صفحة الكاتب : صالح المحنه

كفّوا عن إستهداف المرجعية الدينية أيّها المتشيّعون والمغفّلون...؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم تكن المرجعية الدينية الشيعية في منأى عن الإستهداف الخارجي والداخلي المحلي من متحزّبي الإمّة ومغفّليها ..منذُ أن تصدّت الى قيادة وتوجيه الإمّة الإسلامية الشيعية وحماية المسار الديني الأصيل لأهل البيت عليهم السلام ..وإتخذت من مقامها راعياً لمصالح الشعب وموجّها له في كثير من المواقف الحرجة التي أُشكلت وأختلطت فيها المفاهيم على المواطن...  هذه المهمّة وهذا الدور الكبير والخطير.. أفسد الكثير من الأجندات الحزبية التي حاولت وتحاول التلاعب بمقدرات الإمّة وقيادتها حيثما تقتضي مصالحهم وحيثما يشاء أصحابها..! وقد بدأ الإستهداف يتصاعدُ منذُ أن توالدت الخلايا الحزبية المشوّهة بأفكار حسن البنا وسيد قطب الإخوانيين ! وتغلغلت بين صفوف المتشيعين ..لتهوين وتضعيف دور المرجعية الدينية ، من خلال تحميلها مسؤولية إضطهاد الشيعة من قبل الحكام !!! وبث الإتهامات المتعددة وإلقاء اللوم على مراجع الدين بعدم الإفتاء بالجهاد ضد السلطة وغيرها الكثير من الأقاويل والإتهامات ، وهناك الكثير من الوثائق والملفات والبرامج الحزبية التي تثبت صحة ذلك... وفي أوائل سبعينات القرن العشرين وبعد أن تصدّى آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي رحمه الله للمرجعية العليا في النجف الأشرف.. في أصعب مرحلة تاريخية مرّ بها العراق ، لم يسلم من الإتهامات والإستهداف الظاهر والخفيّ من قبل المتحزبين الشيعة قبل غيرهم ! لولا أن تصدّى إليهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله تعالى بمواقفه المدافعة عن دور المرجعية الدينية وشخصية المرجع الخوئي تحديدا ... وأشدُّ مواقفه وضوحا تلك الرساله الصريحة التي أطلقها بعد أن تلّقى الكثير من الأسئلة عن دور السيد الخوئي وموقفه منه...فكانت رسالته شهادةَ وفاءٍ وإعتراف وإشادة وإجلال لإستاذه والأب الروحي له على حد تعبيره ... والرسالة منشوره في اكثر من موضع لمن يريد ألأطلاع عليها ،  ولكن للاسف لم يتوقف الإستهداف والتهوين لدور المرجعية ، حتى إذا إنطلقت الإنتفاضة الشعبية العارمة في أغلب محافظات العراق ، كان للمرجعية الدينية وزعيمها الكبير السيد الخوئي موقفٌ رياديٌّ في تسديد وتوجيه الثوار ، من خلال البيانات والإصدارات التي توصي الثوار بالإلتزام بقواعد الإسلام والشريعة السمحاء ودعا للمحافظة على ممتلكات الشعب، وأسس مجلساً إستشاريا مؤلفا من تسعة شخصيات علمائية معروفة بالتقوى والصلاح، للإشراف على سير الأمور في المحافظات المنتفضة.. (وحتى أبناءه المرحوم السيد عبد المجيد والمرحوم السيد ابراهيم كانت لهما مشاركة فعلية  في تلك الإنتفاضة الشعبية وحملوا السلاح مع ثلة كبيرة من علماء الحوزة العلمية إنتهوا جميعا في مقاصل الإعدام والمقابر الجماعية )، وبعد أن قُمعت الإنتفاضة وحُوصر الثوار من قبل قوات النظام البعثي وتشتتوا بين قتيل وأسير وفرَّ مَن تبقى الى خارج العراق ....لم يبق مع المرجع الديني إلاّ بعض أفراد إسرته ..ثمّ نُقل بعدها أسيرا الى بغداد ليُعرض أمام الطاغية صدام وهو في أشد حالاته المرضية في مشهدٍ لايغيبُ ولايفارق ذاكرة كلّ من شاهده لما فيه من تعدٍ وإساءةٍ كبيرتين بحق أحد أكبر أساطين التشيع...