صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

رعب في الجوار
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أعلنت واشنطن عن صفقة أسلحة غير مسبوقة مع بغداد تبلغ قيمتها المليار دولار خلال الفترة القريبة المقبلة وتتضمن حاملات طائرات غير تقليدية وعربات قتالية حديثة، تقابلها صفقة اخرى كبيرة مع روسيا التي تصنع حاليا عشرات المقاتلات المروحية لحساب بغداد، وتأكيد حكومة الرئيس باراك أوباما على أهمية تقديم الدعم الكامل للحكومة العراقية في مواجهة المسلحين المتشددين في المناطق الغربية من البلاد، والمستمرة من ستة أشهر حيث قررت بغداد ضرب مجموعات متطرفة في وادي حوران بمحافظة الأنبار والتي إنتقلت الى مراكز المدن، ثم إعلانها إقامة إمارات دينية في الفلوجة والرمادي، ويبدو إنها فشلت في مركز المحافظة، ونجحت نسبيا في الفلوجة، وماتزال تقاتل من خلال التنظيم المسمى ( داعش) وهو مختصر لدولة الإسلام في العراق والشام الذي نجح فعليا في إقامة إمارته بمدينة الرقة السورية وطبق تعاليم دينية متشددة في مؤسسات الدولة التي سيطر عليها، وبدأ بإقامة الحدود الشرعية على المخالفين، ومن ثم الإنطلاق لحرب الجماعات التي يراها غير موافقة لتوجهاته كجبهة النصرة والجيش الحر، لكنه إبتعد عن مواجهة الجماعات الكردية التي يسيطر عليه مجلس شكل بزعامة مسلم صالح الذي إبتعد هو الآخر عن الصراع سوى لجهة الإكتفاء بتحرير مناطق الكورد والدفاع عنها.

كل دول جوار العراق قلقة من إعلان واشنطن دعم حكومة المالكي بأسلحة متطورة لأسباب بعضها تاريخي والآخر منها مرتبط بنوع الصراع السائد في المرحلة الحالية، فدول كالكويت وإيران والسعودية عانت طويلا من مواجهات عسكرية مع بغداد في الفترة التي حكم فيها صدام حسين خاصة حرب الثمانينيات مع إيران، وإحتلال الكويت عام 1990 وماأصاب المملكة العربية السعودية من مخاطر لعل من أبرزها إجتياح الجيش العراقي لمنطقة الخفجي وبعض حدود المملكة خلال الحرب الأمريكية لتحرير الكويت في فبراير 1991.

لاشك في أن بعض الدول العربية تخشى من إنقلاب أكثر دراماتيكية في الصراع المحتدم بين السنة والشيعة منذ العام 2003 وسيطرة حكومة شيعية على مقاليد السلطة، وإبعاد السنة عن القرار، وتبدو حرب الأنبار نوعا من التكريس لمعادلة لاتجد واشنطن سببا لتقويضها خاصة وإنها تحقق لها مصالح إستراتيجية في المنطقة مع تحالف شبه معلن بين بغداد ودمشق لضرب تنظيم الدولة الإسلامية. الصراع الإقليمي يبدو حاضرا وبقوة في معادلة الحرب العراقية ضد الجماعات المسلحة مابين داعم لحكومة المالكي ومشكك في قدراتها، ومابين من يرفض تسليحها خشية عودة الهيمنة العراقية على المنطقة مع التحولات غير المتوقعة التي بدأت العام 2003 ثم القلق المتنام لدى الكورد الذين لايرغبون كثيرا بتسليح القوات العراقية لإحتفاظهم بأرشيف قديم عن الصراع مع صدام حسين، وهم لايريدون إبعاد هواجس الخوف عنهم - حاليا- على الأقل، كما إن الجماعات السنية ماتزال تراهن على تغيير في المعادلة القائمة داخليا، وهي غير موافقة إطلاقا على صفقات التسليح مع روسيا وأمريكا، وتجد في ذلك تكريسا لسلطة بغداد التي لن تبقي لهم من مساحة للمناورة واللعب على عامل الوقت، والحصول على دعم عربي مستمر لايبدو إنه سيدوم مع التحول الخطير في مواقف الدول الكبرى من جملة الأحداث في سوريا والعراق وعموم الشرق الأوسط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/25



كتابة تعليق لموضوع : رعب في الجوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net