صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

دولة "الكواليس"
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا يختلف اثنان, على أن المشهد العراقي حاليا, مشهد معقد, تكتنفه المشاكل من كل مكان, أمن مستباح, وعملية سياسية عرجاء, وشركاء متخاصمون, وحاكم متشبث.
كل ما يحدث في العملية السياسية, هو طبخات سياسية, تحدث خلف الكواليس, تقرر هذه الطبخات, اللحظات الاخيرة الحاسمة, سواء بالمزايدات أم التهديدات أوالتصعيدات.
ابتدأت اول طبخة, قبيل جلسة انتخاب رئيس البرلمان, حيث عقد اجتماع جانبي داخل اروقة مجلس النواب, بين سليم الجبوري من جهة, والمالكي والجعفري والاديب والعلاق من جهة اخرى, ليخرج الجميع لحضور الجلسة, ويتم التصويت على رئيس البرلمان, لمصلحة سليم الجبوري.
تستمر الطبخات, ليتم حسم امر رئاسة الجمهورية, بانتخاب فؤاد معصوم عن التحالف الكردستاني, رئيسا جديدا للبلاد خلفا للرئيس السابق جلال طالباني.
وبعد اكتمال ضلعي قيادة الدولة, واعني رئاسة البرلمان والجمهورية, بقي امام الكتل السياسية اكمال الضلع الثالث, الا وهو رئاسة الوزراء.
رئاسة الوزراء للثمان سنوات السابقة, كانت برئاسة نوري المالكي, ومع سليبات وانتكاسات هذه الثمان سنوات, فان المالكي لازال مصرا على تسنم الولاية الثالثة, ومع رفض كل الكتل السياسية والمرجعية –التي صرحت بعدم التشبث بالمناصب- للولاية الثالثة, الا ان المالكي وائتلافه, لازالا مُصِرِّيْن عليها.
يحاول المالكي بكل الطرق, الوصول للولاية الثالثة, وهو بذلك يستخدم اسلوب "الجزرة والعصا" لبلوغ الهدف, فنراه يُصَعِّد هنا, ويداهن هناك, كما فعل مع كردستان التي هددها, ليعود ويعتذر ويزورها.
قبل بضعة, ايام زار المالكي رئيس البرلمان سليم الجبوري, في مكتبه في البرلمان, ودار في هذه الجلسة, خلف الكواليس امور عديدة, خرج منها البعض للعلن, وما خفي كان اعظم, فالرئيسان صرحا, بانهما قررا تشكيل لجان من البرلمان ومن مجلس الوزراء, لتسهيل اقرار وتشريع القوانين المهمة, وهنا حدث استغفال واضح لرئيس البرلمان, فكيف تُشَكَّل لجنة من حكومة تصريف اعمال, لغرض اقرار القوانين, ألا يعلم سيادة رئيس البرلمان, ان حكومة تصريف الاعمال هي لإدارة شؤون البلاد مؤقتا, وليس لها صلاحية اعداد مشاريع القوانين او تصديقها.
ثم ما المغزى هذه الزيارة, التي جاءت صبيحة اختطاف رئيس مجلس محافظة بغداد علي العضاض, والمنتمي لنفس الكتلة التي ينتمي إليها رئيس البرلمان, أ ليست هي رسالة واضحة, بأننا قادرين على ان نفعل بك كما فعلنا بالعضاض, انها رسالة مبطنة, مفادها ان المالكي يملك اوراق ضغط, يضعها امام سليم الجبوري لكي يرضخ للقبول بالولاية الثالثة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/01



كتابة تعليق لموضوع : دولة "الكواليس"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net