صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

إحترامي لشعب كوردستان
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في العام 1974 كانت سنواتي التي وهبتها لي السماء، ولاأدري الى متى ستمتد
قد بلغت الثلاث للتو، كان نعش خالي الكبير عند بوابة الدار، وفي حينها
كان صدام حسين نائبا للرئيس، وكان الرئيس هو( الأب القائد المناضل المهيب
الركن أحمد حسن البكر) وهكذا كانت وسائل الإعلام تذكره وتمجده، بينما كان
صدام حسين( السيد النائب) وكان يصول ويجول، ولايحول بينه وبين مايريد
حائل، وكان يتحدث ويتصرف كما لو إنه الرئيس الفعلي للبلاد، بينما يكتفي
الأب القائد المناضل ببعض الشكليات غير ذات القيمة، ولم يكن أحد يعلم
بتلك الحقيقة سوى المقربون، وبعض فئات الشعب الأكثر فهما ووعيا، بينما
يغيب عن الوعي غالب الناس، ولايقدمون شيئا ولايؤخرون، وليس لهم من شأن
سوى تحصيل بعض المكاسب التافهة التي يجري وراءها الناس عادة، ويسمعون
ببعض الأخبار عن بطولات أبي طبر حفظه الله ورعاه.
كان نعش خالي موضوعا عند الباب الخارجي لبيت جدي، تجتمع حوله الناس في
القرية الصغيرة المبنية بيوتها حديثا من الطين المخلوط بالتبن، ماعرفته
من أحاديث الناس إنه قتل في الحرب ضد العصاة، وكانت الكلمتان الأشهر
المتداولتان في حينه هما( العصاة، وحرب البرزاني) وقد سلم المواطنون
بتسمية المقاتلين الكورد (العصاة)  بينما يطلق على تلك الحرب( حرب
البرزاني) نسبة الى القائد الأشهر المرحوم الملا مصطفى البرزاني الزعيم
الكوردي الخالد والمحترم حتى من أعدائه والناقمين عليه سواء في بغداد، أو
في البلدان التي يطالب فيها الأكراد بحقوقهم التي حرموا منها لقرون.
عرفنا في الثمانينيات حين كانت السلطة القائمة تحمل الناس على الحرب كيف
إن الشعب الكوردي كان يظلم، ويعذب، ويقتل بطرق بشعة، ويهجر مثله مثل فئات
عراقية أخرى حرمت من حقوقها، ثم عرفنا إن الظلم الذي يعانيه الكورد ممتد
حتى مرحلة نشوء الدولة العراقية في عهد الملك فيصل الأول سنة 1920 وإنهم
يناضلون من أجل حقوق مشروعة لهم، ولم تعترف السلطات القائمة بها. في
التسعينيات بدأت محنة الكورد تنتهي رويدا مع تشكيل سلطة ذاتية لهم هي
الوحيدة في كل البلدان التي يقمع فيها الكورد بقسوة، لكن الأبشع هو
ماتعرض له مواطنو القرى الكوردية الذين ضربوا بأسلحة محرمة وفقدوا الآلاف
من الأبرياء كما في حلبجة المظلومة.
فوجئت خلال الأشهر الاخيرة ومع الأداء غير المبرر عربيا الذي تمارسه
المجموعات السياسية الكوردية بنوع من الإحتقان الشعبي، وإذا كان
المواطنون يهتفون ضد الكورد في زمن مضى وهم مكرهون فإن الهتافات التي
سمعتها قبل أيام ضد الكورد تمثل تغييرا في النظرة الجمعية للشعب العراقي،
ومرد ذلك الى تعطيل متعمد من قبل سياسيين كورد للموازنة، ولوجود غير مبرر
لجنود البيشمركة في بعض بغداد العاصمة، بينما شكل إغتيال الزميل الصحفي
محمد الشمري على يد أحد ضباط فوج حماية الرئيس طالباني تحولا أكثر
دراماتيكية يتطلب مراجعة دقيقة لمجمل السلوكيات الكوردية لمنع الإنزلاق
نحو هاوية الحقد المتبادل والثأرية.
لانرغب بأحد أن يقول، إن الكورد يثأرون لمظالمهم القديمة بتصرفات معينة
في بغداد، ولانريد أن يلقي أحد باللائمة على الشعب الكوردي، لكننا لايمكن
ان نقبل بتصرفات عدائية من البيشمركة ولابتلك المرفوضة في السياسة
الكوردية تجاه المركز.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/26



كتابة تعليق لموضوع : إحترامي لشعب كوردستان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net