صفحة الكاتب : عبد الصاحب الناصر

العراق ليس سوريا
عبد الصاحب الناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 اكثرية الشعب العراقي ذاقوا الحرية بعد التحرير و لا تمحي الاخطاء والهفوات التي حدثت مؤخرا ذالك المذاق الحلو، و لن تطغي عليه كما يشتهي البعض من الذين لا عهد لهم بالسلوك الديمقراطي، لن تنطلي او تطغي عليه الدعايات المغرضة و السخيفة  من الاقاويل. لقد ذاق الشعب العراقي الحرية و احترام  الانسان في وطنهم كاكثرية بعد الف و اربعمائة عام . و كاكثرية  يلاقون صعوبات و معارضة في طريقهم في بناء اول دولة ديمقراطية حقيقة في العالم العربي، و حكومة وطنية بين  الحكومات الفاسدة، و يواجهون معارضة من كل انواع الفساد و التخلف و التعصب و الافكار البالية و امراء التعسف، و بالاخص من عملاء اسرائيل الذين يمجدون و يعظمون من قدرتها  الخارقة و بحجة و بصوره ذمها . 
رئيس الوزراء العراق و القائد العام للقوات المسلحة و كل السلطة التنفيذية في يده و مع ذلك يطلب من البرلمان الموافقة على اصدار قانون الطوارئ، و وقف المتخاذلون والمتآمرون ضد اصدار مثل هذا القانون و لم يقم الرجل  بانقلاب عسكري لتلافي هجوم برايرة داعش و خيانة الآخرين و تعاضدهم مع داعش و البعث و الاجنبي. هذا هو عمق وفهم قادة الشعب العراقي للديمقراطية و هذا هو مفهوم هذه الديمقراطية عند المرجعية الاسلامية العليا في العراق التي ما برحت تصر على المساواة في وقت هي اول من حرم من المساواة و اعدم و صفي كثير من نوابغها و علمائها .
ليس العراق كسورية . و لا يحارب العراق شرذمة داعش لوحدهم، بل يقاتل فلول البعث و عسكره السابق الذي بني من ارذال تلك المناطق، و يقاتل بقايا العنصرية و التخلف العشائري، و يقاتل الولاءات  التوريثية و يقاتل كم من الطابور الخامس لولائهم للاجنبي كجزء من تربيتهم . يقاتل من اجل تاسيس الديمقراطية في كل العراق  رافضا لكل انواع الانانية و اعتى اعصار  طائفي  محلي و خارجييحيط يخيف العراق . يقاتل  كل انواع الارهاب من اجل  كل العالم الحر متناسيا كل ماكنات الاعلام العملاقة العالمية المغرضة و المنافقة مدفوعة الثمن و سعيها لتثبيط العزائم . 
ليس العراق كسورية . ابدا . لا يأخذكم  حلم العصافير ، فقيادات الشعب العراقي وان كانوا من الاكثرية ما زالوا يدافعون عن العراق ككل و ليس عن مناطق انعزالية كما يتصرف الباقون . و ايمان هذه الاكثرية بوحدة العراق في وقت بإمكانهم كغيرهم ان يقولوا (نحن سنحمي مناطقنا) كما يتصرف كثير من قيادات الانفصال و التطرف و العنصرية و الطائفية، الا ان لهذه الاكثرية ايمان راسخ بوحدة العراق و بالنظام الديمقراطي. ستمر هذه الازمة بسلام  لايمان هذا الشعب و اعتناقه للحرية و الديمقراطية و احترامه لنتائج  الانتخابات و اعتزازه بأصوات الناخبين. و سيصحو و يثور احرار نينوى على الارهاب كما ثار ابناء الأنبار في الحالتين في السابق ، و سيطردون من خذلهم و سلمهم لعصابات الارهاب و لبقايا البعث الصدامي و ازلام النقشبندية، و من هرب الى اربيل ضيف في فنادق الخمس نجوم. 
انه العراق يا سادة التخلف و ليس سورية.  و لا تنطلي علينا اكاذيب و دعايات التخلف بان عدد لا يتجاوز الف ارهابي قد احتلوا مدينة كبيرة كالموصل بتعداد ثلاثة ملاين و نصف المليون انسان، و بمساحتها الشاسعة مترامية الاطوار، انها (الخيانة) و الاعلام المغرض الموجه و المخطط له من الخارج ، مثلما رفعوا صورة الزعيم الخالد عبد الكريم لايهام الشعب العراقي يوم انقلابهم الاسود في شباط المشؤوم ليضروا أنصاره. و يتحمل اثيل  النجيفي و اخوه مسؤولية معاناة اهل الموصل، و سيحاسبهم اهل الموصل حساب الخونة و سيرميهم في مزابل التاريخ .
كما قال الامام على ابن ابي طالب عليه السلام عند دخول المسلمين و تحريرهم  لمكة المكرمة: (اليوم يوم المرحمة، اليوم تصان الحرمة). 
وهذا ما كتبته اهم مؤسسة عالمية مطلعة في السياسة الخارجية الامريكية
Hold Your Horses, Iraq Is Not About to Fall … Yet
 امسكوا خيولكم . لم يسقط العراق بعد .
لنعود خطوة واحدة الى الوراء لنرى ماذا يحدث في العراق اليوم.
مرة أخرى نرى من يلهث وراء الاخبار البراقة المغرية، لنتوقف وننظر إلى ما نعرفه بالفعل عن الأحداث المروعة في العراق الآن. حققت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش ISIS) ، وهي مجموعة اسلامية سنية متطرفة و متشددة و الذين تم إخراجهم من تنظيم القاعدة لأسباب محتلفة من بينها لتمثيلهم وقتلهم  الضحايا المدنيين، والقسوة المفرطة، مكاسب مثيرة للإعجاب العض ، واستولت على جزء من مدينة الموصل و ليس كل الموصل و ليس كما يقال بانها تتحرك جنوبا عبر تكريت نحو بغداد. ففي يوم الهجوم المضاد، أمرت قيادة الأكراد  التخلي عن مواقع الجيش العراقي وتجمعوا حول كركوك، والقوات النظامية وشبه العسكرية  تقف على حد سواء من الجنوب لتتلاقى شمالي بغداد. انها حالة معقدة، مع عدة هويات عرقية وطائفية لعرقلة و لتعقيد السياسة القائمة على اهانة  شخصية الدولة العراقية لأغراض غير وطنية .
 
أجل، لن يسقط العراق، لان للعراق شعب تنفس الحرية وذاق طعمها الحلو، و مارس الديمقراطية، و عصي على الارهاب و العملاء و الخونة و الانفصاليين و العنصرين و المعقدين . و لن تمر مؤامرة النجيفيين المؤتمرين بأوامر اردوغان، بل سيرد عليهم شعب العراق و من مناطقهم . 
و تبدأ المؤامرة من العنصريين و الطائفيين العاملين في وسائل الاعلام العالمية بدون علم رؤسائها و لا تقف عند خيانة رئيس مجلس النواب و اخيه الهارب في اربيل بعد ان ترك شعبه يذوق ويلات داعش و البعث . 
لندن في 15/05/2014

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الصاحب الناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/15



كتابة تعليق لموضوع : العراق ليس سوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net