صفحة الكاتب : عبد الصاحب الناصر

لا تساوم حتى من أجل المنصب
عبد الصاحب الناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 من الواضح  جدا ان وضع العراق اليوم ( ومن أهم اشاراته) نرفزة الخصوم، و تخبطهم و تشتت قواهم و اختلاف آرائهم.  أن الانتصارات التي حققها السيد المالكي و الجيش العراقي و المخلصون من هذا الوطن، على الصعيدين السياسي و العسكري، كان نتيجة الحس الوطني الواعي، و الموقف الصلب و الحنكة السياسية داخلياً وخارجيا، و الرؤية الواضحة للواقع  العراقي اليوم، و كانت كل القوى الوطنية المخلصة  تتحرك معكم و مع الموقف الثابت و الصلب عند معالجة القضايا  المصيرية التي اجبر العراق عليها لمجرد كونه البلد الوحيد ذو الاكثرية الشيعية بين البلدان العربية المحيطة به والبعيدة عنه .

فلا مساومة بعد اليوم لمن لا يعترف بالتفاهم، ولا نريد اي تحكيم مزيف بعد اليوم. فهل ساومت كتلة (متحدون) حتى يوم التصويت على قانون التقاعد فحضرت جلسة البرلمان؟ هل ساومت كتلة  المواطن و امسك فمه ولو الى حين باقر صولاغ الزبيدي، و ما طرح قائدهم الوريث مقترح (انبارنا الصامدة) الا تمثيلية كرفع المصاحف يومها؟؟ وهل ساوم الصدريون و تنازلوا عن تقاعد النواب وأعضاء الادارات المحلية المضخم؟ و هل تنازل او ساوم الكرد من اجل مصلحة العراق في مسألة النفط  المزمنة ( كقميص عثمان) اوحضور جلسة البرلمان  للاسراع حتى في القراءة الاولى لقانون الموازنة لتسهيل حقوق الشعب ؟

يقف العراق اليوم بين انياب تمساح متوحش رأسه في الرياض و يمتد ذيله يرفس في سوريا و في العراق.

فأية مساومة حتى على منصب رئيس الوزراء كما يدعون ستكون ذو مردود خطير وعكسي  في صميم الديمقراطية و نتائج الانتخابات المتوقعة بوضوح  و الرغبة و تطلع الشعب في تشكيل حكومة الاكثرية النيابية كما هو الوضع في كل الدول الحرة الديمقراطية في العالم المتحضر. و المساومة ستقف على الضد من تكوين الجبهة الوطنية التي يطالب بها معظم العراقيين للوصول الى كتلة واسعة خيرة تحصل على اكثرية اصوات الشعب لتكوّن حكومة موحدة لها منهج متكامل و رؤية  واضحة للسنوات الاربعة القادمة. فما الذي يمنع  مثلا ان تكون السيدة النائب عالية نصيف رئيسة للبرلمان العراقي؟ و اين كتب في الدستور ان رئيس جمهورية العراق يجب ان يكون من الكرد و انه يجب ان يشارك الاخوة الكرد في مجلس الوزراء في وقت هم من يعتز بإقليمهم شبه المستقل حيث لهم في الاقليم رئيس، ورئيس وزراء و مجلس نواب و دستور و ميزانية و جيش من البيشمركة؟ و منظمة للاسايش الاستخباراتية و هل تعاونت هذه المنظمة يوما مع الاستخبارات العراقية في وقت يمنح الاجانب حرية الدخول الى العراق بدون سمة دخول و يحتاج العراقي عند زيارته لجزء من وطنه الى سمة و وكيل و اقامة و يسائل عن مدينته لتصنيفهم طائفيا ؟

يجب ان تستمر الجهود بضمنها الجهد العسكري للتطهير الانبار، ان تستمر في جمع و ائتلاف رجال مخلصين من العراق في جبهة وطنية مخلصة كل همومها خدمة هذا الشعب المغلوب على امره منهم. يجب ان تسعى يا دولة رئيس الوزراء الى تكوين تجمع شامل كامل عابر للطائفية والعنصرية، من شدة ورود عراقية ليتحدوا و يكونوا الكتلة النيابية الاكبر، و ليشكلوا حكومة الاكثرية، و تطمر والى الابد شعارات (حكومة الشراكة الوطنية) التي لم تكم يوما شراكة حقيقة مخلصة للشعب، و لم تكن وطنية بحق وحقيقة، فالزيارات المستمرة الى الخارج كالحج والعمرة الى بيوت اولياء امرهم انما هو ولاء للأجنبي و ليس للعراق، و طلب واضح للعودة بنفس القطار الذي حملهم في الانقلاب المشؤوم سنة ٦٣.

