صفحة الكاتب : علي الغراوي

"حبشكلات" الحقيبة الوزارية
علي الغراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  أحد عشر سنة، ونحن في سبات عميق؛ لانصحوا من  تكرار سيناريو الحكومات المتناحرة، كل حكومة تضع  الحيف على ما قبلها، وكأن السلطة: قطعة جبن، تتقاتل عليها الفئران من كل حدبٍ وصوب، والنتيجة؛ ستُقتل جميعها، وتُتلف الجبنة!

ترائت في مخيلتنا، حياة أجدادنا آل سومر، وأشور، وبابل؛ كيف  بنوا حضاراتهم، وشرعوا  قوانينهم، وشيدوا القصور، والمباني، دون أن تستوطن أنفسهم هذه القوقعة البشرية الشائعة اليوم في نفوس(القادة) الجدد؛ أي( أحفادهم عشتو!) كيف أسسوا لحياتهم الأنظمة دون تكالب، وتنازع، ونفور، عكس ما يحصل في عمليتنا الجراحية( السياسية) فالكل يرى في نفسه الأحقية، والجدارة في نيل هذا المنصب أو ذاك؛ بل يصل الأمر إلى أن يغرس أظافره في قلب السلطة حتى يقنع، ولن يقنع.

لم نسمع يوماً، أن سياسياً حصل على منصبٍ إقتصادي، وإقتصادياً حصل على منصبٍ تنكلوجي، و(عربنجي) حصل على منصبٍ حقوقي، ولا بائع فواكه وخضروات؛ قد حصل على منصبٍ قيادي، وأُعتبر ركن من أركان الدولة! سمعنا بكل هذا  مؤخرا؛ً عقب سقوط نظام العائلة البعثية الواحدة؛ هذه التحولات في المناصب؛  من (معجزات) نظامنا السياسي الفذ..!

مسكينٌ أنت يا رحيمة! فلم تكن القيادة، والريادة تُداعب مُخيلك أبداً، ولم تتأثر بحراك الأفندية السياسي، فلا تحلم سوى ما  تجنيه شباكك من مياه الأهوار السومرية ذات الخير الوافر؛ وألى أي منعرج يقودك" المشحوف" بين أجمات القصب، والبردي، وإلى أي نهايةِ يقودك عشقك لأرضك، التي عشقتها، وفاقت قصة العشق بين غيدة، وحمد! ربما قد كنت محظوظاً أيها المسكين؛ فلم تجلس و أمامك منضدة فارهة، وخلفك علم الحزب أولاً، وعلم العراق ثانياً! ولم ترتدي بدلة أنيقة، ورباط كما كنت تسميه" الباينباغ" بلسانك الفطري، وتُصبح لديك حنكة سياسية مزيفة، وترتجل الكذب على المنابر السياسية!

لكنك لن تفعل! لأنك تشبثت بأصالة آل سومر ، ولم تتشبث بمنصبٍ سلطوي..! 

التشبث بالمناصب ، دون النظرِ  لإستحقاقٍ مهني ينبغي أن  يشغلها، قد يؤدي إلى كارثة، وإنهيار في مؤسسات  الدولة، كما فعل( رنكَوا) طيلة الثمان سنوات؛ فلَم تسلم الحكومة حتى هذه  اللحظة، من ما سببه التشبث، والمغازلة بالسلطة، من قبل وعاظه، فأعينهم تتجه صوب" حبشكلات" الحقيبة الوزارية، ليتكالبوا بأيديهم، وأرجلهم  نحوها، والنتيجة، تتجدد الإنتكاسات، وتُخلق الأزمات، واحدة تلو الأخرى، ويستطيل الخراب، ويدفع الثمن(ولد الملحة) جراء السياسة الفوضوية. 

" حبشكلات" الكابينة الوزارية الجديدة، بيد" العبادي" والقادة؛ ممن يشعرون بأنهم أحفاد سومر حقاً، عليهم أن يكونوا فريقً قوياً منسجماً، لينقذوا" مكَاريد" الوطن، تحت قيادة مهنية، بعيدة عن  التحاصص، والتحزب، والمغازلة على حساب الآخر. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/20



كتابة تعليق لموضوع : "حبشكلات" الحقيبة الوزارية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net