صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

ما هو مستقبلنا؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المستقبل ليس من ضرب الغيب , وإنما حالة قائمة ومتحققة بسلوك متراكم متواصل عبر الأجيال , وهو من صنع أدوات أبعاد الزمن كافة , بما تختزنه من الطاقات والقدرات والإرادات التي مصدرها الوطن والإنسان.
 
المستقبل ما نقدمه كل يوم , فإن كان سيئا فأنه سيصنع مستقبلا أسوأ , والعكس صحيح.
 
وعناصر المستقبل الأساسية تكمن في الطفولة , فإذا توفر فيها الإعداد المعرفي والعلمي والإنساني الصائب , فأنها ستكون واعدة بالمستجدات الإيجابية ومتدفقة بإرادة البناء والتقدم والنماء , وإذا فقدت الطفولة مقومات رعايتها فأن المستقبل سيكون مجهولا ومضطربا.
 
ولهذا فأن المجتمعات القوية تهتم أيما إهتمام بالطفولة ورعايتها , وفقا لمعطيات الحاضر ومتطلبات المستقبل , فتهتم بتنشئة أبنائها منذ الولادة , بتوفير الأسباب اللازمة لتربية صالحة نافعة , تؤهلهم للنجاح في المستقبل وقيادة المجتمع بمهارة وإقتدار.
 
ومن أهم مرتكزات التربية المدرسة المعاصرة , لأنها لبنة المستقبل الأساسية , وبدونها لا يمكن للمستقبل أن يعيش منيرا.
 
ولهذا لا  تجد في المجتمعات القوية مدرسة متخلفة بمعمرانها أو بموادها الدراسية , وإنما تستوفي المدارس أرقى شروط العمارة المتجددة وتتوفر فيها وسائل الوثوب نحو آفاق المستقبل الأفضل.
 
ويمكن معرفة قوة المجتمعات من مقارنة إهتمامها العمراني والتعليمي بمدارسها , فإذا كانت خرائب وصرائف فاقرأ الفاتحة على مستقبل تلك المجتمعات , وإن وجدتها زاهية العمران وغنية بقدرات التعليم المعاصرة , فأنك تستبشر خيرا وقوة بمستقبلها.
 
وما يتحقق في بعض المجتمعات تدمير للمستقبل وإلغائه , ومحاولة دحر الأجيال في أنفاق ماضوية مظلمة , وتنشئة الأطفال في مدارس قاسية في بنائها وأساليب ووسائل تعليمها , مما يتسبب بصناعة كراهية للوطن والعلم والمعرفة والحياة.
 
وفي هذا إرتكاب جريمة حضارية وإنسانية بحق الأجيال الصاعدة , التي تريد فرصتها للتعبير عن طاقاتها الإبداعية والفكرية والعلمية والثقافية.
 
وبهذا فأن هذه المجتمعات تقتل مستقبلها , وتمنع أجيالها هواء الحياة الحرة الكريمة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/16



كتابة تعليق لموضوع : ما هو مستقبلنا؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net