صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

خطة داعش للسيطرة على مكة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بوصفها عاصمة المسلمين في الأرض، وفيها كعبة الله التي يتوجه إليها المؤمنون للحج ويقصدونها في كل صلاة، فإن مكة المكرمة المحصنة بالجبال والصحراء والحرارة الموغلة في التوحش لابد أن تكون وجهة كل الجهاديين والحالمين بدولة الخلافة وإقامة دولة العدل الإلهي، فمنها بحسب الشيعة ينطلق صوت المهدي المنتظر بين الركن والمقام، وينهض لنصرته المؤمنون ليقيموا الدولة، وحين يقصدها السفياني من الكوفة ويوغل في الصحراء يضربه سيف الإنتقام فيغور في الأرض هو وجيشه العرمرم في صحراء قاحلة لاحياة فيها.

 في العام 1979 وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز، وكان اليوم الأول من الشهر الأول من العام الأول من القرن الهجري الرابع عشر، تقدم العشرات من المسلحين المدججين بالرغبة في السيطرة على البيت الحرام لإعلان دولة الخلافة الإسلامية والتخلص من الحكم الأسري، وقد تحقق لهم ذلك مؤقتا ولم تستطع القوات السعودية من دحرهم والتخلص من سيطرتهم برغم المعركة الشديدة التي نشبت بينهم وقتل عديد الجنود والمسلحين، وقد أعلن الكثير من المسلمين فرحهم وإستبشارهم بتلك الحركة مع عن الكثير أيضا منهم أدانها ووصفها بالهمجية والوحشية، وقد إستعانت سلطات المملكة بقوة كوماندوز فرنسية لضرب المهاجمين، ونجحت في ذلك.

جهيمان بن سايف العتيبي تحرك في تلك الفترة من خلال وصايا وتعليمات دينية متشددة كانت شبيهة بالدعوات التي يطلقها الزعماء الدينيون العنيفون للغاية حين ينتقدون الحكومات العربية والإسلامية ويدعون الى إسقاطها، ويبدو عن داعش، أو تنظيم الدولة الإسلامية يمثل النسخة المطورة من حركة الجهيمان التي كانت في طور النشأة، ولم تكن تمتلك موارد حقيقية ولاعددا كافيا من المؤمنين بها، وبينما كان الجهيمان ينشر كتيبات ويبث تعليمات دينية عن ضرورة التخلص من الحكام والمساندين لهم ويعتقد بضرورة الخلافة والمبايعة للخليفة المختار لقيادة الأمة، فإن تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الخليفة أبي بكر الحالي يمثل إنتقالة نوعية في طبيعة حركة القوى الدينية على الأرض مع السيطرة على أسلحة ثقيلة من العراق وسوريا وأموال بمئات الملايين من الدولارات، وحقول نفط في شرق سوريا، ونهرين كبيرين هما دجلة والفرات.

إنتهت حركة الجهيمان بقتل المهاجمين والسيطرة على الحرم المكي الذي كان إقتحامه مجرد عملية إنتحارية لاأكثر ونوعا من التحريض وتهييج المشاعر الدينية لدى جموع المسلمين، لكن من يستطع سبر أفكار البغدادي وتنظيم الدولة، وكيف يقكرون لجهة السيطرة على عاصمة المسلمين مكة التي تمثل الحلم الأخير بعد كل النجاحات التي تحققت في بلدان إسلامية عدة، ولم يتبق سوى المرور بالمدينة المنورة والتوغل للتحكم بمكة، ويمكن لمئات من المسلحين الدخول الى المدينة المقدسة والتحصن في الجبال الوعرة المحيطة بها من جهاتها الأربع وهو مايجيب ربما عن تساؤلات حول الأسباب التي تدفع السلطات السعودية لتدمير تلك الجبال ونسفها وإقامة الفنادق ومشاريع البناء والأنفاق، بينما تتيح البنايات الشاهقة والمتراصة للمسلحين الفرصة لنشر عشرات القناصين المهرة لمواجهة أي تحرك عسكري للسلطات،عدا عن مئات من الجهاديين يدخلون المبان الرسمية ومؤسسات الدولة ، ثم السيطرة على المداخل المؤدية الى المدن الأخرى كجدة والمدينة، ويحتل آخرون الفنادق الكبيرة، ويكون حينها من الصعب على القوات المسلحة والدبابات والدروع من التوغل في المدينة، أو الوصول الى الحرم المكي، حيث يواجهون كثافة من نيران الأسلحة الأوتوماتيكية والصواريخ وأنواع من المقذوفات. في هذا الحين يعلن المسلحون إقامة دولة الخلافة الكاملة في مكة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/07



كتابة تعليق لموضوع : خطة داعش للسيطرة على مكة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net