صفحة الكاتب : محمد صادق الكيشوان الموسوي

الولادة الميمونة للسيدة الطاهرة زيبنب الكبرى عليها السلام
محمد صادق الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمان الرحيم" ربّ إشرح لي صدري ويسّرْ لي أمري وأحللْ عقدةً من لساني يفقهوا قولي".
                                                                                                                                                       صدق الله العلي العظيم
والحمد لله ربّ العالمين ، مُعتَمدِ المؤمنين وغايةِ آمالِ العارفين.
والصلاة والسلام على أشرفِ الخلقِ والمرسلين ، حبيبِ إلهِ العالمين ، سيدنا ونبينا وحبيبِ قلوبنا وقائِدِ مسيرتنا ، صاحبِ السكينةِ والطُمأنينةِ ن المدفونِ في أرضِ المدينة ، النبيِّ الأمجد والعبدِ المسّدّد ، المسمى في السماءِ بِأحمد وفي الأرضِ بِأبي القاسمِ محمد (ص) وعلى أهل بيتِهش الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين أجمعين.
والسلام عليكم ايها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.
وبعد..
نُباركُ الإمام المنتظر المهدي ، الحجةَ بنَ الحسنِ ، روحي وأرواح العالمين لترابِ مَقدَمِهِ الفِداء ، والأمةَ الإسلاميةَ جمعاء ، ونباركُ لكم أيها السادةُ الحُضُور ذكرى الولادةِ الميمونةِ للسيدةِ الطاهرةِ والحوراءِ الإنسيةِ ، العالمةِ الفاضلةِ والصديِّقةِ الشهيدةِ ، عابِدَةِ آلِ علي  زينب الكبرى ، على شرفِ ذِكرِ إسمها فَلتُرفعِ الصلوات.
أيها السادةُ الحُضُور..
إنّ الإحتفالَ بِذِكرى وِلادةِ السيدةَ الطاهرةِ زينب صلوات اللهِ عليها لهُ وَقْعٌ مُمَيَّزٌ في قثلوبِ المؤمنينَ والمُوالينَ للبيتِ العلوي الكريم لِما للسيدةِ الطاهرةِ مِن منزلةٍ عظيمةٍ ومرتِبَةٍ عاليةٍ من مراتبِ ذلك البيتِ الرفيعِ الذي أَذِنَ اللهُ أنْ يُرفَعَ ويُذكرَ فيهِ إسمُه ، وأنها صلوات اللهِ عليها قد عاشتْ لونينِ من الحياةِ سأتعرضُ لهُما بعدَ أن يَستَقِرَ بكُمُ المجلس ، لِنُضفي على مجلِسِنا الكريمش هذا جوّا من الوَقارش والسَكينةِ يَليقُ بالسيدةِ الطاهرةِ سلامُ اللهِ عليها لِنُحَقِقَ الغايةَ المنشودةَ مِن إجتماعِنا هذا ، ونكونَ مِمَن ينقلِبُ إلى أهلهِ مَسرورا قد إستنارَ قَلبُهُ بنورِ هَديهِم وإستزادَ إيماناً بالتَمَسُكِ بحبلِ وَلائِهِم وتقرّبَ إلى اللهِ تعالى زُلفَةً بِهِم. وإنجلى كُلُّ همٍّ وغَمٍّ  ببركةِ الصلاة عليهِم.
السلامُ عليكم مرّةً أخرى
باديءُ ذي بِدْء ، وقبل أن نعيشَ لحظات الولادةش الميمونةِ للسيدة الطاهرة صلوات الله عليها ، أسجلُ الملاحظةَ الموجزة:
إنّ الحديثَ ـ أيُّ حديثٍ ـ يجب أن يكونَ شاملاً وافياً ، مُترابِطاً بين فِقراتِهِ ومُتَسَلسِلاً في أحداثهِ وأن يكونَ في الوقتِ ذاتِهِ مفيداً ومُمتِعاً ، مُختصَراً موجَزاً ومطابقاً لِقاعدةِ " خيرُ الكلامِ ماقلَّ ودلّْ".
يقولُ سيدِ البُلَغاءِ الإمامُ عليّ عليه السلام:
 وَزنِ الكلامَ إذا نَطَقتَ ولا تَكُنْ  ***** ثَرثاةً في كلِّ نادٍ تَخطُبُ
وَاحفظْ لِسانكَ واحتَرِزْ مِن لَفظِهِ ***** فَالمَرءُ يَسلَمُ باللِسانِ وَيطعَبُ
لَذا وبناءً على ذلك وسِواهُ من قواعدِ وآدابِ الحديثِ والخِطابةِ ، وتوقيراً وإجلالاً للمُستَعِ الكريمِ الذي تواضعَ وجلسَ فَإستمع ، والذي إستمعَ وأصغى فاحسن ، سأذهبُ وإيّاكم ايها السادةُ الأفاضلُ لِنعيشَ لحظاتٍ مليئَةِ بالفرحِ والسثرورِ التي عمَتِ البيتَ العلويَّ الطاهرِ ، وبما ألزمتُ بِهِ نفسي في المُقدِمَة.
