صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمّةٌ بلا ربّان؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أمتنا ومنذ أن بدأت مسيرتها الحضارية الإنسانية وحتى اليوم , لا يمكنها - بأي حال من الأحوال – أن تعمل بإنسجام وتلاحم وتفاعل إيجابي , من غير القائد المستوعب لقدراتها وطاقاتها والمعبّر عن ضميرها ومنهجها الرسالي المطلق.
 
فهي قد تعودت وعلى مرّ العصور , أن يكون ربانها قائد قوي متميز له خواصه التأريخية والعسكرية والروحية والثقافية , ويخاطبها بالمفردات التي لها وقع وصدى في أعماق أبنائها من كل جيل.
 
وهذه حقيقة قد نغفلها , أو نتغافلها , أو ندّعي بنكرانها وبطلانها , ونحن نتوهم بالمناهج والأنظمة الديمقراطية , التي أحرقت أخضر الأمة ويابسها , وأحالتها إلى ميادين إضطرابات ومعسكرات للمليشيات والحركات والمتطرفة الممعنة بالجهل , والمعبر عن شدة العشوائية والتيهان الذي أعاق الأمة وفقا لمساعيها الديمقراطية , التي جردت دولها من القوة العسكرية والأخلاقية والقانونية , وأوهنت كيانها , وضللتها بأن الديمقراطية لكي تكون , عليها أن تدمر جيشها ونظام دولتها , وتبدأ من جديد , وكأنها تولد من رحم الفراغ المجهول.
 
ولا يعني هذا أن الديمقراطية لا تصلح للأمة , ولكن آليات تطبيقها والتعبير عنها لا تصلح لهذه الأمة.
 
ذلك أن تدمير الدولة والجيش , يعني حصول فراغ عظيم في الحياة على جميع المستويات , وهذا الفراغ سيتسبب في إصابة الأمة بأمراض خطيرة يصعب الشفاء منها , وقد تصبح متوطنة ومزمنة , وذات ضحايا كثيرة جدا.
 
وما يميز مجتمعات الأمة التي ثارت من أجل الديمقراطية , أنها لم تصنع القائد القوي المستوعب لأهدافها والمعبر عن إرادتها وتطلعاتها , ولهذا دخلت جميعها في متوالية من التفاعلات السلبية والثورات المتعاقبة , والتفاعلات الصراعية الدامية , المدججة بالمجاميع الفتاكة الهجمات على كل موضع في البلاد.
 
ومن البلاهة أن تمضي هذه التداعيات , ولا ننتبه إلى جوهرها , ولا ندرك بأن هذه الأمة لا يمكنها أن تعيش بسلام مع نفسها إلا بقائد وطني قوي مؤثر في الحياة , ولديه القدرة على إرضاء الحاجات النفسية الكامنة في صدور الناس , التي أصابها العجز والهوان والشعور الأليم بالإنكسار , لغياب القائد الديمقراطي الإنساني السامي التطلعات والنبيل الرؤى والتصورات.
 
وستكون جميع دول الديمقراطيات مرتعا خصبا للحركات المتطرفة , التي تسعى للتحرك في الفراغ الذي على الأمة أن تلد قادتها القادرين على ملئه بطاقات وقدرات إيجابية بناءة شمخاء!!
 
فهل من إدراكٍ لهذه المعضلة الديمقراطية التي أصابت الأمة بمقتل؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/03



كتابة تعليق لموضوع : أمّةٌ بلا ربّان؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net