صفحة الكاتب : احمد العبيدي

سياسيو الصدفة
احمد العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الانسان لا يكون سياسياً بالولادة، لا يختلف على ذلك اثنان، فإن لعالم السياسة أبواباً لا محيص من سلوك طرقها، والدخول من خلالها. فإما ان تعمل في معارضة نظام راهن لتكون في زمرة سياسيي الحكم القائم على أنقاضه، او تتدرج في سلّم حزب ناشط من أبسط مراتب الانتماء لتبلغ صفوفه المتقدمة فتصبح صوتا مسموعا في اتخاذ قراراته، او تشترك في تأسيس حزب او حركة تلج السياسة حتى تصير فيها رقماً مؤثراً.
هذا ما جرى ويجري في أغلب بقاع الارض، أما في العراق فلم تكن الامور على هذا المنوال مع جميع الوجوه البارزة في الوسط السياسي منذ ما بعد سقوط صنم بغداد والى اليوم، فقد أفرزت لنا ظروف وعوامل عدة طائفة من السياسيين يجدر بنا ان نطلق عليهم تسمية (ساسيي الصدفة).
فإنهم لم يدخلوا مسرح القرار السياسي ويصيروا جزءاً من مشهده، إلا من خلال صدفة محضة تكون أقرب في بعض الاحيان الى الطرفة منها الى الجدية.
ولاني عاصرت هذه المرحلة من تاريخ العراق بكل تفاصيلها منذ 9/ 4 /2003، بل ربما كنت في أحيان كثيرة جزءاً منها ومشاركاً فيها بدرجة وأخرى، فقد شهدت عن كثب كيف أن الصدفة – ولا شيء غيرها- قذفت بأشخاص في عالم السياسة ولم يكن يخامر أحدهم ذلك يوماً في يقظة أو منام.
وطبيعي ان تصيب شخصاً كهذا نوعاً من الهستيريا، فينهمك في الاستئثرا بكل ما قد يجود به موقعُه الجديد، خوفاً من زوال الفرصة، ويعمل على ترسيخ وجوده وتأكيد حضوره بكل وسيلة ممكنة.
نعم لقد كنت شاهداً كيف أن المحتل الأمريكي فرض مترجماً له حلياً ليمثل بابل في مجلس الحكم فيصير واحداً من 25 شخصية عراقية، وكنت حاضراً بلحمي ودمي عندما اصطحب ممثلو بابل إمرأة لتكميل حصة النساء في الجمعية الوطنية الاولى، فتقرر بالقرعة أن حصة بابل من المائة عضو ينبغي ان تكون امرأة، فيتنازل الوافدون من بابل عن منتخبهم لصالحها دون سابق تحضير وإعداد، وتصير لاحقا في عداد الشخصيات الاكثر متابعة في البلد، ولم أكن بعيداً حين جرى التنافس على منصب في بابل بين شخصيتين مرفوضتين حينها، ليرشح أحدهم جاراً له بعيداً عن الاحداث كل البعد، وهل أنسى آخر لم يحالفه الحظ في بلوغ مُناه كلما حاول ذلك ، لكن الصدفة لعبت دورها فدفعت بزوجته للصدارة فأفادته واستفادت.
ولو شئت ان اقول كل ما أعرف وأذكر كل ما شاهدت، لكتبتُ ضعف هذه الأسطر، لكنها شِقشِقة هَدرتْ ثم قرّتْ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/13



كتابة تعليق لموضوع : سياسيو الصدفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net