صفحة الكاتب : حيدر محمد الوائلي

رأي في الأحلام وحقيقتها وتفسيرها
حيدر محمد الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


الحلم زائر الليل الذي ربما يكون جميلاً تستيقظ على أثره مبتهجاً أو كابوساً تفزّ منه مرتعباً.
ذات الشخصان الحالمان ربما يتضادان فصاحب الحلم الجميل ربما لا يتمنى أن يستيقظ من نومه لينهي حلمه فواقعه أليم ملؤه المعاناة! وربما صاحب الكابوس حياته ملؤها الراحة والسعادة!

الكثير من الناس يهتمون بتفسير الأحلام وتداعيات الأحلام عليه وحتى لو لم يهتم به كثيراً  فيسكون بحسبانه.
من منا لم يسمع عن احلام أصبحت قصصاً يتداولها الناس ويحكون بها أنها حكم ودروس وعبر؟
من منا لم يسمع بواعظ يحكي للناس قصة حلم شخص في الزمن الحالي أو الماضي كوسيلة من وسائل وعظه؟

الحلم يا سادة بـ(برأيي المتواضع) لا ينفك عن كونه رموز شخصية تتجلى بحلم لتعكس واقع أو خيال يعيشه صاحب الحلم، وبذلك يكون صاحب الحلم وعن طريق عقله الباطن الذي غذاه بالأفكار والمعتقدات والأحاسيس من خلال حياته اليومية هو واضع هذه الرموز والدلالات وهو نفسه خير من يقوم بربط معانيها وتفسير دلالاتها ومن يحس بها.
كيف...؟!
أكثر قراء مقالتي الكرام يتكلمون لغة واحدة وربما يعرفون التواصل بلغة أخرى لتكن (الأنجليزية) وسؤالي هنا هل حَلَمَ شخص يتكلم العربية بحلمٍ كان الحوار فيه باللغة الصينية مثلاً وتواصل بها...؟!
أكيداً لا فحلمه بالعربية وربما ببعض الكلمات الأنجليزية التي هو أصلاً يعرفها.

في الأنسان عقل باطن تتجمع فيه الأفكار والتجارب والأحاسيس التي يؤسس لها ذات الأنسان فتتجلى تلك على شكل دلالات ورموز وأفكار في النوم أحياناً عندما يكون العقل الباطن بعيداً عن هيمنة هذا الأنسان الغاط في نومٍ عميق، وأحياناً تتتسرب له بأحلام يقظة لدى سيره وحيداً أو جلوسه وحيداً.
تتجلى رموز يصنعها الأنسان في حياته اليومية وبتأثير المحيط الأجتماعي والأعتقاد الديني يفسرها أنها رموز خير أو شر (أفعى، عقرب، جبل، نهر، إمرأة قبيحة، إمرأة جميلة، رجل وسيم، رجل دميم، طير، حشرة، نقود، ذهب، مسجد، كنيسة، معبد، طقوس، حشود ناس، خلوة ووحدة...ألخ) ربما بحكم تجارب الحياة الشخصية والمعتقد الديني وفحوى الحلم يربط صاحب الحلم أن الأمرأة الجميلة هي فتنة مثلما يفسرها شخص اخر أنها رحمة.
أفضل من يفسر الحلم ويربط دلالاته هو صاحب الحلم، وخير وسيلة لتذكر الحلم كي لا يتلاشى بعد الأستيقاظ هو أن بمجرد ما يستيقظ الشخص من حلمه فليبق مستلقياً على فراشه مسترخياً ويغمض عينيه ويركز في استرداد تفاصيل حلمه.
تتأثر الأحلام بمؤثرات أخرى فوجبة عشاء دسمة وتناول بصلاً كثيراً مثلاً أو فراش غير مريح ربما يجلب أحلاماً مزعجة مثلما تساعد الرائحة الزكية والخبر المفرح على جلب أحلاماً سعيده.

نبي الله يوسف (ع) في قصته الشهيرة في القران الكريم مع السجين فسرها نبي الله بدلالتها الرمزية وكذلك حلم الملك بالبقرات السمان والنحاف والسنابل الخضر واليابسات فكان تفسيرها بدلالات سنين وشبع وجوع ولمن يريد المراجعة فسورة يوسف.
ولكنه نبي! وهو ينطق عن الله جل وعلا وليس عن الهوى فحكمة الله اقتضت أن يكون الحلم وسيلة ووحي لنبيه.

هذه الطريقة (برأيي المتواضع) أفضل من الخزعبلات الموجودة بكتب تفسير الأحلام والأدهى وجود مواقع تفسير احلام اونلاين...؟!
أكثر كتب تفسير الأحلام الموجودة في المكتبات وعلى ارصفة الشوارع وكذلك مواقع انترنت متخصصة بالتفسير أكثرها مبنية على ترهات وخزعبلات وغير محققة ولا طائل منها سوى النفع المادي أو لتغذية فكر متخلف أو موروث.

طبعاً هذا الكلام عن الأحلام لمن يهتم بتفسيرها فحقيقة الأمر أن الكثير من الناس و(انا منهم) لا يهتمون كثيراً بالأحلام ودلالاتها ولا يبذلون جهداً لا بتفسير ولا بربط دلالات ويكتفون بالأعتقاد انه مجرد حلم وأنتهى الأمر.
وما فائدة هذه المقالة أذاً...؟!
لأن الناس ليسوا سواء وهي مقالة بسيطة تحمل أفكاراً للصالح العام، والعام مختلف الرؤى والأفكار كما هو معروف.

ربما يتخذ الكثير من رجال الدين الحلم وسيلة من وسائل الوعظ ولتقوية الدليل على معتقد أو فتوى أو موروث ولابد أن من القراء الكرام من سمع بموعظة كان قوامها حلم، والسؤال هنا هل أن الحلم دليل منطقي لتقوية حكم شرعي أو عقائدي؟!

كان ذلك مجرد رأي ولو خالف الرأي السائد، وليست سيادة الرأي دليل على أحقيته.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر محمد الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/10



كتابة تعليق لموضوع : رأي في الأحلام وحقيقتها وتفسيرها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net