صفحة الكاتب : جواد الحجاج

تأملات قرآنية
جواد الحجاج

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
((وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين))القصص: 38
فرعون الجاهل المستبد يقول لهامان وزيره وأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في معسكره .. و أحد أضلاع مثلث الطغيان .. ( ففي حين كان قارون يمثل امبراطورية المال وبلعم يمثل العلم المسخر للسلطة الغاشمة كان هامان يمثل القوة وحسن قيادة العمليات العسكرية ) ..وبهذا المثلث ـ القوة والعلم والمال ـ تجمعت لدى فرعون كل عوامل النصر المادية وأضفى صفة القدسية وإدعاء الربوبية كعامل معنوي مهيمن على النفوس .. يأمر هامان أن يبني له صرحا شاهقا لينظر إلى اله موسى و الحق اننا لا يمكننا تخيل ما عليه الطغاة من السذاجة و التيه والغرور الذي أعمى عقولهم فهل كان فرعون يعني أو يعي ما يقول أم كان يسخر من إدعاء موسى (عليه السلام )
وبالفعل يقوم هامان ببناء برج عملاق شاهق هو قمة ما وصل اليه العمران في ذلك الوقت يقوم ببناءه عشرات الآلاف من العمال لتحقيق نزوة وفكرة بلهاء لفرعون !!
لكن السؤال هنا :
كيف خطرت هذه الفكرةلفرعون ؟ لماذا ظن بوجود اله موسى في السماء .. مع إن موسى (عليه السلام ) في كل خطاباته لفرعون كان يوضح حقائق توحيدية وخلق الوجود وأن الله لا يحده مكان وهو في الأرض إله وفي السماء إله......
كيف استوحى فرعون هذه الفكرة والتي لم يدعها الطرف المقابل ؟
ان خطوة فرعون رغم سذاجتها وسخافتها الا إن ذكرها في القرآن الكريم يستدعي التأمل في دلالتها ..مما يقودنا الى فكرتين :
• ارتباط ذكر الحق سبحانه وتعالى بالسماء وهو أمر يغلب على الوجدان الإنساني الفطري ربما لرمزية السماء للعلو والسمو والرفعة والكمال المطلق .. في حين تمثل الأرض في ذلك الوجدان .. ماهو هابط ومتدني .. لا يليق بالذات المقدسة.. فحين يدعو الإنسان يرفع يديه الى السماء وحين تضيق عليه السبل ينظر الى السماء طالبا الفرج وحين يتعرض للظلم يرمق السماء بطرفه مستنجدا وهو شعور فطري الذي لايستطيع أحد تجاهله حتى أولئك الملحدين والمنكرين لوجود الله سبحانه ..
• إن النظرة المادية والحسية ورؤية المعبود بالبصر.. فكرة راودت البشر منذ القدم ومنها نشأت عبادة الأصنام التي تقرب الى المعبود غير القابل للرؤية..وسنرى أن الإسرائيليين أنفسهم قد وقعوا في فخ هذه الفكرة .. والى اليوم بقيت المذاهب المادية لا تؤمن برب غير محسوس رغم إيمانها بكثير من الأشياء التي لا تستطيع رؤيتها .. إنها سذاجة العقل البشري حين يضيق أفقه .. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد الحجاج
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/13



كتابة تعليق لموضوع : تأملات قرآنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net