صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

التراجيديات العراقية الثابتة
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


كل يوم يمر يشبه الأمس، لا تغير بالشكل ولا المضمون، بل يذهب إلى الأسوأ، والحالة تسير إلى المصير المجهول، أرواح تُزهَقْ من غير ذنب بأساليب متعددة، مرة بالقتل المقصود بالطلق الناري الكاتم، ومرة بالتفجير العشوائي، وأخرى بواسطة العبوات اللاصقة، وتعددت الأساليب، والأماكن، والشخوص، ولا تعرف ممن تخاف أو تحتمي.
منهج القتل اليومي يستهدف شريحة الفقراء، وكأن الفقير يقف حائلا بينهم وبين تحقيق الأمنيات، التي غُسِلتْ بها الأدمغة المتحجرة، التي تريد الجلوس جنب رسولهم المزعوم، بعد تفجير نفسه على وليمة غذاء لا أعرف على ماتحتوي، واللقاء بعده بالحور العين، هل الحياة ومعيشتها بهذه السذاجة، انك تعيش لتفجر نفسك،لأهداف غير معلومة النوايا ؟
حكومة نائمة، وأموال تصرف على اللاشيء، وبحجج شتى، مرة الملف الأمني، وأخرى فساد يزكم الأنوف، والنزاهة تضحك على الذقون بكلمة سنحاسب !ومرة بصرف أموال على الاستطباب، لأعضاء المجلس بأضعاف لايمكن تخيلها، وسفر بالطائرات وبالدرجة الأولى ورجال الأعمال، والمواطن يَئِنْ تَحْتَ خَط الفَقرْ وكأننا في الصومال أو إحدى مجاهل أفريقيا .
الخطط الأمنية متردية، ولا يمكن أن يصدق المواطن العراقي بالأكاذيب، التي يصرح بها المسؤولين، وعلى الفضائيات بعد كل أزمة يقول: أننا وضعنا خطة محكمة، لايمكن أن يفلت منها المجرمون، النتيجة! ازدحامات في كل المفاصل، وإغلاق للشوارع، خالقا ازدحامات لها بداية وليس لها نهاية، والتفجيرات مستمرة، بل وفي اغلب الأماكن والضحايا بازدياد.
القوات الأمنية وجدت لحماية المواطن، وبالطرف الآخر مجرمون بأزياء القوات الأمنية، يقتلون ويفجرون ويستهزئون بالحكومة، ولامن رادع لهذه الحالة المتكررة، وان تم القبض على هؤلاء، ينبري لك من يدافع عنهم، بل ويتهم القوات الأمنية بأنها لفقت لهم التهم، ويتم الإفراج عنهم بحجة عدم كفاية الأدلة، مجرمون قد تمت إدانتهم وبالجرم المشهود، يتم تعطيل إعدامهم والعذر أشكال وألوان، وَكُلُ يَرمي الكُرةْ في مَلعبِ الآخر.
لقد احتار المواطن العراقي، فممن يخاف، وبأي منهم يحتمي، ألا يأتي اليوم وتفكر الحكومة بحل جذري لهذه الإخفاقات المتكررة، وتنهي المأساة التي رملت الكثير من النساء، ويتمت الأطفال، وفُجِعَتْ الأُمَهاتْ، وَهَل هُنالِكَ نقطة ضَوء في آخرِ النفق المظلم، سؤال يحتاج إلى إجابات عدة، والمسئولون يصمون آذانهم من النداآت التي أسمَعَتْ حتى الحجر، فمتى يأتي ذلك اليوم، ننظر إلى من لا تضيع عنده ودائع، لأنه وحده من يهدي القلوب ويصفيها، رحمة بنا، فقد مللنا العيش في عراقنا الجريح..... سلام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/17



كتابة تعليق لموضوع : التراجيديات العراقية الثابتة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net