صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

البحرين تغزو الكويت من جديد
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
((حفل جامعة البحرين لتمجيد المجرم صدام حسين هو الغزو الجديد لدولة الكويت ))
لم تكن قضية غزو الكويت من قبل الديكتاتور المقبور صدام بأنها من التاريخ البعيد او أصبحت في عالم النسيان والاندثار وإنما ما زال أهل الكويت يتحسسون الجرح وآلامه ويعيشون أيامه المُرّة التي عاشوها في فترة بداية التسعينات حتى كادت ان تصبح الكويت نسيا منسيا لولا قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي أجهدت نفسها وحركت كل أساطيلها من اجل إنقاذ الكويتيين الذين حوصروا داخل بلدهم وفتح الطريق أمام من غادرها مرغما هام على وجهه هو وعياله الى بلدان الجوار ، فلم تكن ذلك اليوم القدرة العسكرية لدولة البحرين هي التي عادت بالحقوق المغصوبة للكويتيين وسحبها من بين أسنان وحوش البعث الشوفيني الذي لا يعرف طريقا للانسانية ليتعامل به مع العزل من اهالي هذا البلد المغتصب .
الجرح العميق الذي عاشه ابناء الكويت هو ذات الجرح الذي عاشه ابناء الشعب العراقي مع الفارق ان الكويتيين ذاقوا هذا العذاب لفترة وجيزة لكن العراقيين عاشوه اكثر من ربع قرن ، لذلك لم ولن يحس بألمه إلا من ذاقه على يد جزاري البعث المخلوع .
نريد التوقف عند بعض الشذوذ العربي الذي يتباكى اليوم على  صدام دون مبالات لعدد ضحاياه ومجازره وحرقه الاخضر واليابس في المنطقة عامة والعراق خاصة  بل حتى ضحايا هذا النظام القميء من اخوانهم في الوحدة الخليجية التي يراد لها ان تتم واعني بذلك دولة الكويت الذين أذاقهم الويل اكثر من أي دولة عربية او خليجية اخرى وربما ان القائمين على حفل تمجيد صدام أرادوا ان يوصلوا رسالة مسمومة الى الحكومة العراقية من خلال سماحهم للبعثيين الفارين اليهم والمجرمين من فدائيي صدام بأن يقوموا بهذا الفعل الشنيع حيث تطلسمت عقولهم حقدا على العراق والعراقيين بسبب وضعهم الداخلي  فأرادوا بذلك ان يغزو حكومة العراق وشعبه لكنهم غزوا حكومة الكويت وشعبها ، واذا كان هناك من يقول ان الامر لم يحُسب حسابه أقول لهم كلا من المؤكد ان الامر محسوب واتجاهاته محسوبة ايضا فهناك من البعثيين الكبار في مملكة البحرين ما زالوا يعيشون حلم الطاغية صدام بأن الكويت عراقية وهو اصرار ولو بعد حين فعمدت البحرين الى تجنيسهم ليكونوا دعاة الضرب تحت الحزام لوحدة الخليجية وهذه اثارها ستظهر بعد فترة على مستوى التعامل الخليجي فيما بينهم سوف تكون هناك الكثير من الوقفات التي تمارسها الكويت تجاه هذا الخطر الداهم الذي تهب رياحه عليهم من دول الوحدة الخليجية وسيفكر كل كويتي الف مرة في التعامل مع دولة البحرين طالما ان بين المتجنسين آلاف البعثيين ويمكن ان يشكلوا لوبي خليجي في أوساطهم وهو ما يخيف الشعب الكويتي وعليهم ان يقفوا اليوم وقفة مفصلية من أجل التخلص من هذا السرطان الذي توغل في اوساطهم ولابد من ابعادهم.
اذا تم نفض اليد عن الوحدة الخليجية عندها سوف يفرط العقد وهو ما لا تقبل به السعودية التي تدافع قواتها درع الجزيرة عن ملك وأمراء البحرين لقتل الشعب البحريني ولذلك سوف  يحني ملك البحرين رأسه امام هذا الفصل الجديد الذي لا يمكن ان يتحمله من اجل إرضاء الكويتيين .
احتفالية البحرين كانت الغزوة التي أيقظت حكام الكويت من نومتهم ليعرفوا ان الخطر يسير تحت ارجلهم دون ان يعرفوا ذلك ، اما استفزازكم للعراق فهو لا ينفع اطلاقا لأنكم ليس بالدولة الندا للعراق ولا بحجم العراق او قدراته وتاريخه فلن تخرجوا عن اكثر من بادية من بوادي العراق ، فهذه بلاد الرافدين التي تطير على بساط الحضارة والتاريخ العميق وفيها تأسست اولى الدول في التاريخ لن يعير لكم العراقيون بالا على ذلك فهي ليست أكثر  من  لعبة جهلاء قذرة ولينفعكم أولئك البعثيين فقد انقلبت عليكم وسببت لكم شرخا كبيرا مع من ساعدكم وبنى بلادكم من أهالي الكويت ومن المعيب ان يندفع جهالكم الى غزوة بتراء عقيمة أقامت بينكم وبينهم جدارا عاليا ليرفع كل قواعد الاخوة والتعامل مع أشقائكم وبني جلدتكم ، واذا أردتم التصحيح فعليكم رمي قاذورات البعث في مكبات النفايات وتعتذروا لشعب الكويت ثم الى شعب العراق وتَعلّموا فن السياسة واحترام الشعوب.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/14



كتابة تعليق لموضوع : البحرين تغزو الكويت من جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net