صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

مرشحات جام خانة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في مدينة غربية يسهل فيها الحصول على خدمات من النساء مقابل ثمن زهيد لايعود الأمر مهما للنقاش حتى وإن كان بعض العرب التافهين الذين يرتادون أمكنة الدعارة والملاه الليلية يفخرون بذلك. وكنا صغارا، وكنا نسمع لحكايات عن نساء الجام خانة الجميلات اللاتي بإمكان الرجل النظر إليهن عبر مكان عرض شفاف زجاجي يسمونه الجام خانة في تركيا المجاورة التي يحلم الناس بالوصول إليها غير إن أنظمة الحكم في العراق كانت تضع العراقيين في الجام خانة وتستعرض بهم فتعدم من تشاء، وتطلق من تشاء، وتسرح في القنافذ من تشاء، وتسجن منهم من تشاء. العراقيون اليوم يسافرون الى تركيا، ولم يتركوا جام خانة إلا وحطموها شر تحطيم وإلتهموا مافيها من نساء، والبعض يفخر إن لديه صديقات من تركيا وأوكرانيا وروسيا وسواها من دول منفتحة ومفتوحة، وفي دول أخرى عربية إنتقلت عدوى الجام خانة فيها الى الشوارع والجامعات ومحلات العمل ودوائر الخدمة، وتقول واحدة من البنات المغمضات العينين إنها تفاجأ كل يوم بمعلومة جديدة عن نساء شابات ومتزوجات يتحدثن عن علاقات خارج الزوجية، ولديهن أكثر من صديق، بينما تتحدث غير المتزوجات عن أهمية الحمام، ودوره في التخفيف من حرارة الروح والجسد.
إنتقلت عدوى الجام خانة الى الشوارع والساحات العامة في مدن العراق، ومع إشتداد المنافسة وصعود الرغبة في الترشح للإنتخابات البرلمانية وسواها من إستحقاقات بدأت عروض عدة تتاح للمرشحين والمرشحات ليكونوا أعضاء محتملين في برلمان أصبح حلما بالنسبة لكل مواطن عراقي يتمنى الوصول إليه ليحظى بالنعيم المقيم، ويتخيل، أو تتخيل نفسه، أو نفسها في مجلس النواب وأبهة المنصب وفخامته، ووجود عناصر حمايات وسيارات دفع رباعي مظللة، وناس يتملقون، وأموال طائلة وسفرات الى الخارج للتمتع بمزيد من الجام خانات، هذا عدا عن الطبيعة التي عليها المنصب والوجاهة التي يفرضها ونوع السلطة التي يصنعها للسيد النائب، حتى إن من المسؤولين من يأخذ معه زوجته في كل رحلة لتحصل على هدايا من هذه الدولة، أو تلك فيكون شغلها إنها زوجة المسؤول وربما سجلت في الرحلة بهذا العنوان.
معظم الكتل السياسية في العراق حتى المعنونة بعناوين محتشمة فتحت الباب على مصراعيه وربما مصرعيه للنساء ليدخلن، ونسين أنفسهن في خضم الرغبة المحمومة ليتركن الحشمة جانبا ويتدلعن ويتغنجن ويضعن مساحيق التجميل بشكل فاضح، ويظهرن في الدعايات الإنتخابية أشبه مايكن بعارضات أزياء، أو بنات هوى لاشغل لهن بالوقار الذي يطبع حياة من يشتغل في الخدمة العامة، أو يخاطب الشعب المقهور. ويظهر الشبان الصغار وهم يضعون براطمهم المملحة على شفاههن المحمرة المحلاة مثل فشار الذرة المحلى. طبعا هذا من خلال صورهن في الشوارع، ولم يستثنوا المحتشمة عن غيرها، ومعظم المرشحات المنفتحات والمنتفخات الشفاه والخدود يعلمن بفعل الشبان وحتى عناصر في الشرطة ويفرحن بذلك ويستأنسن به، وقد يتوهمن إن القبل والبوسات الحارة ربما جلبت لهن المزيد من أصوات الناخبين الحارين والمولعين برغبة التغيير، والتغيير تنشده الكتل السياسية، وغير السياسية والبشر والحجر، وينشده الباحثون عن القبل  والبوسات.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/16



كتابة تعليق لموضوع : مرشحات جام خانة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net