محاسبة من جاء بالاحتلال ياصالح
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اننا في العراق ابرع الناس في ليِّ عنق الكلام وتغيير المعاني وتجميل الباطل وتقبيح الحق.. ايُّ حق..؟ والله لقد اختلط علينا الحابل بالنابل.... ومن يمتلك الحق في العراق؟ , ابناءه المشردين من سياسين او غيرهم الذين عادوا بعد التغيير حباً بوطنهم ... ام الماكثين في الداخل والصابرين على الظيم والساكتين حكمة وانتظاراُ.... ام ان الجميع لهم الحق في هذا الوطن؟
"اي شخص جاء مع الاحتلال وساهم بقتل العراقيين سيحاسب " يقول السيد المطلك!! ولايبقى الا النظيف في العملية السياسية"  ويجب مصالحة القتلة "الوطنيين" واحتضانهم لاجل الوطن لانهم شرائح مهمة في المجتمع يقول آخر... وعلينا الترفع كالملائكة عن جرائم الامس .... وجزاري صدام يجب ان يُحسب لهم راتب تقاعدي على ماقدموه من انجازات طوال السنين الماضية يقول ثاني... الا من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين... يستدرك ثالث!!  وكيف نعرف الصالح من الطالح منهم ؟ يتسائل رابع .... والعالم لم يكتشف بعد اجهزة الكشف عن النوايا والافعال السيئة.... اقول انا كاتب السطور!
من هم الذين جاءوا مع الاحتلال ياصالح الخير؟  هل المقصود من وصل معه؟ ام من جاء بعده؟ أليس الافضل والاصح ان تقول محاسبة من جاء بالاحتلال الى العراق؟ .. وليس من جاء معه!  أليس هذا التسلسل المنطقي والشائع في كل العالم ؟
 أليس البعث وقيادته العبقرية من جاء بالاحتلال وهم من اوصلنا الى هذه النهاية البائسة ؟
ألم توافق على شرعية الانتخابات في ظل الاحتلال؟
 ألم تقبل انت ان تكون  نائب رئيس وزراء الاحتلال ؟
ألم يوصلك الى منصبك الحالي وجود الاحتلال ؟... مالذي تغيير الان ياابى محمد ؟
  استطعت انا زيارة الوطن وحضيت برؤية امي بعد عشرين سنة من الغربة لأطفأ الم وحرقة شوقي اليها وحسرتها عليّ , استطعت ذلك بعد دخول الدبابات الامريكية بغداد , فهل جئت انا مع الاحتلال ؟  فانا لم امتطِ دبابة ولااتقن ذلك!  فهل يقبلني المطلك ان اكون عراقيا مرة اخرى؟  بغض النظر عن سبب هجرتي او تهجيري ,ويكون لي نفس الحقوق التي يطالب بها  لبقايا البعث وفدائيي صدام.... ام ان شرط عراقيتي ان اتبعه صامتاً ولاازاحمه على اي منصب سياسي!
هل المطلك قاوم الدبابة الامريكية ام تركها تعبر الجسر بسلام , وراح يدافع عن البعث "ورجالاته الاقوياء" حسب تعبيره... ويلقي بالاتهامات بكل الاتجاهات دون البعث وازلامه...  ومضى الاخر يحرض على قتل العراقيين لانهم لم يدافعوا عن سلطان البعث واتباعه المخانيث الذين كانوا يصولون كالفرسان  بين ازقتنا البائسة وبيوتنا الطينية يقتصون من "العملاء المأجورين" من  شبابنا ويعتقلون من يشكون بنواياه السيئة تجاه الحزب والثورة.... , فمابالهم تركوا العدو الخارجي يسحق ارضنا! دون ان يعتقلوه ويصطحبوه في سياراتهم ( الاندكروز) لمقراتهم المخيفة , لماذا لم يعذبوا الجنود الامريكان؟  في اجهزة الامن العامة والشعبة الخامسة.
كنت اعتقد ان السيد المطلك سكت من صراخه الى الابد حين امتطائه منصب نائب رئيس الوزراء بعد ان كان مجتث ومبعد يبكي العراق المغتصب من مقر قيادة العراقية في عمان .. ام انه الهدوء الذي يسبق العاصفة.... وتعود حليمة لعادتها القديمة...  ليقول " بصعوبة العمل مع رئيس الحكومة لعدم وجود الثقة وامتلاكه ـ اي المالكي ـ  صلاحيات رأس النظام السابق !!! وتناغم معه في الجانب الاخر رئيس البرلمان ليقول " بعدم وجود تقاسم حقيقي للسلطة، وانها لا زالت بيد المالكي بالكامل, مبينا أن العراق سيواجه خيارات عدة منها إعادة الانتخابات " وماذا بعد ايها السادة ؟ هل اكتملت حلقات مؤامرتكم المُحكمة ام مازال هناك عقبات في طريقكم  للانقلاب الابيض؟
ليتك كنت انت من  خلصنا من نظام البعث الفاشي ياصالح...  نعم... ليتك فعلتها !! , لتحكم العراق دون منازع ...ولتوفر علينا  ألم وقهر كل هذه الازمات السياسية والخدمية والمفخخات والقتل العشوائي وحمير الارهاب وولاية العراق الاسلامية والميليشيات والعصابات...... لنصنع لك تمثال بدل الساقط في ساحة الفردوس اكبر واجمل منه وبالالوان الطبيعية, ولن نحتاج لجندي امريكي يضع علم بلاده على وجه تمثال "القائد" ليثير مشاعر" الغيارى" ويفجر من مآقيهم دموعاً  ساخنة على وطننا المُحتل....ليتك فعلتها وجلبت لنا نظام ديمقراطي (حقيقي) وسوف لن تحتاج من الوقت لتثبيت اركان نظامك الديمقراطي وتوفير الخدمات كلها, الا اربعين سنة فقط لاغير تقضي فيها على أعداء العراق ومعارضيك واللصوص والمجرمين وتطرد عملاء ايران وخلايا التجسس والعمالة..... ليتك فعلتها ياصالح .... لغنيّنا لك اجمل الاغاني ولكتبنا لك اروع الاشعار!
ذكرت في مقالة سابقة ( علاوي حصان طروادة البعثيين  ) * ان علاوي كان مجرد حصان طروادة  سيحرقه الجنود (الاغريق) البعثيين بعد اقتحام الحصن وانتهاء مهمته.. وهاهي قضية الفلوجة تطفوا من جديد الى السطح دون مناسبة...  الغرض منها تدمير بقايا علاوي واحراقه داخل العملية السياسية ... وستُثار بالتاكيد قضية صولة الفرسان  ضد المالكي واتهامات اخرى أثيرت هنا وهناك...اضافة للتصريحات آنفة الذكر...  وبذلك سوف لن تبقى ايادي نظيفة في العراق لم تاتي مع الاحتلال ولم تشارك بقتل العراقيين بأيّ شكل من الاشكال .... الا ايادي المطلك والنجيفي واصدقائهما الاوفياء.

 

 

 

 

 

 

الموضوع السابق بعض من سلبيات استخدام الهاتف النقال

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat