صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

رسالة من مواطن عراقي الى حسن العلوي : اشفق عليك كثيرا !!!
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


وأنا أقرأ رسالة المفكر والكاتب "الكبير" حسن العلوي المعنونة الى السيد مقتدى الصدر اقف مصدوما لما وصل اليه العلوي من نزول تدريجي وهو يقترب من تسعينية عمره ، فهي ليست رسالة تاريخية معتمدة الى منقذ لشعب او لأقوام من البشر فالرجل لا يعدو ان يكون زعيم حزب نشأ من رحم المرحلة الآنية مع كل الاحترام والاجلال لتاريخ العائلة الصدرية وما فعلته من اجل العراق بدءً من الشهيد الصدر الاول الى الشهيد الصدر الثاني والد السيد مقتدى الذي ورث قيادة الكثير من اتباع والده ومقلديه ولكن ذلك لا يعني ياسيد حسن ان تنحدر بمستواك الثقافي الى هذه المحطة التي تجعل منك ضعيفا وواعظا للسلاطين وان كان الصدر ليس حاكما ولكن انت تطلبه للحكم في رسالتك هذه الى درجة انك ألغيت جميع الطبقة السياسية فجعلتهم قادمين من لقطاء الارصفة وهذه تعابير لا تنم عن ثقافة لها عمقها في التاريخ.

حاولت وانت تتغنى بأبيات شعرية موجهة الى احد الحاكمين القريبين من آل البيت في العهد القديم بعد حكم الامويين وتغنيت بها مخاطبا السيد الصدر لتصل الى حالة من الوصف المبتور لتبتر العراق ومن فيه من رجال وتجعل ربان السفينة بيد رجل دون الاخرين أليست هذه من الدكتاتورية والنزعة الانفرادية لتلغي الكثير من الوطنيين العراقيين وترمي بهم الى مزبلة التاريخ في قولك (("قـُدت السفينة حيث شقّ مقادها *** فتقلدت ربانها المسؤولا" انه ويحزنني ويحزن العراقيين أنّ “ربانها المسؤولا” ما زال محتجبا، فإلى أين ستذهب الرياح بهذه السفينة؟”.)) ما اعتقده ايها الكاتب الهمام لو تنحيتم قليلا انت وبعض من يكتب بهذه الطريقة التي تمجد الاخرين وتدفع بهم الى العظمة سوف تسير السفينة بهدوء وتصل بعراقنا الى شاطيء الامان بعيدا عن كل المهاترات ولغة التهديد والوعيد ولغة المليشياوية التي يمارسها البعض واسلوب السب والشتم والتقليل من الاخرين ومكانتهم ، فلا أعتقد انك ستمسك قلمك لتكتب عن المتظاهرين من النواب وهم يحملون "القامة"او السكين الكبير التي حملها النائب حاكم الزاملي  وهي لغة الضعفاء أو معمما يسير بتظاهرة المظلوم وهو يضع اللثام على وجهه ويحمل بيد صورة زعيمه السيد مقتدى ولا اعتراض على ذلك لكنه يحمل بيده الاخرى صاروخ قاذفة آر بي جي سفن  وهي رسالة دموية بدل ان يكون مصلحا ومتسامحا كعالم دين وحوزوي ويتحدث بلغة السلام!! لا أعتقدك كذلك ايها المفكر العجوز.

اشفق عليك كثيرا حين تصف من تخاطبه بهذه الرسالة  بان ينبوع العراق قد مات بعد ان احتجبت عنه  ومثلت ذلك باحتجاب الماء عن دجلة فقلـت (لا أتردد في مصارحتكم أن وقع احتجابكم عن الشأن السياسي اليومي كان لا يقل عن احتجاب الماء عن دجلة،) فلم اجد عبارة بين سطور الكلمات وفحوى فهمها  ما أصف به هذا التشبيه وهو ما يجعلني ان اتيقن كامل اليقين بأن مثل هذا التشبيه كان عنوانا كبيرا في خطابك لصدام حسين وطيلة فترة مسامرتك معه .

واخيرا اقول انقلبت على افكارك التي لم يمضي عليها اكثر من شهر ونصف عندما علقت على اخبار مسربة عن امكانية ترشيح السيد عمار الحكيم الى رئاسة الوزراء وكيف  انتفخت اوداجك ومزاجك العصبي كان منفعلا جدا لتقول كيف يمكن ان يحكم العراق رجل معمم وانت اليوم تقول للصدر لو اجتمعت انت والحكيم وكلاكما من سلالة طاهرة  ستكون فرصة لانقاذ العراق (وقد أتيحت للعراق فرصة العودة الى هذا النموذج فيتحالف المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامتكم، وانتما من سلالات العلم والجهاد لتقطعا الطريق على أشباه الاميين الوافدين من أرصفة لم تطأها قدم وطنية ولأنك حامل إرث كاريزما السلالة فلم تعد ملكا لنفسك، مثلما كان والدك وعمك، ومثلما كان والد عمار الحكيم وعمه،) فهل نعاتبك بعد اليوم ايها الكاتب والمثقف والمفكر حسن العلوي وانت تقود بتاريخك الثقافي الى الهاوية وتنزلق كثيرا في نهاية عمرك الى التملق والتزلف بهذا الشكل .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/17



كتابة تعليق لموضوع : رسالة من مواطن عراقي الى حسن العلوي : اشفق عليك كثيرا !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net