صفحة الكاتب : واثق الجابري

هكذا مدارسنا حينما يكون الجهل حاكماً
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خارطة سوداء تتلبد بها السماء، تحجب النور وهبة الرحمن بلا منة ولا فضل من مسؤول، ترسم صورة العراق كأنه يحجب شعاع الشمس عن أبنائه، يفقدنا الحقائق، ويحكم الجهل، بعدما أنتشلت الشعوب نفسها من عوالق الأمية التكنلوجية، لا زلنا نتربع عرش التخلف، في مدارس الطين في القرن الحادي والعشرين.
الدول تحجز لأبنائها سفرات الى القمر والكواكب، وتتزاحم على قفزات التكنلوجيا، ولانزال نفترش الأرض لكي نكتب حرفاً من أبجديتنا.
معركة مع الأرهاب والفساد، والأخطر مواجهة الأمية والجهل والفقر، 5-6 مليون أميّ الأبجدية، وشعوب معظمها تجاوزت متعلقاتها، وحل الحاسوب بدل القلم، أطفالنا يفترشون الأرض في مدارس الطين والقصب، كأننا نعيش في العهد السومري، بدوام ثنائي وثلاثي، يصل الى ساعتين ونصف في اليوم، تزاحمها العطل الرسمية والمزاجية، تقطع اكثر من ثلث العام الدراسي.
عوز وفقر يصارع العوائل والأطفال، يلقي بهم الى قساوة العمالة والإنحراف والجهل، يلحقهم بجيوش الأميين والعاطلين والباحثين عن الحياة، بعيداً عن مدارس التعليم الخاص لأبناء الذوات المتربعين على الخيرات. نصف مليون أمي ألتحق الى 5699 مركز محو الأمية، مخصصات معلميهم تتقاذفها الأقاويل والتصريحات والوعود، وكأن حملة من التجهيل تقاد بستراتيجية مخطط لها لقيادة المجتمع نحو الظلام، مجتمع يتجه الى نقص الوعي الحواري، وفرص العمل التي يمنحها التعليم، يضع شريحة كبيرة بمعزل إجتماعي، وضعف إدارة شؤون الاسرة، والتعرض للأمراض، والإبتعاد عن الركب الحضاري.
بدائية التعليم وسوء المدارس، كأننا لا نعرف إن الأمم يصنع تاريخ الشعوب، ويقود أفعالها شباب اليوم، ومستقبل الغد، كيف لطالب يسير في زحمة الشوارع وخطر المفخخات وسموم الغذاء، الى مدارس من طين وقصب وبنايات متهالكة، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.
العالم يسير مثل البرق نحو التطور، ومَنْ علم الأنسانية الحروف تغزوه جيوش الأميون، في عصور المدارس الصديقة للأطفال، بأجواء جاذبة تبعث السرور؛ ولا تزال مدارسنا طاردة الأطفال بالفقر وإنخفاض مستوى التعليم، لاتحضى بالخدمات الصحية المناسبة ولا ساحات الرياضة والحدائق، والمعلم راتبه لا يساوي1% من راتب الوزير!
توصل العالم الى التعلم من بُعد، وإستخدام التكنلوجيا البتية، ولازال البعض يدخل المعلومة بالعصا، فتخرج بعدما يغيب.
أرقام مخيفة من الأمية والجهل، وبنية تعلمية فوقية وتحتية منهارة، تحكمها مناهج متخلفة، بإدارة تربية وتعليم متهالكة، وماذا نتوقع حينما يحكم المؤوسسات شهادات مزورة ومحسوبية وحزبية، ونفعيون بعقول الدكتاتورية، يتربع على صنع القرار حيتان لا تعرف سوى يومها، ولا تفكر في مستقبل الأجيال. مشكلتنا إن بعض الجهلاء يسيطرون على القرار، لا يرضيهم أن تكون الأجيال القادمة متعلمة، حتى لا ينافسهم أحد على الكراسي!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/23



كتابة تعليق لموضوع : هكذا مدارسنا حينما يكون الجهل حاكماً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net