صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

قصة أحتراق كرسي!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعرف العراقيون والعالم أجمع, مصير القائد العام للقوات المسلحة السابق, الذي سكن الجحور بعد القصور, فرغم بطشه وقهره للشعب العراقي, ألا أن قوته لم يستخدمها لمواجهة القوات المحتلة, بل كان يستعرض عضلاته على أبناء جلدته وشعبه, وحين إحتدمت المعارك مع قوات ألاحتلال بقيت البصرة تقاوم, لأكثر من 21 يوماً  بينما القائد العام, وجدوه في حفرة!
محاولات عديدة من قبل رؤساء الدول, سبقت التدخل  الأمريكي , من أجل أقناع رئيس النظام السابق أن يتخلى عن السلطة بشكل سلمي, ألا أنه رفض التنحي وأصر على  البقاء, وأدخل العراق بعد رحيله بالقوة, في عهدة قوات أجنبية, وأدخل البلاد في طوفان من دم, وبعد ذلك كان مكانه جحر تحت ألارض.
كأن الكرسي, ومن يجلس عليه ملعون بلعنة أهل السماء والأرض, بل حتى لعنات الأساطير التي قرأناها في الحكايات صغاراً, حلًت على الكرسي, الذي يوصل من يجلس عليه لحتفه, فيهلكه هو وحاشيته, وحتى أفراد أسرته.
قطع الشطرنج التي تهاوت واحدة, تلو الأخرى في المنطقة العربية, كانت خير دليل على مصير المتمسكين بالكراسي, عرش تلو آخر, وحاكم تلو أخر, كان من المفترض أن يكون مصير من سبق, عبرة  لمن يصر على البقاء.
العراق اليوم,  وبعد أن تخلص من نير حاكم جثم على رقاب الشعب لمدة أكثر من 35 عاماً,  يحاول أن يبتعد قدر الإمكان عن تلك التجربة المريرة, ويسعى للتغيير, حتى يتسابق الرؤساء والقادة والوزراء, حين يدركون أن مصيرهم ترك المناصب لمن يخلفهم, لخدمة الشعب, وترك ذكرى طيبة في نفوس الناس, فيعمل المسؤول طوال أربع أو ثمان سنوات, أذا ما تم  إنتخابه مرة أخرى, لولاية ثانية, قدر ألامكان لخدمة شعبه, حتى يترك بصمة طيبة, أو منجزٍ مميز يحسب له حين يسجل التاريخ ماله وما عليه.
الولايات المتحدة, لن تجدد للرئيس أكثر من ولايتين, فالكل يرحل, حتى تتاح الفرصة للدماء الشابة الجديدة, أن تأخذ دورها في صناعة التغيير, ويدلي كل بدلوه, فيخدم بلده ويرحل, أما مصحوباً باللعنات, أو مصحوباً بالمجد والعز.
أما العراق, فعلى ما يبدو وضع الساسة فيه مختلفٌ كثيراً, عن التجربة ألامريكية, فمن يجلس على كرسي ألامنيات, لن يتركه  حتى يرحل عنه مجبراً, وكأنه الخاتم الملعون في أسطورة سيد الخواتم, من يمسك بالخاتم, لن يستطيع أن يتركه ألا بعد أن يلقى حتفه, فكذلك الكرسي, من يجلس عليه لن يغادره بإراداته, بل يخرج مرغماً, من قصره الى جحره! فنهاية الكرسي حفرة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/12



كتابة تعليق لموضوع : قصة أحتراق كرسي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net