صفحة الكاتب : زهير الفتلاوي

في مجلس الدكتورة آمال كاشف الغطاء حلقة نقاشية عن (البيئة والحياة)
زهير الفتلاوي
* العاني : دائما ما تسعى المجتمعات الى التعايش واشاعة ثقافة السلام ولا ننسى شعار الاعداء (فرق تسد) 
*بعض الصفات التي تطلق على المكونات الاساسية للمجتمع العراقي مرفوضة وتجرّد المواطن من الصفات الوجدانية وخاصة (ألناصبي والرافضي والصفوي ) 
*القصير: اطالب بتشريع قانون يجرم كل من يكفر ويروج للطائفية والعنصرية وارى ان( داعش) هي جهة كافرة وكفرت المسلمين
زهير الفتلاوي 
قدمت الباحثة والروائية د امال كاشف الغطاء محاضرة قيمة تناولت فيها موضوع (البيئة والحياة) ومدى تاثير العنف على الشعوب اذ تحدثت عن الثورة (البلشفية) ذاكرة انه تم اعدام اكثر من (خمسة ملايين) انسان بـ(جرة قلم) جلهم من الفلاحين وبعد موت هرتزل تولى زعامة الحركة الصهيونية حاييم وايزمن الذي التقى مع لينين في 8 مايو 1916 بحضور الكاتب الصهيوني جاك ليفي في بيت الصناعي اليهودي دانيال شورين في زيورخ بسويسرا لبحث المخطط الثوري الاشتراكي لتقويض القيصرية التي كانت تقف في وجه إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين .  وتطرقت الى العهود الديكتاتورية وقالت عنها انها لاتزال مترسخة لدى عقول الناس ولاتزال مخلفات الحروب باقية الى الان ويحتاج الإنسان الى زمن طويل لنسيان تلك الحقب المظلمة، وتحدثت عن العلاقة مع الاخرين وكيف ترسم وما هي الاطر الحوارية والسياسية لحل الازمات وسبل التغلب عليها ، وقالت تفقدت المناطق النائية والمحرومة التي تمت زيارتها من قبلي رأيتها تعيش تحت خط الفقر بدرجات عالية واستنتجت ان البيئة تفرض نفسها على سلوك الانسان ونرى ان اغلب الطغاة هم يأتون من بيئة قاسية وعنيفة ويواجهون ظروفا عائلية صعبة للغاية وتنعكس على سلوكهم وسياساتهم الإدارية بشتى المجالات ، وذكرت ان الأديان جاءت لتتجاوز هذا الموقف ، وان تطرح سمات الحب والسلام والمودة ونرى مثالا على ذلك (نبي الله ابراهيم) ع اذ عاش مع الكهنة كذلك النبي (موسى ) عليه السلام وآخرهم نبي الرحمة (محمد) ص جاء من قريش وكلهم كذلك يتمتعون بنفس الصفات اذ أعطوا نزعة الحب والسلام الى المجتمع اما التشوهات التي تحصل في المجتمع فهي نتيجة العنف والقسوة والصراع الدامي واهانة الاخر ، وألمحت الى أن كل شخص يحاول ان (يلجأ الى الحل الصفري ) بطرح معادلة الربح والخسارة ونحن في العراق قد ممرنا بدور صعب للغاية وانا شخصيا عشت كثيرا من جوانب العنف وانقطاع سبل العيش ونقص الخدمات لكن فسحة الامل جعلتني متعلقة بمدينتي وسخرت كل امكاناتي لجعلها مدينة امنة ونجحت بذلك وبشاهدة المسؤولين وابناء المدينة وبتعاون بعض الاخيار وتجاوزنا الازمة وتطرقت الى بعض الصفات التي تطلق على المكونات الاساسية للمجتمع العراقي وقالت عنها انها مرفوضة وتجرد المواطن من الصفات الوجدانية التي يمتاز بها وتدلس الثقافة والعقيدة والفلسفة التي يحملها. ونرى ان اطياف المجتمع العراقي هي مكونة من شافعي او حنبلي ومالكي وجعفري، لكن لا ينطبق عليها صفة (الوهابية) او التكفيرية وهم بالتأكيد يرفضون هذا الانتماء بسبب مسخ تاريخهم طويل الامد ، وينطبق الكلام على المكون الاخر اذ يوصف بالصفوي والرافضي ويمحو تاريخه وثقافته وعقيدته وهذا الشيء لا مقبول اطلاقا ويؤدى الى الرفض والتمرد وهذه الاساليب سوف تؤدي الى صراع خفي وان هذا الصراع المعنف مرفوض من كلا الجانبين لكن هذه المسميات فرضت علينا وكأنما غصبا ، واعتقد ان هذه المسميات قد جاءت من الخارج لتمزيق اللحمة الوطنية التي تعايشت في ارض الوطن لسنوات عديدة ولم نكن نعرف هذه التسميات ونحن لسنا في صراع حيث كان الامام (جعفر الصادق ) ع محترما من الجميع وكذلك الامام ابو حنيفة النعمان له تاريخ ناصع ، وتطرقت الى الاحداث الاخيرة في الموصل وكيف قيل ان السنة هم (داعش) ونحن نرفض هذا الوصف لاخواننا المتعايشين في نفس الوطن منذ عقود طويلة ،وكل هذه الحركات قد أنشئت في أفغانستان وتحولت الى باكستان وشارك شباب مصر باعداد كبيرة فيها وقاتل ضد الروس مع جنسيات عربية مختلفة لكن عندما عاد الى مصر تفاجأ بوجود معاهدة واتفاقية سلام مع اسرائيل وذهل من جراء هذا الشان ولم يكن يتوقع تلك الاتفاقيات المبطنة ثم نمت تلك الافكار , فيما استغلت امريكا هذا الموضوع ودرست الحركات الاسلامية ومنها الخوارج وغيرها وحاولت خلق عالم اخر