صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الأشراف الاختصاصي الرقيب العادل في العملية التربوية
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل المعلم في هذا الحقل الواسع من المعرفة والثقافات المتعددة وهو ينشىء لنا جيلا يساهم مستقبلا في دق آسفين الحضارة ويرتقي بعقول الطلبة نحو الأفضل باتجاه بوصلة التقدم والازدهار وأسوة لما ارتقت أليه شعوب العالم بالنهضة السريعة , واتضَح ذلك عبر أساليب التعليم وما يكرسه المعلم من عصارة الفكر والجهود المضنية , والحقيقة الواضحة أن مثل تلك الانجازات لايمكن تحقيقها من قبل المعلم بجهود فردية طالما أن هنالك من يقوٌم ويرشد ويتابع ويحمَل الحرص بمسؤولية تضامنية مع المعلم والكادر التدريسي , هذه الحلقة المتشرنقة الجميع يتحمل فيها النجاح وتدني المستويات العلمية أن حدثت لأسامح الله , ولا تقع على عاتق المعلم أو المشرف كلا على حدِا , أما بخصوص الأشراف الاختصاصي فهو يمارس دورا شرعيا ووطنيا في تقويم سير العملية التربوية ويحرص على مدار السنة في متابعة وتقويم إدارات المدارس وصقل اللياقة المعرفية لدى المعلم ولا يبخل بالمعلومة والإرشاد والتوجه ضمانا لجودة الارتقاء بواقع التعليم وضمن الإمكانيات المتاحة في ظل الظروف والمعطيات التي يمر بها الوطن وحجم التحديات التي حرم منها المشرف ومدير الأشراف من الإيفاد خارج العراق لينهل بالمعلومات والمعرفة الحديثة , ولم أرَ أي التفاتة من المسؤولين في وزارة التربية على الاهتمام وتوفير أرضية ومساحات لتطوير قابلية الأشراف الاختصاصي لمواكبة التقدم ونقل التجارب الحديثة من الدول المحيطة بنا من أقامة دورات في أماكن مخصصة ويحاضر فيها خبراء للتعليم وتصرف لهم مبالغا نقدية للنقل والطعام ويفرغ من الواجبات لهذا الغرض , مع التشجيع بإرسال قسم منهم  للإيفاد والسفر خارج القطر على غرار ماتقوم به بعض الوزارات في الدولة لاكتساب المعارف وتطوير قابلياتهم الاختصاصية ولا يقتصر الإيفاد والسفر على الجوانب الفنية فقط ومتكررة , مع العلم أن حالة التطور والرقي لا يمكن أن تصل ذروتها وعلوها ألا من خلال الجانب التعليمي والإرشاد التربوي وهذا يكلل بالسمو حينما تهتم الدولة  بأهم مؤسسة عمد الاستعمار العثماني بالذات على إهمالها وعدم العناية بها فتدهورت الحالة واستمر الاحتلال لأكثر من أربعة قرون , ومع ذلك فقد اهتم السيد مدير الأشراف الاختصاصي في تربية الرصافة الأولى في محافظة بغداد الأستاذ رشيد خميس بجهود فردية وإمكانيات خاصة وحرص شديد ظهر ذلك من خلال تسلمه المنصب  في البدايات الأولى وهو لايكل ولا يمل في متابعة إدارات المدارس وأذنا صاغية لسماع اقتراحات وشكاوى أعضاء الهيئات التدريسية وبوتيرة تصاعدية ,مع العلم لم يسخرُ له أي كادر أو إلية نقل رغم حجم المسؤولية وأتساع مساحة العمل وخطورة التنقل, إنا هنا لا أقول إلا الحق ولم أنظم له دعاية انتخابية والرجل ابتعد عن تسليط الأضواء وقال العمل لله , أما في مديرية التربية فكان بابه مفتوحا ولم يغلقه يوما حتى في اجتماعاته الدورية مع السادة المشرفين وهو من المتابعين للصحف اليومية ليطلع على ما يكتب فيها لربما يجد مظلومية أو حالة تلكؤ تضر بسير العملية التربوية فيوسدها في الحال , وقبل فترة قصيرة أقيمت دورات الى السادة المدراء والمعاونين حول تطوير أساليب التربية في التعليم كان له حضورا فعالا ومشاركات يومية , هنا أناشد معالي وزير التربية والسادة الوكلاء والمدراء العامين أن يأخذوا بعين الاعتبار ويشدوا على أيدي المخلصين لان مبدأ الثواب والعقاب حالة لايمكن الهروب منها , وبقدر ما يظهر كل إنسان من حرص ووطنية ووفاء في العمل  علينا ان نستثمر ونحتضن تلك القدرات في ظل التداعيات وكثرة الاتهامات بالفساد , ومثلما نشخص حالة الخلل ونعاقب عليها أيضا لا نبخل بالمدح وتوجيه الشكر والتقدير إلى كل من تفانى في عمله, الشعب هو ميزان العدالة والرقابة الشعبية الحقيقية بحق المسؤولين  فصوته لا يهمل , وما قلته بحق الأستاذ مدير الأشراف  جاء نتيجة  في تذليل الصعاب والأعمال الكبيرة والبصمات التي تركها في نفوس المدرسين وزملائه من المشرفين , إلا انه لم ينجو من محاولة الالتفاف على انجازه وسيرته من بعض المشرفين الذين لا يروق لهم رؤية زميلهم ويرتفع من رصيده الشعبي أو لربما للغيرة والحسد والإنسان محسود حينما يجتمع عليه حب الناس ,أو لطمع الآخرين لاقتناص الفرص من اجل تسلم المناصب المغرية لتنفيذ مآرب شخصية , أملي أن يكون الهدف العام هو خدمة التعليم والارتقاء بواقع الأشراف الاختصاصي الذي هو الرقيب العادل في تقويم العملية التربوية وإلى أمام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/04



كتابة تعليق لموضوع : الأشراف الاختصاصي الرقيب العادل في العملية التربوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net