صفحة الكاتب : السيد ابوذر الأمين

العشق وما ادراك ما العشق ؟
السيد ابوذر الأمين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العشق الالهي وما إدراك ما هو : هو هيمان ، ذوبان ، عرفان ، حيرة ، لهفة ، عبرة ، تحليق بين أروقة المعشوق ، يقبل الجدران التي يشم بها ريح معشوقه ، يجول الوديان بحثاً عن حبيبه
وَلَقَـــدْ صَرَفْتُ لِحُبِّهِ كُلِّي عَلَى                  يَدِ حُسْنِهِ فَحَمِدْتُ حُسْـنَ تَصَرُّفِي
فَالعَيْنُ تَهْوَى صُورَةَ الحُسْنِ الّتِـي              رُوحِي بِهَا تَصْبُو إِلى مَعْنًى خَفِي
 
ولقد اعترض أحدهم متحكما متهكما متهجما وقال : العشق ليس غاية !!! 
أجبته : يا أيها المحجوب بالآثار عن رؤية الأنوار ، المُبعد عن إدراك الأسرار ومصاحبة الأخيار ، ومرافقة الأبرار ، أن الحب ليس غاية ومن قال انه كذا ؟ انما هو وسيلة للمعرفة والوصول للحق تعالى ، فالطُرق إلى الحق بعدد أنفاس الخلائق ، والاحقر يرى أن أفضلها وأسرعها هو العشق الالهي . فمن عشق الله تعالى عشق كل ما يحبه الله . 
ففيه تكون تقيا نقيا ، طاهراً مطهراً ، عارفاً مُعَرفا ، خلوقاً طيباً مؤمناً صالحاً ، عن كل الرذائل مبتعد ، ولكل الفضائل مستعد .
وذلك لان المحب يسعى لإرضاء محبوبه دوماً ، والابتعاد عن كل ما يبغضه ، فهذا هو نهج العشاق يا مسكين . فهم كما قائل قائلهم : 
أدين بدين الحب أنّى توجهت 
ركائبه . فالحب ديني وإيماني . 
 
ولو انك تعرف ما المحبة لما اعترضت وقلت ما قلت يا عزيزي ، فالمحبة كما عرفوها : هي الميل الدائم بالقلب الهائم ، وإيثار المحبوب على جميع المصحوب ، وملاحظة الحبيب في المشهد والمغيب ، و محو المحب بصفاته ، واثبات المحبوب بذاته ، ومواطات القلب لمرادات الرب ، وترك الحرمة مع إقامة الخدمة . 
وهذا هو دين الإسلام يا أخوتي . 
و أعمدة هذا الطريق و أركانه هم محمد و اله عليهم السلام . فمن جهل حقهم فهو في بحر الأوهام غرقان ، وعن الوصل والوصال تيهان . فبهم تصل ، وبهم تعرف ، ولا طريق إلى المحبوب من دونهم سلام الله عليهم أجمعين .
والقران فيه على هذا الأمر دلالات واضحة كقوله سبحانه : (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ....)) 
وقوله : (( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) .
وقال : (( .... فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) .
وغيرها من الإشارات والعبارات ، ناهيك عن اللطائف والحقائق التي لا يدركها إلا أهلها .
وليت شعري كيف يُلام عاشق عشق ربه !!! وما الضير في ذلك !!! وما المُشكل اذا قال العاشق : 
شغلت قلبي عن الدنيا ولذتها 
فأنت والقلب شيء غير مفترق
وما تطابقت الأحداق من سنة 
إلا وجدتك بين الجفن والحدق . 
أو إذا قال : 
يا حبيب القلب من لي سواكا
طال صبري متى يكون لقاكا
يا انيسي و منيتي ومرادي
كذب الفؤاد وان احب سواك .
هنيئًا لمن وصل إلى هذا . فهذه هي عبادة الأحرار وهي أرقى من قسميها عبادة العبيد اوالتجار . 
فالمحب يعبد الله تعالى حباً به ، وشوقاً له . 
ولله دَرُّ الامام زين العابدين وسيد العاشقين عليه افضل صلوات المصلّين عندما يقول : إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلاً . ومن ذا الذي انس بقربك فابتغى عنك حولا ..
وحين قال : يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقة، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة، يا منى قلوب المشتاقين، ويا غاية آمال المحبين. أسألك حبّك وحب من يحبك وحب كل عمل يوصلني إلى قربك، وأن تجعلك أحب إليّ مما سواك، وأن تجعل حبي إياك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك . 
وابقى أقولها دوماً : ان للعشاق حالات لا يفهمها الا امثالهم . 
اللهم ارزقنا حبّك وحبّ منْ يحبّك . اللهم آمين 
وفقنا الله وإياكم إلى بلوغ هذا المراتبِ السامية بحق محمّد واله الطاهرين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابوذر الأمين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/19



كتابة تعليق لموضوع : العشق وما ادراك ما العشق ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net