  دون أن تنصفوه بكلمة شكر وامتنان له على تضحياته في سبيل تحريركم من مجرمي القاعدة البعثية. أجل أنه ينتشر ليقوم بتحرير كل المناطق الغربية التي خيمت عليها فلول البعث و القاعدة، و كل امراء وطواغيت الارهاب. على الأقل قولوا كلمة انصاف واحدة بحق الابطال الذين خلفوا ورائهم اطفال ايتام باستشهادهم من اجل العراق و من اجل مدينة عنه و حديثة والرمادي و الفلوجة و بغداد و الحلة و الموصل. وإذا تستكثرون عليه كلمة الشكر، فعلى الأقل شرفونا بصمتكم كاعتراف بشجاعتهم و تفانيهم.

نحن نعرف جيدا انه يصعب عليكم الاعتراف بالجميل، و يصعب عليكم الاعتراف بالقوات العراقية، و يصعب عليكم حتى السكوت، فاذا بكم اليوم تتفلسفون، وتنضرون بماذا؟ بهذيانات مثيرة للقرف. تنتقدون تحرك السلطة العراقية للقيام بواجبها، وتوقيت تحركها، وسرعة استجابتها لمطالب الشعب في تلك المناطق الغربية التي حولاها البعثيون إلى حواضن للإرهاب، ولم تعرفوا و لا تعترفوا و لا حتى بما احتوته ساحات الاعتصامات  من الغام و عتاد و سلاح دمار. و الاهم أنكم لا تعرفون حتى عن احتلالهم للبيوت المجاورة للساحات و تخويف اهلها. و اذا بكم  اليوم فلاسفة آخر الزمان و علماء العصر، ومخططي لإستراتيجيات سياسية وتحركات عسكرية!! ما شاء الله! أين كنتم طوال هذا الوقت؟ من انتم و ما هي مؤهلاتكم في هذه المجالات؟ و لماذا لا نعرف عن منجزاتكم الوطنية و لماذا لم تنشروها ليستفاد  منها الجيش العراقي و المصري و الروسي و الياباني من خبراتكم تلك؟ ما هي اختصاصاتكم و ما هي ممارساتكم  الحياتية ، اذا كانت خبرتكم  التي تتبجحون بها قد تكدست و تكونت خلال "المقاومة الشريفة" و عند ساحات قتال جيوش الاحتلال، اذكروها  لنا لنتعلم منكم ، و لماذا لا تتعاونوا مع الجيش العراقي لمكافحة التطرف و الارهاب، الستم مناضلين اشداء يشار لكم بالبنان؟ كتب احدهم يتفلسف و يستشهد بالعلواني هكذا  ومتى كان العلواني مثقفاً ليتستشهدوا بألقواله؟ كل أقواله لا تتعدى شتائم طئفية زنخة تثير القرف والاشمئزاز...كتب

 

فقد وردت إتهامات من قبل العلواني وغيره بأن القضية موجهة نحو الأبرياء من السنة. وصحيح أن مصداقية العلواني ليست عالية ابداً، لكن وللأسف فإن التجارب أكدت أن مصداقية القوات الأمنية التي اسستها قوات الإحتلال المعادية للشعب العراقي، مصداقية واطئة هي الأخرى ولا استبعد قيام القوات باستغلال تلك العملية لتصفية حسابات أخرى في طريقها.

