صفحة الكاتب : حيدر حسين الاسدي

المقبل ... بين بناء الوطن أو تقسيمه
حيدر حسين الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مخاض العملية السياسية وتشكيل الحكومة وصل الى مراحله الأخيرة، المهلة الدستورية لم يبقى منها سوى أيام معدودة، وأصبح لزاماً على رئيس الجمهورية تكليف مرشح الكتلة الأكبر، لإعلان حكومته المنتظرة، فانتخاب رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية وفق المدة الدستورية، جعل العراقيون يرتقبون حسم الجدل والانتهاء من تسمية مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة العراقية.
تشكيل الحكومة خلال الفترة المقبلة، لن تكن مهمتها ومسؤوليتها سهلة ويسيرة ولن تمتلك العصا السحرية لحل الأزمات الأمنية والخدمية والسياسية والاقتصادية في فترة السنوات الأربعة من عمرها.
لكن العلامة الفارقة في الحكومة المقبلة، هي انها حكومة ستؤسس لمستقبل العراق، لـ 25 سنة مقبلة، ولعل من سيرأس هذه الحكومة وماهية منهجه وفكرة وسياسته، هي من سيحدد أمكانية كون المستقبل سيكون مزدهراً متطوراً او مجهولاً يأتي بالويلات والتقسيم على العراق.
ما نشهده من مفاوضات وحوارات وصراع سياسي، يبين مدى أهمية المقبل، والدور الداخلي والخارجي الذي ستلعبه كابينته الوزارية، وكيف يفسر الاهتمام العالي من قبل المرجعية الدينية، وهي تضع الخطوط العامة لشكل قائد الكابينة، والإستراتيجية الواجب اتباعها في حركته .
لذا فتكرار الوضع والبقاء على الحال الراهن، مع ما حمله من أزمات وسوء أدارة وتخبط في ملفات عديدة، يجعلنا نقدم العراق الى هاوية ليس لها قرار، يصارع امواج الاطماع والنهب والانفلات.
القادم لمنصب رئاسة الوزراء وكما حددت شروطه وأولوياته المرجعية الدينية، يحتاج الى مقبولية وطنية، وهذا لا يعني ان يكون القادم متنازلا عن الحقوق الوطنية ليقبل به الشريك الوطني، لكن ضرورة الاقتناع بانه قادر على الوصول للحلول السياسية التوافقية بين مكونات الشعب، يجعله محل ثقة واجماع وطني، بالإضافة الى إمكانية تحركه ومقبوليته وألتزامه بالوعود والاتفاقات، شرط يؤهله للنجاح وتطبيق إستراتيجيته الناجعة في انتشال العراق.
لذا فالساعات القليلة المقبلة ستحدد وترسم صورة 25 سنة، يستطيع بها الشركاء الوطنيون ان يعيدوا وضع العراق على سكة الاصلاح، أو يضيعوا طريق عودته، وسنبقى نرتقب تلك الساعات ونتائج قراراتها، لنحكم حين ذاك على شكل العراق المقبل ومستقبله ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/05



كتابة تعليق لموضوع : المقبل ... بين بناء الوطن أو تقسيمه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net