و اصبح واضحاً جدا لكل ذو وعي و بصيرة، أن تنظيم (داعش) ما هو إلا بقايا البعث الصدامي الذين تعادوا مع البعث السوري على طول خط حكم جرذ ابن العوجة، وهو حلمهم بحكم سورية والعراق ( داعش ، دولة اتحاد العراق و الشام )  و تلونهم و لبسهم لملابس الدين ما هو  الا تعطفو  خدعة للقاعدة للوصول الى اهدافهم الدنيئة  و بهذا احس حتى الظواهري فرفضهم  .

صحيح كذلك ما تفضل به الدكتور عبد الخالق حسين في مقاله القيم الموسوم: (نهاية البعث في تحالفاته الأخيرة) فقال:

"ليس هناك أي تنظيم سياسي أو إجرامي أخطبوطي يتمتع بالقدرة الفائقة في عقد التحالفات التكتيكية مع القوى السياسية الأخرى مثل حزب البعث. فهذا التنظيم كالحرباء يستطيع التلون وحسب الظروف."

فهؤلاء الأوباش (داعش البعث) انما هم تجع اشرار الارض والحاقدين على الحرية والانسانية، إنه تجمع يضم السراق و ساقطي الضمير و باختصار اعداء الشعوب. لذا لا يجب التوقف في عملية محاربتهم الى أن ينتصر الشعب بقيادتكم مع كل المخلصين لهذا البلد الكريم، و لهذا الشعب المتعب.

في هذه المرحلة من تاريخ العراق، و في ايام الانتخابات القادمة سيتلوَّن كل من لهم اطماع واهداف لا إهتمام لها بهموم الشعب، و ستزداد المساومات وتحالفات الطامعين بقوت البلد و بارزاق الشعب، و ستزداد المؤامرات و تتعاظم كتابات من سقط عن الطريق ففقد بوصلته ومعها كل الاتجاهات. لذا فمن الحكمة ان تزداد الحيطة و الحذر و أن تتفحص كل العروض المغرية مع  بريق  طلائها. انه التلوُّن من يخيف مستقبل العراق و التلون ممن خدمتهم الصدفة والطائفية والقومية و لحضة من الزمن الازعر ، فلم يخدموا شعبوهم و لا  حتى انفسهم لقلة ادراكهم،  وضعف ايمانهم بالشعب الذي أأتمنهم فانتخبهم.

معكم يا دولة رئيس الوزراء الدستور وهو الحكَم الاوحد في تقرير مصير واردات العراق من النفط ، فلا مساومة مع من لا يحترم الدستور. ربما يتصور بعض المخلصين ان التساهل مع الاخوة الكرد في قضية النفط لأاسباب تكتيتكية سيقلل من الخصوم، هذه مساومة خطيرة ان لم تكن خدعة فليس من حقك ولا يجب ان تفكر بها، والا ستفقد ربما نصف المؤازرين اليوم. فللانتصارات آباء كثر ومن الفشل سيتنصل حتى مسببوه. 

و كلمة للسيد المالكي  مع الاعتذار مسبقا ان كان تطفلا ، يجب ان تستمر في مواصلة مشوارك الى ما بعد الانتخابات، و نجاح الكتلة النيابية الاكبر حتى و ان تشعر اليوم بالتعب ونعرف ما تعانيه من الجهد المضني. و بعد الانتخابات يمكنك بل من حقك ان تتنازل  ان اردت لتستريح، و توكل الامر لمخلصاً عراقياً آخرمن نفس الكتلة  ليستمر في الطريق. هذا يعني لا مناص الا الاستمرار بمهمتك في خدمة الشعب بمقارعة الارهاب والفساد والتخلف، و فضح الحاقدين على الشعب والطامعين بالمنصب والمال والشهرة و دعاة الطائفية والتقسيم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الصاحب الناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/06



كتابة تعليق لموضوع : لا تساوم حتى من أجل المنصب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net