مع ذلك يستمر الطعن والتشكيك في دور المرجعية ..! وتُحمّل مسؤولية إفشال الإنتفاضة من قبل نفس الخلايا المريضة التي نشبت في جسد الإمة ! أما بعد سقوط النظام البعثي الصدامي عام 2003 كان للمرجعية الدينية المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني موقفٌ حازمٌ  في الحفاظ على وحدة العراق و العراقيين وقد جنّب الشعب العراقي الكثير من الفتن والمواجهات الطائفية التي كادت أن تعصف بالبلد وتحصد الملايين من الأرواح ..و بفضل  توجيهاته وآراءه السديدة وفتاواه التي تدعو الى حب الآخر والتعايش السلمي أستطاع أن يخمدَ نارَ الفتن الطائفية وقد شهد له بذلك القريب والبعيد والصديق والعدو....الأمر الذي جعل من مرجعية النجف الأشرف محط إحترام من قبل كافة الدوائر العالمية الإنسانية والحكومية  وموضع تقدير عند جميع الدول الكبرى وأنظمة العالم كافّة ... وقطعاَ هذا الإحترام والتقدير العالميين الى مقام المرجعية الدينية الشيعية كان له إنعكاس إيجابي على سمعة الشيعة في العالم وشيعة العراق بالخصوص ..لأنها تنتمي الى هذه القيادة الروحية  المحبّة للسلام .. إذن هل من العقل والمنطق أن يفرّط البعض من الشيعة بهذا الخزين المعرفي وبهذه القيادة المباركة التي تجلب إحترام وتقدير العالم الى أتباعها ؟ وتوجه لها التهم جزافا بغير علم وتتهم بالتدخل لصالح هذا الطرف أو ذاك؟ لقد كان دور المرجعية خصوصا بعد سقوط النظام وفي أول عملية إنتخابية هو دور الناصح والداعي الى إختيار الأصلح وتضمّن الدعوة الى جمع شتاة الشيعة في قائمة موحدة ليتعرّف العالم على حجم هذه الشريحة المظلومة التي لم يعرف اغلب العالم عنها بانها تمثّل الأغلبية في المجتمع العراقي بسبب التعتيم الإعلامي البعثي وقد تحقق ذلك وحصلوا على الأغلبية البرلمانية وهذا كان هدف المرجعية الأول ..وأما الهدف الثاني بما ان الشعب العراقي حديث التجربة بالديمقراطية ولم يتعود ثقافة الإنتخاب ولم يتعرّف على المرشحين خصوصا وان اغلبهم جاء من خارج العراق ولم يستوثق بعد من أداءهم كان للمرجعية دور الناصح ولدورة إنتخابية واحدة ... أما في الدورات اللاحقة فتقع المسؤولية على الناخب العراقي وليس على المرجعية الدينية خصوصا بعد أن تعرّف على المرشحين وخبر اداءهم.. فلماذا تكرر إنتخابهم؟ وفي هذه الدورة الإنتخابية التي نعيش فصولها هذه الأيام كان موقف المرجعية الدينية العليا في أشده من الوضوح ..ولطالما سمعنا التصريح تلوَ التصريح من وكلاء المرجعية الدينية ومنذ زمنٍ ليس بالقريب ، بأن المرجعية الدينية المتمثلة بسماحة السيد السيستاني لاتدعم أية كتلة ولاأي مرشح وتدعو الناخبين الى اختيار الأصلح..وعدم إعادة إنتخاب الذين لم يقدموا لكم الخير منذ عشر سنوات وغيرها الكثير من النصائح .. وكلها مسجلة بالصورة والصوت ،ولكن للأسف يستمر إستهداف المرجعية وبدواعٍ شتّى لامحل لها من العدل والإنصاف ولا يبرّرها إلا تمرير أجندة قديمة جديدة عمل عليها ولها مجموعة من المنتفعين الحزبيين على حساب إستغفال البعض وقذف التشكيك في نفوسهم ليحولوا بينهم وبين التمسّك بخط المرجعية الدينية الراعية للمصلحة العامة ليسهل إنقيادهم وإستخدامهم لتمرير وتحقيق مآربهم..تلك هي إمنياتهم والتي ألقي الشيطان فيها نسال الله ان ينسخَ مايُلقي الشيطانُ ثم يحكم الله آياته والله عليمٌ حكيم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/03



كتابة تعليق لموضوع : كفّوا عن إستهداف المرجعية الدينية أيّها المتشيّعون والمغفّلون...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net