صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

لتعرف كم أنت عربي
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 
آه لو إن زوجتي تقبل لتزوجت هذه السورية التي تتسول في شوارع بغداد!
هكذا قال صديقي يوسف وهو يصف حال السوريات الجميلات في واحد من تقاطعات
بغداد وهن يتوسلن بسائقي السيارات ليقدموا لهن بعض المال.
مشكلة العرب، كل العرب إنهم ماهرون في النفاق، ولتعرف كم أنت عربي
فماعليك إلا فحص نسبة النفاق في سلوكك وقولك وحركة الحياة التي تقوم بها
كل يوم في علاقاتك مع الناس وقبلها مع الله، والنفاق يعرف بأنه إظهار شئ،
وكتم خلافه، فلايعود أحد يدرك فعلا، هل إن سلوكك وقولك نفاق أم هو
ماتقصده بالفعل؟ وربما نعتذر للعرب عن ذلك النفاق أنهم يتبعون دينا
يأمرهم بالإلتزام الكامل بتعاليم السماء وبقوة تختلف عن المأمورية التي
جاء بها الأنبياء السابقون، مع إن هناك من سيقول، إن الأنبياء جميعهم
جاءوا بمأموريات ملزمة، ويمكن رد ذلك بتفسيره من خلال فهم حركة القائمين
على الدين من كهان وقساوسة وبابوات وأحبار يقودون ديانات كاليهودية
والمسيحية فتجد إن تعاليم الديانات الأخرى لم تمنع الناس من شرب الخمر
وأكل لحم الخنزير والخروج مسفرات بالنسبة للنساء، بل إن من النساء من
تكاد تمشي عارية، ويمكن لها دخول الكنيسة دون أن تأبه لممنوعات تعترضها
في باب الكنيسة، وربما يكون ذلك نفاق العلماء لا الناس العاديين، فالناس
وجدوا إن الديانة المسيحية ومثلها اليهودية هكذا منذ أن أنجبتهم أمهاتهم
ولم يقل لهم أحد، إن الخمر، أو التبرج، أو أكل اللحوم دون تذكية هي أصل
في الدين.
مساكين هم المسلمون، فحرام عليهم الخمر، وحرام هو لحم الخنزير، بل حرام
عليهم مالم يذكر إسم الله عليه، وحرام على نسائهم التبرج والخروج بالقصير
وإظهار مفاتن الجسد، ولذلك تجد إن المسلمين يقولون شيئا ويفعلون ماينقضه،
وكما وصفهم أحدهم بقوله، يكذب ويزني ثم يسأل نادل المطعم، ماإذا كان
اللحم المعمول منه الكباب مذكى، أم لا وهل هو هندي، أم من لحوم الغنم
المذبوحة على الطريقة الإسلامية ؟ .العرب يتعاملون مع قادتهم بروح طيبة،
ولاينكرون على ظالم مادام من مذهبهم الديني، أو من عقيدتهم السياسية
فيتحول الى فاتح ومنقذ الأمة حتى لو ذبح ربع شعبه، وهجر ربعا، ودفن مثلهم
وأعدم مايضاهيهم جميعا، ويتقاتل العرب بينهم ويدمرون البنيان وينتهكون
الحرمات والأعراض وينهبون الأموال، ويتسلحون بكل سلاح ويتحول الأخ عندهم
الى عدو، وكل منهم يتهم الآخر بالخروج عن الملة والمخالفة والعدوان فيصير
الحرام عنده حلالا ويسميه عدوا شاء أو أبى ويجّوز قتله ونهب أمواله وسبي
نسائه، وهذا حاصل اليوم وببشاعة في معظم البلدان العربية التي تعاني من
التطرف والمغالاة ورفض الآخر، وقد أصابها مرض الكراهية والعداوة.
إندفع من العرب والمسلمين حكاما ومحكومين كثر الى سوريا وحشروا أنوفهم في
المشكلة المتفاقمة هناك ووظفوا الدين لتحريك العواطف في بلد كان هادئا
ويشتكى من جماعات المعارضة، إن النظام غير ديمقراطي ويقمع شعبه مع إن
الحكومات العربية التي حشرت نفسها في الأزمة السورية هي أكثر قمعا من
أنظمة القذافي وبشار وحسني مبارك وزين العابدين ولم تكن مقصرة في دعم
صدام حسين الذي أشتهر بآستخدام الكيمياوي ضد شعبه وبدفنهم بمقابر جماعية،
حتى تحولت بلدان الربيع كمصر وتونس وليبيا وسوريا الى حطام وشعوب تحكمها
الكراهية ..
صديقي يوسف قال لي، إذهب الى الشارع الفلاني وسط بغداد، وفي أحد
التقاطعات ستجد مجموعة من السوريات الجميلات يتسولن، وأردف، آه لو إن
زوجتي تقبل لتزوجت واحدة منهن ذهبت بعقلي من دونهن! قلت له، آه لو كان
العرب بعيدين عن النفاق لما تسولت السوريات في الشوارع .كلنا منافقون
ياصديقي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/01



كتابة تعليق لموضوع : لتعرف كم أنت عربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net