صفحة الكاتب : نجم الحسناوي

استغلال المال العام والمناصب لكسب الأصوات باتَ استفزازياً وفي العلَن
نجم الحسناوي


في مثل هذه الأيام التي يرتفع فيها الضجيج الإنتخابي الى الدرجة التي يكاد فيها المرء لا يُبصر أيُّ المتكلمين يتكلم بحق ومنهم مَن يتغلَف بالغلاف الديني ، نرى هؤلاء قد مارسوا الخديعة الكبرى واستغلوا المال العام أسوأ استغلال .
ووفق المبالغ الخيالية في الموازنات العراقية قياساً بدول المنطقة ووفقاً لإقرار النواب لامتيازاتهم اللاشرعية والمنافية لإرادة الشعب وكل القوانين نجدهم قد هيئوا قواعدهم الشعبية باستخدام هذا المال واشتروا الضمائر .
وفي ظل المحاصصة الحزبية السائدة ومع هذه الأرقام في التخصيصات المالية للوزارات ومجالس المحافظات لم نجد من ذلك إلا حقائق مؤلمة في أن هذا المال الكبير لم يدخل في عالم الخدمات والاستثمار واستخدام القوى العاملة المحلية الا بمقدار ضئيل جدا لأننا من غير المعقول أن نبخس جهود من لم يهدر هذا المال العام لمصلحته الشخصية او مصلحة حزبه وفقهم الله .
لقد أساءت السلطات والاحزاب التصرف بالمال العام ولدى المختصين والمتابعين وحتى الناس العاديين أرقام كبيرة مختصة بفساد المشاريع الخدمية ومعروفة للجميع ، وما نراه اليوم من استفادة هائلة من المال العام المصروف لكسب الأصوات الانتخابية لوزراء الحكومة ونواب الاحزاب والتيارات المعروفة على الصعيد السياسي والمتصارعة على السلطة السياسية يستفز عامة الناس غير آبهين بحقوق واموال الشعب .
ويجب على المواطن أن يعي المسؤولية الحقيقية والاعباء الملقاة على عاتقه في هذه العملية ، فحينما يريد أن يمارس عملية الحرص على المال العام ويرغب بتحويله الى الصالح العام عليه أن ينتفض بشكل مسؤول أمام الله تعالى ويعي مسؤوليته تجاه شعبه واسرته والأجيال القادمة للتخلص من العناصر المفسدة وخاصة في الأحزاب التي تنفذت في الحكومات المحلية لأغلب المحافظات والمغلفة بالغلاف الديني .
ولا يوجد في تصورنا الا صناديق الاقتراع لنجاح هذه الانتفاضة للتغيير الحقيقي الذي دعا اليه الكثير من العقلاء ومَن تهمهم مصلحة البلد اكثر ممن تسيدوا السلطة فيه ، وقد نظَّرَ هؤلاء العقلاء  لما سيؤول اليه التغيير من مكاسب أمنية واقتصادية وعلى الصعيد الاجتماعي عامة ، وقطعاً فإن التغيير لن يأتِ ممن لم يراعوا حق الشعب ومصالحه بقدر ما راعوا مصالحهم الفئوية والحزبية والشخصية .
إن طريق الخلاص لا يمكن أن يكون الا بالتخلص من كل هذا الركام المصلحي لكل الأحزاب ممن عرفتهم الساحة السياسية وخبرتهم في الفساد المالي والسياسي وممن لم يقدموا لشعبهم ووطنهم غير الكلام المعسول والمزايدات الاعلانية في بعض الفضائيات  والاعلام اللامهني الذي يُرَوج لهؤلاء لما يكسبه من انتفاع مادي من هذه الأحزاب وزعاماتها .
وتعاني جميع المحافظات العراقية تفشياً واضحاً لإستغلال المال العام والنفوذ السياسي لغرض الدعاية الانتخابية وكسب الأصوات وهذا يُعد خرقاً صريحاً لقانون الانتخاب بما في ذلك من انعكاسات سلبية تعود بالأساس على المواطن العراقي الذي يمنح صوته مع بالغ الأسف بطرق غير شفافة عبر اغراءات مادية أو ضغوط او الوعود بالخدمات او ما يخص المجال الوظيفي  لفئات معينة وهذا يؤثر سلباً على العملية السياسية بالعراق التي لازالت بعيدة كل البعد عن مرام الشارع العراقي ومعالجة واقعه المرير .
وقد حرَّم المراجع العظام في النجف الأشرف على المرشحين للمجلس النيابي بذل الأموال العامة بغية الترويج لأنفسهم وهي محرمة عليهم بالأساس ، وكذلك حرَّموا على المرشح استغلال المال العام والخاص لشراء الأصوات كما حرَّموا على الناخبين بيع أصواتهم لأن صوتهم أمانة في يدهم وان بيع الأصوات ينشر الفساد على الصعيد الحكومي ويجلب أصناماً غير كفوئين على صعيد القرار النيابي .
وقال أحد المراجع العظام : إذا ابتلى أحد المواطنين بأخذ المال العام فلا يجب عليه الوفاء بما وعد به المرشح . وقد حذروا من استخدام أساليب غير مشروعة بالنسبة للمرشحين من خلال شراء الذمم والأصوات وهذا ما نشهده في الواقع لدى الأحزاب التي تنفذت في حكم محافظات عدة وسخرت المال العام بواسطة أسوأ عناصرها وافسدها والآن تدخل بهم من جديد بكل قوة لأنهم تمكنوا من تسخير المال العام وهيئوا قواعد لهم على حساب الناس البسطاء بما قدَّموا لهذه الفئات من وظائف واموال وخدمات ، والمؤلم في الأمر أن زعامات هذه الأحزاب تستغفل مشاعر ابناء تلك المحافظات بترشيحهم تارةً اخرى ومنهم لمنصب اعلى بَعد أن كانوا في مجالس المحافظات .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجم الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/23



كتابة تعليق لموضوع : استغلال المال العام والمناصب لكسب الأصوات باتَ استفزازياً وفي العلَن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ضياء المعموري ، في 2014/04/23 .

شكرا اخي الناشر كلام في الصميم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net