 

و هذا ما لم تقله حتى الآنسة ميسون الدملوجي (الناطق الرسمي للقائمة العراقية)، لانها تعرف عن الارهاب في الموصل و ما يعاني اهلها هناك، وتعترف و تؤازر الجيش العراقي. فانتم تقفون مع من اذاً ؟ نعرف عن الحقد السياسي الكثير و منه ان يتسارع الحاقد فيستبق الاحداث ليقيم الدنيا بما فيها ولا يقعدها، كما تشاء أهوائهم. وهذه من علامات الخيبة والهزيمة، والاعتراف بالفشل. ويجهد في البحث عن مخرج لفشله، فيبتعد اميالا ليثبت ان الماء يمكن ان يكون سائلاً. هكذا!! وكما قالوا: (ليفسر الماء بعد الجهد بالماء). ثم يتمادا فيضيف ،

 

إن إثباتات الفريق محمدالعسكري بأن القصف في الأنبار كان حقيقياً، وليس في دولة اخرى، باعتبار أن التاريخ والمكان مثبت بشكل نص في محيط الفلم، لا تعني أي شيء، وإن كان يقبل بذلك كإثبات فاستطيع أن أقدم له نفس الفلم حاوياً على نص يقول أنها حدثت في افغانستان في العام الماضي مثلاً.

أي انه يتبجح بامثلة لا يعرفها بعد، و لم يراها ولم يتمكن من تقديمها للاستشهاد بها، فهل يوجد خيال اوسع من هذا لاثبات عكس ما يراه الانسان امامه؟ انها عقدة الضد بدون ثوابت لمجرد انها شهوة و خيال، شهوة تلح عليهم لاثبات ما لا يملكون ولا يرون ولا يسمعون، صم بكم عمي فهم لا يفقهون.

بينما و بقلم رشيق عارف غير متشنج  ليساري يفرض عليك احترامه بمقالاته و دقة معلوماته و حرية تفكيره، يكتب عن الارهاب ما لا يعترف به كثير ممن لا يشتهي الحق فيكتب الاستاذ عبد المنعم الاعسم  هكذا: "فقد ولدت حركة طالبان الافغانية من مطبخ المخابرات الباكستانية، وبالضبط، برعاية وزير الداخلية المتقاعد، الجنرال نصر الله بابر عام 1994 لتكتسح جميع منظمات "المجاهدين" وزعاماتها النافذة وتصبح حاضنة لتنظيم القاعدة الدولي بقيادة اسامة بن لادن، فهل ثمة صحة للتقارير الغربية التي ذهبت الى ان "داعش" بقيادة الضابط السابق في جيش صدام حسين ابو بكر البغدادي ولدت في غرفة خلفيةٍ للاستخبارات التركية، برعاية خليجية سخية؟".

 

وكتب الدكتور عبد الخالق حسين مقالا رائعا يوم أمس، يصف فيه كيف ستتحول قضية العلواني الى قضية اخرى لتغطي على انتصارات الجيش العراقي، إذ قال:

[كذلك وصلتني رسالة من صديق قال فيها: (ستكون قضية اعتقال أحمد العلواني ومقتل اخيه هي الموضوع الذي سوف يستعمله الطغمويون! ويوجه الموضوع ضد العمليات العسكرية، وأتوقع ان تعمل زمرة المطلك والنجيفي الآن مع السفير الأمريكي لفبركة الموضوع، والضغط على الحكومة دوليا لإيقاف العمليات، ويستعمل نفس السناريو في الحويجة، وبدأت الحملة الإقليمية والداخلية لتشويه العملية العسكرية ضد داعش، ودعم قوى الإرهاب ومن يعمل معها). وهذا بالضبط ما يجري الآن، إذ نقرأ عناوين لتصريحات من قياديين في كتلة العراقية بهذا المعنى].

نقول كنصيحة خلصة لوجه الله والوطن، تريثوا و انتظروا ما هو قادم من الأيام  لأنها ستنقلب اخطائكم رأسا على عقب، و ربما ستجدون ما يلهيكم في وحشة الوحدة وسعة هذا الفراغ القاتل  المخيف.

 انه الشعب العراقي و جيشه من تنتقدون، و هي حملة مقاتلة الارهاب البعثي المتماهي مع القاعدة، و فلول الظلام  فلماذا هذا الجحود بهذه العجالة؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الصاحب الناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/31



كتابة تعليق لموضوع : تتفلسفون ولكن، تتبجحون بماذا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net