صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الجعجعة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الجعجعة: صوت الرحى

"أسمع جعجعة ولا أرى طحنا"

وفحل جعجاع: أي شديد الرُغاء

والجعجعة أيضا: أصوات الجمال إذا إجتمعت.

 

وفي مدينتنا كان أحدهم يُلقب بالجعجاع , أي لا تجد عنده إلا القول الفارغ , فيقال "يُجعجع" , أو "خليه إيجعجع" , وأحيانا  يقولون "يحجي بوش" , والبوش يعني أن المحرك يدور لكنه لا يحرك العجلة لإنفلات أسنان تعشقه بمحور الدوران.

 

ويبدو أن الجعجعة أصبحت ظاهرة سياسية عارمة في ميادين تفاعلات الخسران والضياع العربي الجديد , فالكل يجعجع , وما يتحقق عبارة عن إنجازات لأصحاب المصالح والغايات لا أكثر ولا أقل.

 

فقد أنتج العرب أطنانا مليونية من الكلام المنطوق والمسطور , وما أنجزوا  كيلوغراما واحدا من العمل الواعد بالنمو والرقاء والتواصل المعاصر مع الحياة.

 

فما أكثر جعجعة الكراسي والبرلمانات وأصحاب المعالي والسيادات , ولا نرى حول جعجعتهم طحنا , أو ما يطعم من الجوع ويؤمن من خوف.

 

إنها محنة الجعجعة العربية , التي تعيشها الأجيال وبنشاط فائق على مدى عقود ساخنة , حتى لتحولت الجعجعة إلى قيمة سلوكية وأخلاقية ودستورية , تمارسها البرلمانات وترفع راياتها وتحقق رغباتها تحت زوابعها الرعدية , وبروقها الأنانية التي لا مثيل لها في تأريخ الشعوب.

 

فالكل يجعجع والأواني فارغة , والفقر عميم , وسوء الأحوال المعيشية يتفاقم , ولا تجد قانونا إنسانيا منصفا للرعاية الإجتماعية في بلدان متخمة بموارد النفط.

 

ولا نزال جميعا نجعجع ونرغو , ونبحث عن إرضاء لنزوات البعير الهائج في أعماقنا , والذي إندلع لسانه وتهطل لعابه , وراح يدور متأججا يبحث عن ناقة تهدئ روعه , وتسلبه طاقات ما فيه.

 

وكأن أكثر ما نكتبه عبارة عن جعجعة , ومعظم ما أتينا به , لا يساوي "زوبعة في فنجان" , بل أنه إمعان في الهرولة فوق رمال الخسران وعواصف البهتان.

 

فهل سنتوقف عن الجعجعة , وسنسبق القول بالعمل , أم سنبقى ننادي حي على الكلام؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/28



كتابة تعليق لموضوع : الجعجعة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net