صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

حرب المياه والاكراد وعلاقة ذلك بإسرائيل، تاريخ لا يعرفه أحد. الجزء الأول
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المياه عصب الحياة لم تقم حضارة إلا على ضفاف الأنهار وفتحات العيون و منابع الآبار، وبقيت هذه الحضارات على ضفاف الأنهار آلاف السنين إلى أن تم اختراع وسائل سحب المياه فتوسعت وامتدت إلى اعماق الأرض ، تمدد هذه الحضارات وانكماشها يتوقف على كمية الماء الواصل إلى أطرافها، فالجفاف والتصحر من ألد أعداء الحضارات.
 
ظل الماء العذب من أهم الموارد الطبيعية على الإطلاق، ذلك أنه عصب الحياة والعمود الفقري لها فبدونه لا يمكن لكائن حي أن يعيش، ولا يمكن لأغلب الآلات أن تعمل وبشحته تتدنى كل الفعاليات الاقتصادية والأنشطة البشرية الأخرى فالماء ضروري في المعيشة اليومية من مأكل ومشرب ونظافة ناهيك عن الأمور الأخرى مثل الزراعة والصناعة وتسيير عجلة الحياة، لذلك فإن الماء هو أغلى مركب يتعامل معه الإنسان على الاطلاق.
 
ومن هنا ركزت الكتب المقدسة على ذلك فقالت في سفر التكوين 1: 20 (( وقال الله : لتفض المياه زحافات ذاتَ نفسٍ حيّةٍ)). وهو نفس القول الوارد في القرآن المقدس في سورة الانبياء 30 : ((وجعلنا من الماء كل شيء حي )).
 
ولعل اقذر الحروب واشدها همجية هي تلك التي يُستخدم فيها سلاح الماء لتركيع الشعوب. فلا يُبالي من يستخدم هذا السلاح حتى لو أدى ذلك إلى القضاء على الزرع والحيوان والإنسان معا، وهذه الحرب هي من المفاسد الكبرى التي قيل عنها أنها التي تهلك الحرث والنسل. 
 
ولعل اول من استخدم المياه في الحرب في زمن الاسلام هم المحاصرون لعثمان حيث منعوا الماء عنه ، ثم عندما سيطر معاوية على الماء في صفين منع جيش علي من الشرب حتى اوشكوا على الهلاك ، ثم استخدمه الامويون في حربهم في كربلاء ضد حفيد النبي وابن ابنته فاهلكوهم عطشا، وهكذا توالت حرب المياه في الإسلام وكلها يقوم بها طرف طرف زائغ عن السراط السوي .
 
فمعاوية عندما استولى على الفرات حاول قتل جيش علي بن ابي طالب عطشا ، ولكن علي لم يفعل ذلك بل سمح لجيش الشام ان يستقي بعد أن استعاد سيطرته على المشرعة .
 
وان سبب عطش الحسين في كربلاء كان بسبب ان الحسين سقى جيش عبيد الله بن زياد الذي كان يقوده الحر بن يزيد الرياحي بعد أن اوشكوا على الهلاك عطشا فجاد الحسين بالماء حتى فرغت القرب من الماء على أمل أن يملأها عند وصوله للفرات، ولما وصل الحسين إلى كربلاء حالوا بينه وبين التزود بالماء .
 
من هاتين الواقعتين يتم التمييز بين ثقافة المدرستين إلى ان تشتعل حرب المياه من جديد.
 
تخبرنا المراجع التاريخية أن هناك حروبا حدثت بسبب الماء ، تلاشت فيها أمم وحلت أمم أخرى مكانها، والشرق الأوسط مرشح ان ينفجر في حروب طاحنه بسبب المياه و يمتد من أفغانستان وسوريا وتركيا والعراق وفلسطين وعبر مصر وشمال أفريقيا حتى سواحل المغرب على المحيط الأطلسي. (1) ولعل اهمها هو ما سوف يقع بين تركيا وسوريا والعراق.
 
