سُرّ مَنْ راءَ سأبقى حالما!!
د . صادق السامرائي

1

سرّ مَنْ راءَ وراقتْ فرحةٌ

برؤاها مِنْ بَديعِ البَهْجةِ

 

إنّها أنّيْ وأنّيْ صَوتها

ونداءٌ مِنْ أصيلِ الصُحبةِ

 

عِشتُ فيها ثمَّ عاشتْ حَيّةً

بفؤادٍ كنبيضِ اللهفةِ

 

أ لشوقٍ وحنينٍ عندما

يذكروها تتناهى لوْعَتي

2

سرّ مَنْ راءَ تزاهتْ كوكبا

وبها تبدو رموزَ الروعةِ

 

بجمالٍ خالدٍ ما ينتهي

كشعاعٍ مِنْ عُيونِ النجمةِ

 

قدْ سَقيناها بحبٍ صادقٍ

وحفظناها بقلبِ الرفعّةِ

 

إنّها أصْلُ وجودٍ ساطعٍ

ومنارٌ بدروبِ العِزةِ

3

سرّ مَنْ راءَ وسُرّتْ نهضةٌ

إستعانتْ بمجيدِ القدوةِ

 

ذِكرُها يَعلو بفعلٍ راجحٍ

ومسيرٍ نحوَ نورِ القدرةِ

 

ولنا فيها كِرامٌ أوْقدوا

جَذوة المَجْدِ بقْدْحِ الْهمةِ

 

فعَليْنا أنْ نباهي يَومنا

بعطاءٍ مِنْ نبيلِ الفِكرةِ

4

سرّ مَنْ راءَ ومنها أبْحَرتْ

رايةُ الدينِ القويمِ الخُطوةِ

 

وبها عاشتْ عقولٌ ساهمتْ

بمنيرٍ في زمانِ العُتمةِ

 

وغدتْ رمزا أصيلا مُلهِما

لوثوبٍ نحوَ صوتِ النخوةِ

 

ولها السيفُ صَدوقٌ عازمٌ

وشفاءٌ لمُسيئ الفِعلةِ

5

سرّ مَن راءَ وقالتْ شِعرَها

ببناءٍ ولسانِ النُخبةِ

 

بقصورٍ ومَعانٍ سامقتْ

كلّ علياءٍ بقربِ الزهرةِ

 

والْتوتْ فيها صُروحٌ عانقتْ

سِمةَ الكون وبُعدَ الرؤيةِ

 

ومَضتْ تحدو عُصورا واكبتْ

روحَ إنسانٍ بنهرِ الكُثرةِ

 

6

سرّ مَنْ راءَ وهيّا كيْ نرى

ما تمناهُ بُناةُ القوةِ

 

وإلى مُعْتَصمٍ هلْ تنظريْ

حلمٌ فاقَ عَميقَ النظرةِ

 

كانَ يَدري أنّها فوقَ الرؤى

فاسْتحالتْ كرموزِ الجَنّةِ

 

فابْعثوها مِنْ رقادٍ يائسٍ

وامْنحوها صِدقَ حُسنِ الطلعةِ

 

7

سرّ مَنْ راءَ سأبقى حالما

أنّكِ المجدُ ورايُ الذروَةِ

 

فتَناديْ لبناءٍ فائقٍ

وجمالٍ وبهاءِ الصورةِ

 

ووفاءٍ لترابٍ نادرٍ

ضمّ أعلامَ أصولِ الحِكمةِ

 

فبعلمٍ وحِوارٍ عاقلٍ

كلّ أمْرٍ يَهتدي بالخِبرةِ

 

8

سُرّ مَنْ راءَ وحبّاً غامرا

وبهِ الأشواقً ترعى غربتي

 

ما نأتْ روحٌ وقلبٌ نابضٌ

بهواها فاسْتقادتْ مُهجتي

 

فأراها رغمَ أوجاعِ النوى

ذاتَ عنوانٍ سَعيدِ اللفظةِ

 

فارْفعيْ صَوتَ انْبثاقٍ وافْعَليْ

قد مَلكتيْ ما يفوقُ الحُجّةِ

 

9

سرّ مَن راءَ وعِشقا ما ذوى

لعيونٍ عِندَ نهرِ الدجلةِ

 

ووجوهٍ ذاتِ إشْراقٍ زهى

حينَ عيدٍ بربوع الضيعةِ

 

قد مَشيناها صِغارا نرْتجي

أنْ نراها بأريجِ الزهوةِ

 

وابْتعدنا واقتربنا نحوها

وانتهينا بديارِ الغربةِ

 

10

سُرّ مَن راءَ وأنّى ما نرى

قبةَ الروحِ وروحُ الأمةِ

 

بعدَ أنْ كنّا سُقينا نورها

كزلالٍ مِنْ رحيقِ الألفةِ

 

واعتصامٍ بانْتماءٍ آمنٍ

لينابيعِ صفاءِ الوحدةِ

 

هلْ تداعتْ وتهاوى مَنطِقٌ

فتناسى الناسُ مَعنى العِشرةِ

الموضوع السابق خُيُوطِ الْإِبْدَاعْ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat