صفحة الكاتب : معمر حبار

التهديد بالاستقالة .. الوجه الآخر للديكتاتورية
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  قدّم استقالته، وبعد مدّة من الزمن ليست بالبعيدة، تمّ قبول الاستقالة. احتجّ المعني على قبول استقالته، لأنه لم ينتظر هذا الرد، وكان يقصد بالاستقالة التهديد لا الاستقالة. لأنه خلال تلك الأيام، تمّ ترقيته إلى منصب أعلى، لكن قبول الاستقالة حال دون ذلك. ندم المعني ندما شديدا، لأنه لم ينجح في تهديده.

آخر قدّم استقالته، وحين أخبره أترابه، أن الاستقالة "تسىء !" لصاحبها، تراجع عنها على الفور، لأنه كان يرمي إلى التهديد بالاستقالة وليس الاستقالة، فأمسى من يومها أكثر تشبثا بالكرسي من ذي قبل.

مدرب لإحدى الفرق الرياضية، اشتهر بتقديم استقالته في كل موسم رياضي، وتجده على رأس الفريق كل عام رياضي، لأنه يقصد التهديد بالاستقالة، ليزيد أكثر ثباتا، حتى أمسى التهديد بالاستقالة  من علامات بقاءه على رأس الفريق.
إن التهديد بالاستقالة، أدى إلى ثقافة التشبث بالكرسي أكثر مما يطالب ويسعى إليه صاحب الكرسي علانية. وأدى كذلك إلى انتشار النفاق وعدم الإخلاص، والتشبث بالكرسي بغير حق. وحرم من له حق في أخذ المنصب، إذا توفرت فيه الشروط، ويسعى لتهميش أصحاب الطاقات.
على الأمة، أن تضع حدا لكل من يتخذ الاستقالة لعبة وتهديدا. فمصير الأمة أعلى وأغلى من أن يكون بين سطر يحمل التهديد في طياته.

الاستقالة سلوك حضاري، يعبّر عن علو في القيم والمسؤولية. والتهديد بالاستقالة لغرض التشبث والبقاء، يعتبر أسوأ الانحطاط .. ووجه بشع للديكتاتورية.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/14



كتابة تعليق لموضوع : التهديد بالاستقالة .. الوجه الآخر للديكتاتورية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net