صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

السيستاني يرسم خارطة الطريق ؟!
محمد حسن الساعدي
الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان مي مون الى النجف الأشرف ، وزيارته المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني أعطت شهادة تقدير كبيرة للجهود التي قام بها في الحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعبا ً، كما انها تمثل دعماً كبيراً لهذه الجهود التي أوقفت المد الإرهابي التكفيربعثي من خلال فتواه الشهيرة " الجهاد الكفائي " الذي صورت بعض الجهات المأجورة والفضائيات الممولة بدماء الأبرياء انها ضد السنة ، ولكن الواقع اثبت ان ابناء المرجعية الدينية   هم حماة العراق بكل أطيافه وانتماءاته ، وان من يريد تمزيق هذه اللحمة هم اصحاب الاجندات الخبيثة التي تريد الشر بالعراق . 
دخول السيد السيستاني على خط التغيير اثار الكثير من التساؤلات ،والهدف وراء هذا الدخول، رغم وقوفه المحايد من الجميع وعدم دعمه لأي جهة كانت . 
الا ان القارى المنصف يجد ان هذا الدخول جاء لاستشعاره بالخطر الذي يهدد وحد العراق ، ويعلم علم اليقين الجهات التي تقف وراء هذا المخطط الكبير والخطير في تدمير المشروع الوطني ، وإرجاع العراق الى المربع الاول   .
الفتوى الأخيرة التي أطلقها سماحة السيد السيستاني في وجوب الجهاد الكفائي ضد الإرهاب الأسود كانت صافرة الإنذار في التغيير ، وكانت الصخرة التي تكسرت عليها أحلام بعض سياسي الصدفة في تخريب البلاد وإشعال نار الحرب الطائفية التي أوجدت شرخاً في البناء الإنساني للشعب العراقي .
بيان المرجعية الدينية الأخير كان واضحاً ، إما أن تتغيروا أو تُغيروا ، فكان هو الآخر جرس الإنذار في اعلان مرحلة التغيير ، وإطلاق رسالة ان التغيير يمكن أن يأتي من المرجعية الدينية في اي وقت ، ولكنها تريد للسياسيين ان يكونوا على قدر عالي من المسؤولية الوطنية تجاه شعبهم ، الذي وضع ثقته بهم بان يحملوا همومه ويسعوا الى حل مشاكله التي بدأت تكبر شيئا فشيئا ولا من حلول . 
بالرغم من محاولات بعض الساسة ابعاد المرجعية الدينية عن الساحة السياسية وتفردها بصنع القرار فيه ، وبناء ديكتاتورية لحزب الدعوة من جديد ، الا ان كل هذه المحاولات فشلت كل المؤامرات في ابعاد المرجعية عن محبيها وأنصارها ، وتكسرت على صبر وقوة هذه المرجعية التي عمرها 1000 عام من التضحيات والسند الألهي . 
لهذا اليوم على جميع السياسيين أن يعوا جيدا حجم وهيبة المرجعية الدينية ومكانتها بين جمهورها والشعب العراقي عموماً ، وان يأخذوا هذه التحذيرات على محمل الجد ، لان الوضع خطير وينذر بكارثة أمنية ما لم يتم استدراكه ، والحيلولة دون انهيار العملية السياسية .
كما يجب على التحالف الشيعي أن يكون على قدر المسؤولية من جديد ، وان يعيد بناء اسس الديمقراطية  وفق رؤية وطنية بعيداً عن المصالح الحزبية ، ووضع نظام سياسي يهدف إلى بناء العراق الجديد ، وكسر قاعدة الصنم التي لم يجني من وراها الشعب العراقي سوى الخراب والذل .
 المرجعية الدينية هي الصمام الحقيقي لوحدة الشعب العراقي ،  وهي المصد الحقيقي في منع تحقيق أهداف وأجندات البعض في تمزيق وحدة العراق وشعبه ، ويثبت للجميع أن أمام الشيعة ليس للشيعة ،بل هو للمسلمين جميعاً خصوصاً العراقيين منهم ،وان السيستاني ليس للشيعة فقط فهو ابو العراقيين وخادمهم. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/28



كتابة تعليق لموضوع : السيستاني يرسم خارطة الطريق ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net