وصلت الى هذه المرحلة ونحن نتألم ان نرى الشعب العربي ان يصل بهذه الحالة وتهدم قبور الاولياء والشعراء والعلماء من بعض الهمج والرعاع وازالة المعالم الحضارية في الموصل وحتى اهلنا في الموصل يرفضون تلك الاعمال وحريصون على معالم مدينتهم ويحبون تراثهم بشكل لا يصدق وهناك عدة طقوس لهذه المدينة وهي تحترم الاخر ونحن كلنا معنيون بالدفاع عن المدن العراقية واحترام طقوسهم ولايمكن ان ننفصل ويجب علينا التعايش بهذا الوطن، ونحن شريحة المثقفين قادرون على تجاوز هذه الازمات وان نتحدث بلغة جديدة وكشعب موحد و قادرون ان نزرع بعض الأفكار لدى الآخرين ، ونتمنى ان تبقى الموصل مدينة الملك فيصل الأول وان لا تنسلخ عن العراق وترجع بيئتنا هي المحبة والتعايش السلمي. تلا ذلك حديث ومداخلات الحاضرين اذ تناول الباحث وداع عبد علي موضوع التفرقة ما بين ابناء الشعب الواحد قائلا ناسف لمداهمة العنصرية والطائفية بلدنا العزيز فاجأنا اذ لم نعتد على تلك النوازع التي تفكك المجتمع والنسيج الوطني وان الطائفية مرض مقيت ويمكن القضاء عليه من خلال الوعي وترسيخ ثقافة الوحدة واحترام الاخر ولا يوجد تفرقة مابين افراد المجتمع العراقي ، والمح الى ان هناك العديد من الدول سبقتنا في تعرضها للعمليات الارهابية المشابهة لبلدنا وخاصة الجزائر ومصر وتونس ولبنان وغيرهم من الدول وحتى في امريكا حدثت مجازر بين السود والبيض والان الذي يحكم في امريكا هم السود ، مستدركا بقوله ان في بريطانيا حدث صراع مابين الكاثوليك والبروتستانت ، ويتطلب منا ان نكون بمستوى المسؤولية ونرى ان ثورة العشرين قد شاركت بها جميع المحافظات والعشائر العراقية وقد سجل التاريخ هذه المواقف البطولية للشعب العراقي ، فيما يقول المورخ والباحث علاء الدين القصير نطالب بتشريع قانون بتجريم كل من يكفر ويروج للطائفية والعنصرية وارى ان داعش هي جهة كافرة وكفرت المسلمين واطاحت بكل القيم والتقاليد العربية والاسلامية والحقت الضرر بالسنة في الانبار وقتلتهم قبل ان تتحول الى الموصل وهم اشبه بالحيوانات المفترسة وتقتل الناس على الهوية والمح الباحث الى ان العاصمة بغداد تختلف كليا عن بقية المحافظات اذ تتألف وتتعايش فيها اطياف الشعب الواحد وطالب الباحث القصير رئيس الوزراء بضرورة ان يسارع الى طرح مشروع قرار يجرم الترويج والتحريض على الكراهية والعنصرية والطائفية على مجلس الوزراء ليشرع في البرلمان، وختم بقوله ان تصريحات البعض من السياسيين والتحريض على الطائفية والخلافات مابينهم ساهمت بتدخل الجماعات الارهابية الى البلاد وخلق هذه الفوضى لغرض تقسيم العراق ، وهذه المشاريع اعدت مسبقا ضد العراق والعملية السياسية ، فيما يقول الشاعر والكاتب احمد الخفاجي ان هناك ازمة ثقة متبادلة مابين كل الاطراف وناسف عندما يتكلم البعض من سياسيين وغيرهم بعدم وجود (داعش) في العراق وهذه الازمة يجب ان يكون الحل من الشعب وبمساعدة السياسيين والقادة وطرد الغرباء من بلادانا فضلا عن الكف على الخلافات السياسيية والتي انعكست سلبا على البلاد ، ويرى المهندس عادل حسين الطيار  الحديث عن الطائفية والعنصرية هو جريمة مخلة بالشرف ، وبين ان الطائفية بذرة خبيثة زرعها الاجنبي في بلدنا ، وتساءل عن ثقافة القتل ولماذا سخرت لهذا الغرض ، وذكر ان ابو حنفية النعمان درس في دواوين الامام جعفر صادق ، وله مقولات شهيرة بهذا الغرض ، فيما ذكر الباحث في علم الاجتما ع عبد اللطيف العاني ان هناك علاقة ازلية مابين البيئة والحياة والحب والسلام وهذا ما تناولته الدكتورة امال كاشف الغطاء .
وهناك علم خاص يسمى علم (البيئة الاجتماعي) وهو جانب من علم اليكولوجي ودائما ما تسعى المجتمعات الى التعايش واشاعة ثقافة السلام ولا ننسى شعار الاعداء (فرق تسد) ويجب ان ننتبه الى ماذا يريد العدو وهو ان نتفرق وناكل بعضنا بعضا ونعتدي على الاخرين ، وقال آن الاوان ليكون للحكماء والعلماء دور كبير في مقارعة الاعداء وان ينتبه الى هذا الخطر قبل ان يؤكل الأخضر واليابس ويجب ان يكون مشروعنا الوحدة والالفة والتعاون فيما بيننا وان ندعو الباري ان يحفظ البلاد والعباد من شرور الاعداء والغزاة . 
zwheerpress@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/29



كتابة تعليق لموضوع : في مجلس الدكتورة آمال كاشف الغطاء حلقة نقاشية عن (البيئة والحياة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net