في مثلِ هذه الأيامِ المباركة ، وبعدما إزدهَرَ وإستنارَ ذلك البيتُ الرفيعُ الطاهِر بالفرقدينِ الإمامينِ الحسنِ والحسينِ فَكانا كالقمرينِ في سماءِ ذلك البيتِ الكريم ، وفي تلكَ الفترةِ التي كانتْ تَعيشها الأسرةِ العلويةِ الطاهرةِ وهي مُحاطةٌ بالرِعايةِ والعَطفِ والشَفَقَةِ مِن لَدُنْ نبيِّ الرَحمَةِ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم ، عَرضَ للصديقةِ الطاهرةِ سيدةِ نساءِ العالمينض صلوات الله عليها ، عَرَضَ لها حَملٌ فأخذَ النبيُّ (ص) ينتظِرُ تلكَ الوِلادةَ الميمونةَ لِيُباركَ لِلأمِّ فاطمة ولِلأبِ علي عليهما السلام. أمّا الحَمْلُ فكانَ الوليدةُ المباركةُ زينب عليها السلام.
وَضَعتْ السيدةُ الطاهرةُ عليها السلام وَليدَتَها المباركة زينب عليها السلام التي لمْ تَلِدْ مِثلَها إمرأةٌ في الإسلام إيماناً وخُلُقاً وعِفَةً وطهارةً وشرفاَ وحسباً ونسبا. إستقبَلَها أهلُ البيتِ صلواتُ الله عليهم وعامةُ الصحابةِ والموالينَ بمزيدٍ من الفرحِ والسُرور. وقد أجرى الإمامُ علي (ع) المراسيمَ الشرعيةَ ، فَأذَّنَ في اُذُنِها اليُمنى وأقامَ في اليُسرى. فكانَ أولث صوتٍ قَرَعَ سمعَ الحوراءِ زينب صلوات الله عليها هو:" الله أكبر ، لا إلهَ إلاّ الله".
حينما علِمَ النبيُّ (ص) بهذهِ المولودةِ الطاهرةِ سارعَ إلى بيتِ فاطمة عليها السلام وهو حزينُ النَفْسِ ودُموعُهُ تجري على سَحناتِ وجههِ الكريم وضمَّها إلى صدرهِ مما أثارَ إستغرابَ سيدةِ النساءِ فاطمةَ عليها السلام مِن بُكاءِ أبيها. جديرٌ بالإشارةِ هنا أن إسمَ زينب ـ كما عَلِمتُ ـ مُرَّكبٌ مِن إسمينِ هما " زينُ الأبِ" فأكرِمْ بها وبأبيها.
هُمُ التينُ والزيتونُ آلُ محمدٍ **** هُمُ شَجَرُ الطُوبى لِمَنْ يَتَفَهَمُ
هُمْ آلُ عِمرانَ هَمُ الحجُ والنِسا **** هُمْ سَبَأُ والذارياتُ وَمَريَمُ
هُمْ آلُ ياسينَ وطاها وهَلء أتى **** هُمُ النَحلُ والأنفالُ إنْ كنتَ تَعلَمُ
هُمُ الآيةُ الكُبرى هُمُ الرُكنُ والصفا **** هُمُ الحجُ والبيتُ العتيقُ المُكَّرَمُ
هُم الغايةُ القُصوى هُمْ مُنتهى العُلى **** سّلِّ النصَّ في القرآنِ يُنبِئكَ عَنهُمُ
لقد نشأتِ الحوراءِ زينب عليها السلام في بيتِ النُبوةِ وقد تغذَّتْ مِنْ أمِها الزهراء عليها السلام العِفَةَ والكرامةَ والإيمانَ وحفظِ القرآنَ وأحكامَ الإسلام. فَبعدَ جدِّها الرسولش الأعظم (ص) مُنقِذِ البشريةِ من الجهلِ والظلالةِ ومُزَّكيهِم من القبائحِ والرذائِل ومُعَلِمِهِم الكتابَ والحِكمة ، وبعدَ أمِها الزهراء سيدةِ نساءِ العالمين وبضعةُ الرسولِ الأمين ، وبعدَ أبيها بابُ عِلمِ مدينةِ الرسولِ(ص)، تأثرَتِ السيدةُ زينب عليها السلام بأخيها الحسنِ(ع) وهو كريمُ أهلِ البيت وأولُ سِبطٍ للرسول(ص) فأخذَتْ منهُ الكرّمّ والحِلمَ والعِلمَ والحِكمةَ وحسنَ السيرةِ وتَطَبَّعَتْ بهذهِ الخِصالِ الحَسَنَة ، فكانَ(ع) يرعاها رِعايَةً خاصةً ويُقابِلُها بمزيدٍ من العِنايةِ والرعايةِ وهذا هو اللونُ الأولُ من حياةِ السيدةِ زينب (ع) الذي أشَرتُ إليهِ في المُقدِمة ، وهي مُعَزَّزةٌ ومُكَرّمةٌ ومحفوفةٌ بالإجلالِ والتوفير والرِعايةِ والتقدير في ذلك البيتِ الكريم الطاهر ومِن حولِها النبيٌّ الأكرم وأميرُ المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين.أمّا الشقيقُ الثاني فهو الإمامُ الحسين عليه السلام والذي كان بينهُ وبين الحوراءِ عليها السلام أمتنَ الأواصِرِ وأسمى آياتِ الموَّدةِ وقد رافَقَتهُ في كلّ خُطُواتهِ حتى آخِرَ رَمَقٍ مِن حياتِهِ.
