صفحة الكاتب : السيد ابوذر الأمين

ترك الدنيا
السيد ابوذر الأمين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ترك الدنيا يكون لسببين 
1- من تكالبت عليه الهموم والمصائب فيكره الدنيا ويتمنى تركها والرحيل عنها عسى ان يجد مكان بعد رحيله أفضل مما هو فيه ، كحال الذي يريد السفر من بلده بعد عن اعياه الفقر وارهقته الفاقة وصرعه العناء طالبا بلدا آخرا ليستقر فيه ويسكنه لعله يرتاح . فهذا لا يُعد تارك للدنيا ومخالفا لشهواته إنما هو هارب من همومه الدنيوية ولو كانت حياته أفضل لما تمنى و أراد الرحيل عنها بل يكون متمسكا بها و ماسكا بحبائل ملذاتها . ومهما صرح بزهده بها وابتعاده عنها فهذا لا يعني شيء أبدا امام الحق سبحانه  .
2- من يترك الدنيا بعد علمه انه في دار فانية أهلها متغيرٌ محلها لا تبقي احدا سعى اليها و أرادها  ، فيتركها وان كانت مُقبلةٌ عليه ، وابتعد عنها وان صارت بين يديه ، واقبل ساعيا نحو معشوق لا يخذل من تمسك به ولا يترك من التجأ اليه . وهذا بطبيعة الحال يختلف جذريا عن سابقه فهو من يكون قريبا من ربه ، لانه ترك الدنيا لوجهه تعالى اما ذاك فتركها لتكالب الهموم فالفرق واضح والتباين جليّ .
وهنا لا بد من الإشارة الى نقطة مهمة الا وهي : عندما يشجع الاسلام. على ترك الدنيا وعدم الركون اليها لا يعني بذلك ان يترك اهله وعمله ويزهد فيهم ويبقى قاعدا في مقبرة ينتظر موته ! كلا وألف كلا فإن الاسلام كما يدفع نحو الزهد بالدنيا كذلك يدفع نحو العمل والكد ، فيجب الجمع بين الأمرين فيكون عاملا وساعيا لكسب رزقه ، وايضاً لا يركن الى الدنيا ، والظاهر ان المراد من عدم الركون للدنيا هو امر قلبي جوانحي لا ظاهري جوارحي ، ولا يعتقد احد انه بالأمر الهين واليسير لكنه ليس ممتنع فقد نجح به الكثير .. اللهم لا تجعل الدنيا كل همنا ولا مبلغ علمنا ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابوذر الأمين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/11



كتابة تعليق لموضوع : ترك الدنيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net