صفحة الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي

ويلٌ لطـُـغاة العــرب مــن شرٍّ قد اقترب
كاظم الحسيني الذبحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لأغلبنَّ أنا ورُسُلي !!
(ويلٌ لطـُـغاة العــرب مــن شرٍّ قد اقترب)
     ـ حديث شريف ـ
في عصرنا الراهن لا يوجد محمول لمصطلح (طغاة العرب) غير رؤساء وأمراء وملوك الدول أعضاء منظمة الجامعة المصرية .
و(الطغاة) مفردها(طاغ) والطاغي هو الذي يتجاوز الحد. قال تعالى :(اذهب إلى فرعون إنه طغى) لأنه تجاوز الحد بادعائه الربوبية والإلوهية وتقتيله الإسرائيليين واستحيائه نسائهم والمظالم الأخرى التي اقترفها .
وعند تصفح تأريخ البشرية منذ نشوئها نجد أنّ الرسل الذين يرسلهم الله إلى الناس لهدايتهم ،إنما يتركز إرسالهم إلى طاغ يصرف الناس عن عبادة معبودهم الحق ، ليستعبدهم ويذلهم ويسلب حريتهم التي تقررها الرسالات.فيكون الرسل في مواجهة حقيقية وعنيفة مع هؤلاء الطغاة.قال تعالى (كتب الله لأغلبنَّ أنا ورسلي إنّ الله قويٌّ عزيزٌ) فالغلبة والقيمومة على الناس تكون للرسل لا للطغاة الذين يحاولون أن يوهموا الناس أنهم خلفاء حقيقيون !
إنّ ديدن الطغاة هو تركيزهم الملفت على مسألة الخلافة الموهومة في كل زمان ومكان ،ليوحوا للناس أنّ كل ما يقومون به من فضائع هي بأمر الله ،فلا يحقُّ لأحدٍ  من الخلق أن يعارضهم ويناجزهم باعتبارهم كذلك. وللأسف فقد صدّق الملايين عبر التاريخ بهذه الفذلكة !
لكنّ الذي يدعو للتوقف والتأمل هو معنى (الشر) في هذا الحديث !!
فكيف يصحُّ أن يكون (الشر) رسولٌ يرسله المرسل سبحانه وتعالى إلى هؤلاء الطغاة ؟؟ وهنا يبرز سؤال يرتكز على مرتكزات ثلاثة :
المرتكز الأول : كيف ينبغي لله أن يجعل (الشر) رسولاً ،وهو القائل في كتابه :( إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ؟ المرتكز الثاني : ما هو هذا الرسول ؟ المرتكز الثالث : كيف يمكن إرسال رسول بعد خاتم الرسل (ص) ؟ وللجواب أقول :
قطعاً لا يمكن أن يأتي رسولٌ بشريٌّ من بعد خاتم الأنبياء والرسل (ص) ،وهنا لا يمنع أن نفترض مجيء رسول من مخلوقات أخر ،على اعتبار أن امتداد لفظ (الرسول) امتدادٌ استغراقي ،فإذا استقام هذا الفرض ،فإنّ (شر) في هذا الحديث هو الرسول لهؤلاء الطغاة ،وحيث أنّ الله لا يأتي منه الشر ،فإن تسميته بالشر يأتي من جهتهم ، أي أنه شرٌّ عليهم !
فما هو هذا (الرسول) يا ترى ؟؟؟
من خلال الأحداث التي تجري في تونس وفي مصر وفي البحرين وفي ليبيا وفي اليمن وفي موريتانيا وفي الجزائر وفي غيرها ،نجد أن هذا الشر هو (الفيس بوك) الذي فضح حكام اليوم أمام شعوبهم على أنهم حكـّاماً غير صالحين ؛وإلاّ لكان الفيس بوك صديقاً مؤيداً ومصفقاً لهم !!
إنه شرٌّ صامت ليس له أذرع غير أنامل الشباب التي تعانق أزرار الحواسيب !!
لكنه شرٌّ مستطيرٌ ذاع صيته فوصل إلى الصين !!
كثيراً ما أتأمل في الحديث النبوي المشهور : أطلب العلم ولو كان في الصين ،قائلاً مع نفسي : لماذا خصّ هذا الحديث بلاد الصين وحدها دون بقية البلدان ؟؟ هل للصين خصوصية غير موجودة في غيرها ،وما هي نوع العلاقة التي قد تنشأ بين مناطق العرب وبين الصين ؟؟ هل سيكون الشر المفترض (الفيس بوك) شرٌ مشترك بين طغاة العرب ،وبين الصين ؟؟ لقد قرأتُ أن شباباً صينيون عقدوا مؤتمراً أليكترونياً عبر هذا الشر الجديد (الفيس بوك) مطالبين الحكومة الصينية بإجراء إصلاحات !!
