صفحة الكاتب : ياسر السماوي

السيد عمار الحكيم
ياسر السماوي

 
     يعتبر السيد عمار الحكيم من ابرز الشخصيات العراقية السياسية، التي تمتلك القابلية على المبادرة لحل الأزمات التي تمر في البلاد، لما يتمتع به من كاريزميا تعود إلى قوة شخصيته، وما يمتلكه من سمات عبقرية تحظى بالإعجاب الجماهيري، المستمدة من نظرته الثاقبة للأمور، وبعد نظره، وسعت آفاقه، وقدراته الذاتية على أدارة شؤون المجتمع، والتعامل مع الإحداث بالحنكة السياسية، وروح القيادية الشجاعة، وقد جعلته كل هذه الظروف أن يكون الشخصية الوسطية المعتدلة، التي تنال رضا الإطراف الوطنية على مختلف توجهاتها الدينية والاجتماعية والفكرية، وقبول الكتل السياسية المشاركة بالعملية السياسية، ويعود ذلك إلى عدت أسباب أهمها:
1-     أن التربية والنشأة الأولى للسيد الحكيم كانت على طراز أبناء عائلات مدينة النجف القديمة، حيث البيئة الدينية والثقافية والاجتماعية المميزة، وما يميزه انتسابه لأسرة آل الحكيم، التي تحظى بالمكانة العلمية والسياسية والاجتماعية، حيث أورثها لهم الإمام محسن الحكيم زعيم الطائفة آنذاك، وتأثير الأجواء الروحية والإيمانية لقرب تلك البيئة من الحرم العلوي، والالتزام بالنهج الإسلامي المحافظ بتعامله، والواعد بأطروحاته التغيرية لواقع المجتمع، وتمسكهم بإقامة الشعائر الحسينية، التي تجعل الفرد مجبول للسير وفق ما يرسم له من خطى صحيحة، حيث كان السيد الحكيم احد المنتهلين من هذا الفيض.
2-    التأثير المباشر على سلوكياته وتربية الأخلاقية في المرحلة الأولى من حياته (1971- 1980) من قبل شخصيات يشال أليها بالبنان وهم، أعمامه أية الله السيد يوسف الحكيم، والسيد عبد الصاحب الحكيم، والسيد محمد باقر الحكيم، ووالده السيد عبد العزيز الحكيم والباقين من إعلام الأسرة، وتأثير العلاقات الاجتماعية للشخصيات الدينية التي عاصرها، أمثال الإمام الخوئي والسيد محمد باقر الصدر على طبيعة حياته التي عاشها في كنف أسرته.
3-    التأثير البايلوجي على شخصية الإنسان لاسيما عندما تلتقي الجينات التوافقية، إذ قيل - أن الخال احد الضجيعين- فالمصاهرة بين أسرة أل الحكيم وأسرة أل الصدر الجد الأعلى للسيد عمار الحكيم من والدته، لها دور في بلورة وصيرورة تكوينه، حيث أن جده السيد محمد هادي الصدر من الشخصيات العلمية والاجتماعية البارزة، هذا مما يعزز التأثير الايجابي في بناء الشخصية.
4-    عاش السيد الحكيم مرحلة طويلة من عمره، أي ما يقارب 23 عاما (1980- 2003) في حياة الهجرة بين ظهراني عمه السيد شهيد المحراب، والذي أولاه عناية خاصة متوسم فيه ملامح القيادة والرئاسة والسياسة والكياسة، وتأثير الأجواء العامة حيث وجود العلماء والمجاهدين والسياسيين، وتأثير العلاقات الدولية والإقليمية ، حيث يذكر انه كان ممثلا عن شهيد المحراب في الكثير من المحافل، حيث مناطق تواجد الجالية العراقية والإسلامية، وتأثير ذلك في بناء شخصية السيد الحكيم من النواحي العلمية والاجتماعية والسياسية، حيث أكمل الدراسة الأكاديمية حتى حصل على شهادة القانون، وأتمها بدراسة العلوم الدينية حتى وصل إلى مرحلة البحث الخارج، وهي من المراحل المتقدمة في دراسة الحوزة العلمية، لاسيما وان أساتذته فيها من فطاحل العلم والتدريس.
5-    نجح السيد الحكيم في أدارة الملف السياسي والتنظيمي لمؤسسات المجلس الأعلى الإسلامي، بعدما اختير نائب لرئيس المجلس الأعلى في عام 2007، فكانت لمساته واضحة في عملية التنظيم والإدارة وبناء العلاقات السياسية، وبناء علاقات داخلية وخارجية وعلى جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والإعلامية والعشائرية والأكاديمية.
6-    أعاد السيد عمار الحكيم للأذهان مبادئ المدرسة الحكيمية في أنشاء مجتمع محافظ ومتماسك، حيث العلاقات الاجتماعية بالعشائر العراقية والشرائح الأخرى، منذ أيام جده الإمام الحكيم وأعمامه السيد محمد رضا، والسيد محمد مهدي والسيد محمد باقر الحكيم، ، وذلك بجولاته التفقدية للمدن والمحافظات العراقية، استذكاراً لتلك السنوات التي جمعت آل الحكيم مع أبناء العراق حول قضية واحدة ومشروع سياسي معبر عن تطلعات الجميع.
7-    استطاع السيد الحكيم النهوض بالمجلس الأعلى الإسلامي بعد التراجع التي أصابه على اثر الانتخابات البرلمانية عام 2010، حيث قاد نهضة تطويرية شاملة لكافة مؤسسات المجلس الأعلى، شملت جوانبه السياسية والتنظيمية والإدارية، مع أعادة هيكلية بنائه الداخلي، وتطوير عمله التشريعي والتنفيذي بعد تسمية كتلته (بالمواطن)، وطرحه لرؤى سياسية منسجمة مع ثوابته العقائدية والسياسية، الهدف منها خدمة المواطن العراقي، مستعيناً بنظرية (نحن) التي تعبر عن انطلاقها من القاعدة الجماهيرية لخدمة الجمهور بالمبادرات السياسية والاجتماعية التي يتضمنها مشروع (بناء الدولة العصرية العادلة)، ألا أنها اكتسبت نوع من المتغيرات التي تتماشى والظروف والمستجدات السياسية، وقد زج بالطاقات الشبابية والكفاءات العلمية القادرة على أدارة هذه الملفات.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/08



كتابة تعليق لموضوع : السيد عمار الحكيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net