صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

داعش في بغداد ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس غريباً هذا الامر في ظل الانهيار الامني الكارثي والخطير على مستقبل العراق أرضاً وشعباً ، والذي يهدد العملية السياسية والمشروع الوطني الفتي ، الذي ذهبت من اجله أرواح الآلاف من الشهداء ، ويذبح الشعب يومياً من اجل غدٍ مشرق لأبناءنا .
ما حصل من انهيار أمني في الانبار كان مقدمة حتمية لانهيار اخر في مكان اخر ، 
خصوصاً في ظل التقارير اليومية التي تكشف تشتت القوات الأمنية في دحرها الارهاب الأسود ودخول الفلوجة التي كانت محمية وبيئة مناسبة للإرهابيين وخصوصاً " داعش " الذين هم مجموعة من القتلة وقطاع الطرق ، وإرهابي القاعدة الذين كانوا يقاتلون في سوريا ، الى جانب الإرهابيين العرب والأفغان ، والشيشانيين ، وغيرهم من عصابات متمرسة على القتال في الجبال او الاراضي الصعبة ، ومن ثم تفاجئنا بانهيار أمني كان خطيراً وصعباً في نفس الوقت ، وهو سقوط سامراء واحتلالها من قبل زمر القاعدة في فترة قياسية تتجاوز ثلاث ساعات ؟!!
هنا نتساءل ، ماهو السر في سقوط سامراء بهذه السرعة ،وعدم سقوط الفلوجة الى حد اليوم ،بالرغم من مرور اكثر من سنة على احداث الانبار ، وما تلاها من فض ساحات الاعتصام والقبض على العلواني ، وما تلاها من احداث ودخول الجيش والشرطة ومحاصرة الفلوجة ؟!
بحسب التقارير الحكومية التي توكد تحرير سامراء بالكامل ، في حين ان الكثير من التقارير توكد ان ما نسبته 80٪ ما زال تحت سيطرة القوى الإرهابية ، وفقط ما حول الضريح المقدس للعسكريين (ع)  هما تحت سيطرة القوات الأمنية والقوى المتعاونة معهم . 
الانهيار الامني الخطير جداً هو سقوط ثاني اكبر مدينه عراقية في ضحى النهار الا وهي مدينه الموصل ،، والتي يتراوح عدد سكانها اكثر من مليوني نسمة ، وتحدها كرستان شمالا ، وكركوك شرقا ، وديالى وصلاح جنوبا. 
هذا الانهيار عكس وضعاً أمنيا خطيراً في العراق ، بل يمكن ان ينذر بكارثة في حال اشتعلت بعض مناطق العاصمة بغداد ، خصوصا تلك المناطق المتأزمة ، والتي تشهد بين الفينة والأخرى الاشتباكات وانعدام الأمن بها .
سيطرت القوى الظلامية والإرهابية على مدينة الموصل ،، في حين انهارت المؤسسات الأمنية بشكل كامل ، وهروب القيادات الأمنية الى بغداد جواً ، في حين هرب البعض منهم الى كردستان بسيارات رباعية الدفع من غير حماية تذكر ، في الوقت نفسه فر أفراد الجيش العراقي  والقوى الأمنية الاخرى ، فمنهم من ذهب الى كردستان ، ومنهم من دخل الى كركوك ، ومنهم من تم حمايته في منازل الموصلين . 
لست أبالغ ان قلت ان هذا الانهيار الخطير ينذر بحرب خطيرة ليست على الساحة الموصلية وحسب ، بل قد تمتد حتى حدود بغداد ، خصوصاً مع التقدم السريع في حركة الإرهابيين من جهة ، وسقوط المدن والقرى من جهة اخرى . 
في مقابل ذلك نجد التشتت الواضح في الخطاب الحكومي ، وعدم القدرة على التعاطي مع الواقع المأساوي ، فأول قرار هو دعوة مجلس النواب الى هيكلة الجيش العراقي !! ، وطرد القادة الذين يثبت تورطهم وعلاقاتهم مع الارهاب ؟! ، وإعلان حالة التأهب القصوى في المحافظات المتأزمة ، ودعوة الفرقة الذهبية للدخول الى الموصل ، وتحريرها من الإرهابيين والدواعش .
طيب..... اين كانت الحكومة من القادة الفاسدين ، وهي تعلمهم جيدا ، وتعلم علاقتهم مع الارهاب ، خصوصاً وان اغلبهم كان من أزلام النظام البائد ، ومن فدائيي صدام ، وممن شارك بقتل الشعب العراقي إبان الانتفاضة الشعبانية عام 1991.
لماذا يتم الاعتماد على قتلة الشعب العراقي ، ورجال البعث ، وهناك الكثير من ابناء الشعب العراقي المخلص الذين ضُيق عليهم ، واُحيلوا على التقاعد ولأسباب سياسية بحتة . 
اليوم العراق امام مفترقاً خطير للغاية ، فأما ان نصحو صباحاً لنرى الإرهابيون يجوبون شوارع بغداد ، وربما تعيدنا الذاكرة مرة ثانية الى احداث عام 2005 او نقع فريسة الحرب الطائفية من جديد ، لهذا تقع المسؤولية التاريخية والشرعية و الوطنية على التحالف الوطني ، الذي يعتبر المظلة والحاكم في العراق ، والسعي في ان يكون له دورا بارزا ، وصوتا قويا في هذه المواقف ، والتي نحتاج فيها الى موقف وطني ، وضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وإيجاد حالة حقيقة من التغيير الجدي لا الشكلي ، وبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية على اسس مهنية صحيحة ،بعيدا عن الولاءات الحزبية ، واستغلال المواقف والشخوص الضعفاء من أجل غايات حزبية ضيقة . 
واعادة النظر في القيادات الأمنية ، وقيادات الجيش يجب ان تكون من أولويات الحكومة القادمة ، والسعي من اجل بناء الجيش العراقي على اسس وطنية ومهنية ، مع ضرورة محاسبة المقصرين ، وتفعيل دور اجتثاث البعثيين الذين ثبت تورطهم في اعمال ارهابية او مساندة الإرهابيين بصورة مباشرة او غير مباشرة ، وتفعيل الجهد الاستخباري وضرب الحواضن الإرهابية في عموم محافظات البلاد ، والنهوض بالواقع الخدمي والصحي للمدن المنكوبة ، وإصلاح ما دمره الارهاب والعمليات المسلحة ، وتعويض المتضررين وإعادتهم الى منازلهم ، والنظر الى الشعب العراقي  كونهم شعبا واحداً بغض النظر عن انتمائهم الديني والمذهبي والقومي ، والسعي بجدية من اجل حل الأزمات التي عصفت بالبلاد ونتائجها التي نراها اليوم في الإخفاق الامني الخطير في الموصل ، والذي يبدو انه سيمتد ليشمل صلاح الدين جنوبا ، والزحف نحو بغداد . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/12



كتابة تعليق لموضوع : داعش في بغداد ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net