صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

قرار أو فِرار؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
القرار يعني المستقر والسكون.
والإقرار: الإذعان للحق والإعتراف به.
القرار: المستقر من الأرض. 
القرارة: القاع المستدير. 
والقرار في المكان هو الإستقرار فيه.
والقرار: ما قُرّ فيه.
الفِرار: الروغان والهرب.
 
بين القرار والفِرار مسافة ثقافية وفكرية وحضارية وعسكرية , وبمقايستهما يمكن تعريف السياسة. فكلما مالت الكفة بإتجاه القرار عرفنا أن هناك نسبة عالية من السياسة , وإن مالت نحو الفِرار فأنها تؤكد غياب السياسة , بمعانيها الجوهرية.
 
ولو تأملنا المآسي والتداعيات لتبين لنا , أنها كانت آليات فِرار , ولم تكن قرارات مدروسة ومحسوبة وذات تقدير علمي وبحثي , كما يحصل في دوائر صناعة القرارات العالمية المعاصرة.
 
فواقعنا السياسي يؤكد بالأدلة الواضحة أننا نمضي في دوامات الفِرار , ولا نستطيع إتخاذ قرار.
بمعنى أننا لا نواجه المشكلة ونبحث عن حل لها , وإنما نفر منها إلى مشكلة أخرى نستحدثها أو نساهم بصناعتها.
 
وهذا يفسر عجزنا عن إيجاد الحلول لأبسط مشاكلنا , من البطالة والحاجات الأساسية , إلى أصعبها , وما نقوم به هو الدخول في متوالية المتراكمات الهندسية , التي تؤجل الحلول , وتلهي المجتمع بمشكلات تنجبها من رحمها الوَلود الواعد بالويلات والتداعيات.
 
وقد حسبنا أن المشكلة في الأنظمة الإستبدادية أو الفردية , ولكننا بعد أن أجهزنا عليها بإرادتنا وإرادة الآخرين , وجدتنا أعجز من أي وقت مضى على أن نجد حلا لمشكلة واحدة في حياتنا.
 
ترى أين الخلل؟
يبدو أننا نميل إلى آليات الفِرار , ولا نملك القدرة على إتخاذ القرار , الذي يعني أنه أوجد الحل وأوصل الحالة إلى مستقرها , فهدأت وتفاعلت وإنتعشت وتطورت.
 
وكم كانت قرارتنا المصيرية عبارة عن إرادات فِرار.
ففي بعض دولنا , عندما لا يستطيع نظام الحكم حل المشكلة , أو يجد أنها بدأت بالتأجج , فأنه يسعى إلى الحرب لإذابتها بأخرى أعظم منها وأقسى. 
 
وهكذا دواليك , وما يجري في دولنا اليوم يدور في أفلاك الفِرار , ولا يعرف آليات إتخاذ القرار!
 
فالإعتصامات نفرّ من حسمها بحكمة وموضوعية وحلم , بإفتعال حروب ومعارك , وتوريد حالات للتغطية على مطالبها الإنسانية , والإرادة الجماهيرية الصادقة , يتم إلباسها ألف قميص وقميص , يساهم في تعزيز آليات الفِرار , وصناعة مشكلة أكبر من التي نهرب من التصدي لها بسياسة وإرادة وطنية صادقة.
 
وهذا ينطبق على جميع البلدان في منطقتنا , مما ينذر بتداعيات وخيمة وصراعات أليمة , لن تعرف القرار والسكينة , ما دمنا من المدينين بعقيدة الفِرار!
 
فهل سنتعلم آليات إتخاذ القرار , أم استلطفنا الفِرار؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/08



كتابة تعليق لموضوع : قرار أو فِرار؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net