هذا الشر المستطير لابد أنه أطغى من طغيان الطغاة العرب !!
هل رأيتم ماذا فعل هذا الشر الجديد بالطاغية المتجبّر معمّر القذافي؟؟ وماذا فعل الفيس بوك بطاغية تونس ،وطاغية مصر ،وطاغية اليمن وطاغية البحرين ، وربما يهاجم الطغاة العرب الباقون ؟؟!!
طغاة العرب واجهوا هذا (الرسول) الجديد بالعيارات النارية الحيّة، وزرع الشكوك في جدواه ،وتخويف الناس من (سماع) دعواته ،واتهامهم بالارتباط بأجندات خارجية دون أن يشخصوا هوية هذه الأجندات !!
 هل أنَّ حال الطغاة العرب هذه الأيام هو (التطيُّر) من الظاهرة الثورية، كما عبرت عن مثله سورة يس بقولها :(قالوا إنّا تطيَّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسَّنَّكم منّا عذابٌ أليمٌ) !!
الفيس بوك جاء ليفضح أمام الناس ما اعتاد الطغاة أن يضمروه عن أصحاب الحق الشرعي ،فكان هو العدو الحقيقي لهم !!
كنتُ منذ زمن بعيد أتأمل في الآية الشريفة (يوم تـُبلى السرائر) ، أي أنَّ هذه السرائر(الأسرار التي يستأثر بها الحاكمون) ستكون يوما ما بالية، أي مفضوحة، عندما كانت تباع ملايين الدولارات، قائلاً مع نفسي أن هذه الآية تتحدث عن يوم يحصل في الدنياً ،فضلاً عن حصوله في الآخرة ،وقد شهد العالم كيف أصاب أصحاب القرار العرب بدوار سياسي ،نتيجة الحقائق التي كشفها موقع (ويلينكس) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فهل أنَّ (اقتراب) برامج التواصل الأليكتروني (فيس بوك وغيره) من الطغاة العرب أول الغيث ،وهو ذلك الشر الذي بشر به هذا الحديث الشريف ؟؟ وهل أنَّ هؤلاء الطغاة العرب لم يستجيبوا لصرخات وأنين الملايين المعذبين ،فكان ما كان أن اقترب منهم هذا الشر الجديد ؟؟!!
وهل أنَّ الطغاة الباقون جادّون في خلع طغيانهم من تلقاء أنفسهم ،ليغضبوا ذلك شيطانهم ؟؟!!
أم أنّ (حمد بن خليفة) متلـبّسٌ في طاغوتيته ما جعله لا يستجيب لحقائق التاريخ، فاستساغ رؤية مشاهد الدماء ؟؟ أو أنّ (علي عبد الله صالح) تصوّر أنه يأتي يوم يتصالح معه شعبه ،ويقفز على الحقائق المرة ؟؟ أم أنّ (سفاح ليبيا) أصيب بـ (العـَور) السياسي، فأخذ ينظر إلى الحقائق بعين واحدة، مثلما فعل من قبل (بن علي) و( حسني مبارك) ،ومن قبلهما (صدام) أيضاً ؟؟!!
إلى أي مدى ستبقى ظاهرة (العـَور السياسي) حاكمة على عقول الطغاة العرب ؟؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم الحسيني الذبحاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/07



كتابة تعليق لموضوع : ويلٌ لطـُـغاة العــرب مــن شرٍّ قد اقترب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : الكل تعبد الاصنام وتصفق لها في 2011/04/07 .

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله في محكم كتابه العزيز
فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
ومحمد وآل محمد هم العروة الوثقى

احسنتم سيدنا الفاضل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net