صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

قرية جيزاني الجول المظلومة خدماتيا واداريا
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جيزاني الجول هي إحدى القرى التابعة الى قضاء الخالص في محافظة ديالى العراقية وتعتبر واحدة من المناطق التي لها الدور الكبير في مقارعة ومواجهة نظام البعث المخلوع، فطيلة فترة حكم هذا النظام الشمولي لم تكن لتستقر او تهدأ هذه القرية عن المواجهة الفعلية ضد نظام صدام حتى إن أغلب شبابها بل والكثير من عوائلها الشريفة المجاهدة الرافضة للظلم والتعسف قد تعرضت الى التغييب والقهر في دهاليز السجون المظلمة المعروفة للعالم حين كان يستخدمها النظام السابق في تخويف مواطنيه ومحاولة تركيعهم والتنازل عن المبادئ والقيم التي تطالب بها كالعدالة والحرية المفقودة آنذاك.
لقد ظلت تلك القرية في مواجهة طويلة تحولت من الاعتراض بالكلمة والقول الصادق في المطالبة بالحقوق والموقف الرافض لهكذا نظام حتى وصل الأمر الى المواجهة الدموية من قبل النظام البعثي في واحدة لم يعرف لها التاريخ مثالا في دول اخرى بأن يقوم نظام دولة بمحاولة تصفية كبيرة للحرث والنسل كالتي قام به نظام البعث في تلك المنطقة حينما أصدر أوامره بتوجيه قواته من الحرس الخاص وقوات ما يسمى بالجيش الشعبي والمخابرات والأمن الخاص  لتكون جميعها تحت قيادة سعد قاسم حمودي لغرض الهجوم على الناس العزل في تلك المنطقة عام 1981 لأنهم يرفضون الذل والاهانة ويردون على من يتجاوز على كرامتهم كما هو ذاك حال العراقيين الشرفاء في عموم البلد،، وكانت حجة النظام آنذاك أن في بساتينها(قرية جيزاني الجول) يوجد المئات من المقاتلين "والخونة والجواسيس لنظام طهران" !! كما يسمونهم ولكن في واقع الأمر لم يكن في تلك البساتين سوى احد عشر شخصا من أبناء هذه القرية هربوا من سطوة أجهزة الأمن البعثية الى بساتين أهاليهم ، ولكثرة ما تعزز من وجود لعناصر الحرس الجمهوري الخاص والجيش الشعبي وباقي عناصر الأجهزة الأمنية بدأوا بتجريف البساتين والاعتقالات العشوائية واستخدموا (11) طائرة سمتية قاصفة لا يمكن استخدامها إلا في الحروب مع دول وهو ما احدث كارثة مروعة في تلك القرية لان الاعتقالات كانت بالجملة حيث نقل أغلبهم الى نقرة السلمان لنفيهم في هذا السجن وتصفية بعض الشباب الآخرين ، أنا شخصيا احد سكان هذه القرية حيث كانت مشاهداتي على الأرض راصدة بشكل لم ولن أنسى كل لحظة من هذا الحدث كوني كنت خارجا لتوي في ذلك اليوم من سجن الأمن العام الواقع في الخالص وبملابسي الرثة التي كنت البسها في دهاليز السجن ولا احمل سوى ورقة صغيرة وردية اللون تقول ان هذا الشخص أطلق سراحه من السجن ثم يعاود استدعاءه بعد فترة ولن يغادر مناطق المحافظة لحين الانتهاء من أمره وهو ما جعل من تلك الجحافل الإجرامية ان تحتجزني عند بداية حدود القرية من خارجها ولذلك كنت شاهدا وأنا استمع على بعض ما دار من اتصالات مع بغداد والقيادات الأمنية والعسكرية فكان ما سمعت هو إمعان وإصرار كبيرين على التصفية الجسدية والمعنوية وتدمير الممتلكات وكأنهم يقاتلون عدوا خارجيا وليس أبناء هذا البلد، وهذه المجزرة تحدثت بها آنذاك وسائل إعلام عالمية منها إذاعة مونت كارلو وقنوات إعلامية أخرى أوصلت صداها الى العالم كما قامت بعض الفضائيات في فترة ما بعد سقوط النظام السابق وخصوصا قناة الفيحاء الفضائية بالتحقيقات التلفزيونية واللقاء مع الاهالي هناك للوقوف على حقائق الأمور والتي اثبت بشكل قاطع ان جيزاني الجول تعرضت الى تطهير واستباحة النظام البعثي وعلى أساس هذه المعطيات ونتيجة لتوسعة المنطقة التي اصبحت وفقا للتخطيط العمراني والخرائط الخاصة بالمحافظات العراقية تستحق اداريا ان تكون ناحية بسبب الزيادة السكانية الكبيرة لنفوسها لذلك تحرك المجلس البلدي والعديد من ابناءها الى المطالبة بهذا التحويل من قرية الى ناحية وهو ما تمت الموافقة عليه من قبل الحكومة العراقية التي كان يرأسها الدكتور ابراهيم الجعفري وكذلك موافقة مجلس محافظة ديالى بالتصويت على هذا الامر وتم استخراج الخرائط العمرانية والمخططات في وزارة البلديات التي تؤكد بأن هذه القرية هي ناحية من الجانب الادري ، وبعد ذلك تم استحصال موافقة الحكومة الحالية التي يرأسها السيد نوري المالكي والذي نسب ان تتحول تلك القرية الى ناحية ولكن هناك بعض الأصوات الظلامية الحاقدة والتي تكن العداء لتلك المنطقة منذ زمن النظام السابق والى اليوم هي من وقفت ومنعت ذلك او أخرته الى وقتنا الحاضر، وهذا الامر مضى عليه بما يقارب اكثر من ستة سنوات .
ولذلك نقول عندما يتم الموافقة على جعل قضاء حلبجة محافظة بسبب ما تعرضت له من تطهير وانتقام النظام السابق (وانا مع منح هذا القضاء ان يكون محافظة ويتمتع بمواصفاتها الادراية والجغرافية كرد جميل لشهداءها الابرار الذين سقطوا على اعتاب دورهم وعلى امتداد شوارع القضاء مما خلف كارثة انسانية كبيرة خالدة في عقول البشرية) لذلك فلا بد من المساواة بين المناطق الاخرى التي تعرضت الى التطهير والانتقام البعثي ومنها جيزاني الجول التي لم تطالب بأن تكون محافظة وإنما تريد ان تكون ناحية تابعة الى القضاء تتمتع بمستوى إداري وخدماتي جيد لأنها تعرضت للظلم ولا زالت الى اليوم بما فيها من سوء خدمات وهي بهذا التاريخ الثر والمليء بالفخر والاعتزاز الذي تطرزه دماء شهداءها ومغيبيها وسجناءها من أصحاب الرأي .
الحديث طويل عن تلك المنطقة وهذه القطعة الجغرافية من ارض العراق فيها الكثير من المواقف والشواهد مما يحتاج الى مقالات ونصوص لا يمكن حصرها في هذا المقال .     
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/08



كتابة تعليق لموضوع : قرية جيزاني الجول المظلومة خدماتيا واداريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net