إنَّ اللونَ الثانيَّ مِن حياةِ الحوراءِعليها السلام مليءٌ بالغُصَصِ والنَكَباتِ والآلامِ والآهات ، فهي التي وَرِثَتْ مَصائِبَ أمِها الزهراءِ عليها السلام فأخذّتْ تُسَلي نَفْسَها بذلكَ الصبر الذي وَرِثَتهُ عن أبيها عليه السلام. إلى أن إشتدَّ بها المرضُ فكانتْ مشتاقَةً باللِحاٌقِ بِجَدِها وأمِها وأبيها وإخوتِها صلوات الله عليهم أجمعين.
للسيدةِ زينب سلام الله عليها اليومَ مَقامٌ في الشام يَقصُدُهُ الموالونَ والعارفونَ بعظيمِ شأنِها ومَقامِها. إنَّ الزُوارَ على إختلافِ ألسِنَتِهِم وألوانِهِم وأوطانِهِم يَشُدونَ الرِحالَ لِزيارةِ السيدةش الطاهرةِ على مدارش السنةِ للتَبَركِ بزيارتِها ولِقضاءِ المهماتِ من الحوائج فَلَها عليها السلام كراماتٌ وكرامات ولِمنْ أرادَ المزيدَ من الأطّلاعِ فهناكَ كتبٌ كثيرةٌ في هذا الشأن. إنَّ الموالينَ يقصدونها بخصوصِ نيلِ الشفاعةِ غداً ، يومَ لاينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلاّ مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم. ومِن بابِ الحثِّ على زيارتِها أقول:
ما وقفتُ الليلةَ هنا ، أنا شخصيّاً المتكلمُ الصغيرُ سِنّاً وعِلماً وأدباً بيت يَدَي سيدتي ومولاتي زينب صلوات الله عليها إلاّ مُشيداً بِألطافِها وَرِعايَتِها وشاكِراً لِجميلِ صنائِعِها ومعروفِها ومتوجِهاً إلى اللهِ تعالى بِها.
أيتها الوجيهةُ عند الله إنّا توجهنا وإستشفعنا وتوسلنا بكِ إلى الله وقدمناكِ بينَ يَدَي حاجاتنا. ياوجيهةً عند   الله إشفعي لنا عند الله فإن لك عند الله مقاماً محموداً وجاهاً عظيماً.
ياصاحبةَ الكراماتِ والآياتِ الباهرات لقد إجتمعنا على حبكِ وحبِّ أبيكِ الليلة هنا ولانريد أن ننقلبَ إلى أهلنا إلاّ بقضاءِ حاجاتنا وشفاءِ مرضانا وسلامةِ مُسافرينا والفرج للمؤمنينَ في مشارقِ الأرضِ ومغارِبِها.
أشكرُ لكم في الخِتام أيها السادةُ الأفاضل الإستماعَ وحُسنَ المُتابعةِ سائلاً المولى العليُّ القدير ان يَمُنَ علينا جميعا بزيارة السيدة زينب عليها السلام وأن لايحرمنا شفاعتها يوم الورود.
كما أشكر العاملين والقائمين بامر هذا المجمع الكريم من إتاحتهم لي فرصة التحدث والمشاركة داعياً الله تعالى أن يمنَّ علينا جميعا بحُسنِ إجابتِهِ. إنهُ أرحمُ الراحمين.
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
والصلاةُ والسلام على رسولهِ الأمين ، محمد بنِ عبد الله وعلى ىلهِ الطيبين الطاهرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صادق الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/11



كتابة تعليق لموضوع : الولادة الميمونة للسيدة الطاهرة زيبنب الكبرى عليها السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net