صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

كم أنت جميل ياربي
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إستغربت لولع الصغار والكبار وتعلقهم بمتابعة بعض المسلسلات التاريخية ، وتلك التي تحكي قصص الأنبياء برغم إعادة بثها في عشرات القنوات الفضائية ، وربما أعيد بث المسلسل الواحد لعشرين أو ثلاثين مرة ، كنت أشاهد التلفاز وكان التحايل ضروريا لتأخير خروجنا من مكان ما، بينما كان أحد الأصدقاء يريد البقاء قليلا ليكمل متابعة مسلسل ( يوسف الصديق ) كنت أجلس ، وضحكت ،وتساءلت ،لماذا هذا الإصرار على تكرار المشاهدة لمسلسل يعاد على مدار الساعة ؟ كان الجواب لافتا من ربة المنزل غير المتعلمة والتي تعاني في قراءة القرآن والتعبد فيه ، قالت ، ألا تلاحظ إنك كلما قرأت القرآن وتمعنت فيه وتنقلت في عوالم السحر والجمال الرباني مع آياته ، ثم تركته ، ثم عدت إليه تجد كأنك لم تقرأه من قبل ، وكأنك تراه للمرة الأولى وتتمتع بسحر البيان وروعة مايتلوه اللسان ؟ قلت نعم ، قالت ، وهذا حال قصة يوسف وقصص من سواه من أنبياء الله سبحانه ، فهي قصص قرآنية وهي آيات ربانية وكأن ماينطبق على آيات القرآن ينطبق على مايمثله الشخوص في الأعمال التلفزيونية في آيات تتلى على لسان الممثلين الذي يخشعون حين يؤدون أدوارهم حتى وإن كان بعض منها لشخصيات شريرة كقارون أو فرعون أو النمروذ وسواهم من جبابرة وطغاة .
في مشهد ساحر كان بنيامين أصغر أولاد يعقوب النبي يرعى غنماته في البرية بعيدا عن عصبة الأخوة المتآمرين على تغييب يوسف وحرمانه من عطف أبويه البارين ، وكان أبوه قد صحبه الى تلك البرية المترامية وقد تنحى جانبا وجلس الى صخرة يطالع السماء الزرقاء والغيمات البيض السابحة الى جهة بعيدة في الأفق ، ولم يتمالك بنيامين نفسه ، وسأل أباه ، لو كان بقي في الديار ليرتاح ، لكن النبي العظيم أخبره بسر تطلعه الى السماء وجلوسه في خلوة في البرية قريبا من الأغنام بعيدا عن الناس ، قال ،إني أطالع جمال ربي .
في الجامعة إخترت عنوانا لبحث التخرج المزمع وكان إستاذي الدكتور محمد المشهداني يتولى فحص كل مبحث على حدة مطلع كل أسبوع ، وكنت كلما مررت عليه وسألته عن رأيه قال ، إني ألتذ بقراءة ماتنسج فأنت تكتب من عندك مايشغلني عن المادة البحثية المنتقاة من مراجع معتمدة في المكتبات العامة والخاصة ، وكنت أسر كثيرا وأتحفز للكتابة حتى أكملت ماعلي من واجب البحث .
الناس في مجتمعنا وفي غيره يسابقون الزمن ، ويبذلون الجهد ويفكرون ويتفنون في صناعة القبح مقابل الجمال ، القبح الذي في داخلهم يتحفز للوصول الى الله ليقاتله ، كما في قصة النمروذ الجبار الذي طلب من وزيره أن يبني له صرحا ليصل الى الرب ويقهره ، لكنه مضى بقبحه ، وبقي جمال العبرة في الصرح المتهاوي الذي يسند بآلات من أجل أن يدوم ويظل عبرة للناس .
Pdciraq19@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/09



كتابة تعليق لموضوع : كم أنت جميل ياربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net