صفحة الكاتب : السيد ابوذر الأمين

أرباب من دون الله !!!
السيد ابوذر الأمين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
‏سئل احد الأخوة الأعزاء ان نتكلم عن شي من دلالات هذه الآية المباركة : (( وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ )) . فلبينا طلبه ونحن صاغرون . وارتأينا نشرها لتعم الفائدة بين المؤمنين . وأسئل العلي القدير ان يوفقكم وأيانا لما فيه الخير والصلاح انه مجيب الدعوات . 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين . وبعد 
فقد قال الحق سبحانه في كتابه المجيد من سورة ال عمران في اية 64  : (( وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ )) . هذه الآية تتكلم كيفية العامل مع  النصارى وكيف يمكن ان نقيم معهم علاقات ، وهذا أمر واضح ويمكن الرجوع فيه للكتب التفسيرية ، والاطلاع على التفاصيل من كتب التاريخ ، ولا شغل لنا الان به . 
و نحن لا نريد الكلام أيضاً  عن العبودية التي ترسخت في نفوس الكثير من الناس في هذه الأيام ، حيث صاروا عباد لغير الله سبحانه وتعالى ، بإتباعهم الأهواء النفسانية و الأوامر الشيطانية مما زاد في قلوبهم الحجب الظلمانية . وهذا الصنف موجود في كل الأمم والشعوب و على مر التاريخ حيث نجد الزاهد العامل العابد ،  ونجد الظالم الجائر المارد . و هذا ليس موضع الكلام أيضاً  .
إنما موضع كلامنا عن المتحزبين الذين ازدادت أعدادهم هذه الأيام ، فكل حزب بما لديهم فرحون ، وهم عن الحق مبتعدون ، وللحق مُبعدون وللباطل مقربون ، مع شديد الأسف ، أصبحنا لا نفكر بمصلحة الأمة الإسلامية ، وما يجب علينا من الحفاظ على الشريعة المحمدية البيضاء ، وصارت التيارات والأحزاب هي من يوجهنا الى ما تريد ، ونحن وبلا وعي وتفكير نقول لكل امر منهم : نعم !!! .
كان حزب البعث المجرم سابقا يقول نفذ الأمر ثم ناقش ، ونحن آليوم ننفذ الأمر ولا نناقش أبدا ، لماذا يا ترى هل القادة وصلوا لمرتبة العصمة المطلقة التي لا مجال للسهو والنسيان وارتكاب الأغلاط والأخطاء فيها !!! هل صاروا هكذا  !!! 
إخوتي اخواتي اليوم نحتاج الى وقفة جادة أمام كل مفسد و كل ظالم ونصرخ بوجهه ( لا ) التي بدا بها الإسلام وقال لا لكل اله الا الله وبدا بها التشيع بقول لا لكل ظالم غاصب فاجر .
و هنا سؤال يتبادر الى ذهني وهو : بماذا اختلف الشيعة عن المذاهب الأخرى بغير المسائل العلمية العَقدية الفقهية ؟ 
وجدت الجواب ان كلمة ( لا ) هي محور الخلاف ، فالشيعة على مر تاريخهم كانوا يصدحون بها الى كل ظالم ومفسد ، ولقاء هذه الكلمة ، شردوا وقُتِلوا وذبحوا وسُبيت نسائهم .... الخ ، على عكس غيرهم من المذاهب ، حيث كانت خدمة السلطان طاغية على أكثرهم من وعاظ سلطان وفقهاء بلاط ! . 
في هذا الزمن هذه الكلمة قَل استعمالها مع الأسف فصار البعض منا يرى الباطل بعينيه و يقول ( نعم ) ويرى الحق بعينيه ويقول ( لا ) !!! انقلبت الموازين عنده ، رحماك يا رباه . والمصيبة العظمى والعقبة الكؤد أنهم يقفون بوجه كل من يقول ( لا ) للباطل ، ويعتبرونه أما خارجا عن القانون ، أو متشدد ، أو أحمق لا يفهم ......الخ . 
إخوتي نحتاج لشحذ الهمم ، نحتاج الى وقفة حسنية ضد الباطل وضد الضلال . 
إخوتي اخواتي نجد محال بيع الخمور في شوارعنا ونقول هذه حريات !!! نجد المراقص بين أظهرنا ، ونقول هذه حريات !!! تباً سحقاً  لتلك الحريات التي تفسد شبابنا وتسوقهم الى حانات السُكر ،وتسحب النساء الى غرف الزنا ، تباً وتعساً لحرية تعارض قانون الله عز وجل .   أقولها وبكل صراحة  ( ان كل قانون غير القانون الالهي ، فهو باطل ) ، كما قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، الإسلام هو من يجب ان يحكم لا القوانين الوضعية ، المسلمون هم من يحكموا لا المتأسلمين ، الحق يجب من يحكم ، لا الذي يتخذه غطاء تحته الاف الأبالسة  ،ليذر الرماد في العيون . ولا يقول لنا احد ان الاحكام الإسلامية غير شاملة لكل مفاصل الحياة !!! وهذا الكلام باطل  قطعاً ، وقد بُرهن على بطلانه بقاعدة اللطف ، وهناك الكثير من الروايات التي تحدثت عن ذلك .  
وهذا الكلام لا يعني ان نكون من النقاد الجهال ، اي الذي ينتقدون فقط من دون عمل وتغيير على ارض الواقع ، إنما يجب ان يكون النقد مُبتني على أسس علمية ، ووقائع صحيحة، لا مجرد ظنون وأوهام ، هذا ما ندعو اليه ونحث الجميع عليه .
متى يا الهي نرى الدولة العادلة الإسلامية الحقيقية تحكم أرضنا ؟؟؟ عجل الله فرجك يا سيدي يا صاحب الزمان . اللهم فرج عن نفوسنا بأزالة الأرباب الذي نعبدهم من دونك ، حتى يمكن لنا ان نقف وقفة صدق ونقيم دولتك العادلة التي لا يحكم فيها سوى دينك ، وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة ما دونه هي السفلى ، انك على كل شي قدير

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابوذر الأمين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/25



كتابة تعليق لموضوع : أرباب من دون الله !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net