فالمياه إذن وسيلة ضغط قوية جدا وكما تخبرنا المراجع الدينية فإن الرب استخدم هذا السلاح لإعادة الطغاة إلى رشدهم كما نرى ذلك في قصة فرعون لإجباره على تخلية سبيل المغلوبين على امرهم من الناس ممن كان يستخدمهم في اعمال السخرة والبناء، 
فبعد ان ضرب الله فرعون بسبع ضربات متتالية لم تنفع في اخضاعه عمد الرب إلى استخدام سلاح المياه كما نرى ذلك واضحا في سفر الخروج 7: 15 ففي البداية هدد الرب فرعون على لسان موسى إذ امره ان : ((اذهب إلى فرعون في الصباح . إنهُ يخرج إلى الماء، وقف للقائه على حافة النهر. والعصا في يدك.وتقول له: الرب أرسلني إليك : اطلق شعبي ليعبدوني حتى الآن لم تسمع ، ها أنا أضرب بالعصا على الماء فيتحول دما. ويموت السمك وينتن النهر. فيعاف المصريون أن يشربوا ماء من النهر. مد يدك على مياه المصريين على انهارهم وعلى سواقيهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دما. ففعل هكذا موسى . رفع العصا وضرب الماء امام عيني فرعون وامام عيون عبيده فتحول كل الماء دما)). وهذا ما ذهب إليه القرآن أيضا كما في سورة الأعراف آية 133: ((فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم)).
 
وهكذا وتحت ضغط العطش استجاب فرعون لموسى واطلق بني إسرائيل. 
 
ويخبرنا الكتاب المقدس أيضا أن اليهود أول من استخدم هذه الطريقة لإركاع الشعوب واذلالها. فكما نقرأ في سفر يهوديت 7: 11 في نصيحة الحكماء لملكهم بعد ان عجز عن اقتحام المدينة فقالوه له : (( فالآن حتى تظفر بهم بلا قتال، أقم ارصادا على الينابيع لئلا يستقوا منها ماء فتقتلهم بغير سيف .. وهم معدودون في الموتى من عوز الماء، حتى عزموا أن يذبحوا بهائمهم ليشربوا دماءها)). 
 
الاكراد وحبس مياه الروافد التي تصب في دجلة ، واقترابهم من الفرات هل هو تحقيق للنبوءات. 
 
حذرت (منظمة المياه الأوروبية) من إمكانية جفاف نهر دجلة بالكامل بسبب مشاريع تركيا وسوريا والاكراد التي لها دوافع سياسية واقتصادية في آن واحد.
 
وأول ما يبدأ ذلك في نهر دجلة الذي يبلغ طوله 1955 كلم منها 500 كلم داخل تركيا والباقي في العراق، وتصل طاقته الصبيبية إلى 49 مليار متر مكعب سنويا بفضل الروافد الكثيرة التي تزوده بالماء، تأتي من جبال طوروس التركية وروافد جبال زاغروس الواقعة داخل حدود إيران و 30 في المائة من روافد داخل العراق وكلها تمر عبر كردستان.
من هذه المقدمة الموجزة عرفنا أهمية المياه وخطورتها في اركاع الناس ولعل اخطرها هو ما سيقع في المثلث السوري العراقي التركي بالتعاون مع الاكراد حيث مسرح المعركة . 
وسيكون دور الاكراد مهما للغاية إذا عرفنا انهم اصبحوا يمتلكون السدود ومنابع نهر دجلة واقتربوا من الفرات وسيطروا على سدوده في الموصل بأمر من إسرائيل ودعم من تركيا. 
وأن هذه الحرب سوف تجر العالم كله إلى هذه المنطقة لتكون المذبحة الكبرى بسبب حاجة إسرائيل للمياه وقيام تركيا بوضع السدود بغية رفع منسوب المياه لتصل إلى إسرائيل بسهولة وقيام سوريا ببناء السدود أيضا ، والأكراد سوف يكونوا الاداة الاسرائيلة في هذه الحرب حيث يسهلون لهم الآن قيام دولتهم والسيطرة على اهم منابع نهر دجلة ثم السيطرة على نهر الفرات من اعالي الموصل وسدوده وقد بدأت عملية تسليحهم هذه الأيام. 
 
وهذا ما ذكرته كتب الملاحم المتنوعة وجاءت على ذكره الكتب المقدسة ايضا ففي حديث عن أهمية نهر الفرات ذكر البخاري في صحيحه باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، قال : ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو)) .(2)
 
انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وهو بعنوان : دور الاكراد في معركة المياه وعلاقتهم بإسرائيل. 
 
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــ
 
1- شعار توراتي يُبرر لليهود سرقة المياه كما نرى ذلك في سفر الأمثال 9: حيث يقول : ((المياهُ المسروقة حلوة)) اعتبرت إسرائيل أن المياه العربية التي استولت عليها بعد حرب عام 1967 غنائم حرب حيث احتلت إسرائيل منابع نهر الأردن واليرموك، وبانياس وبحيرة طبرية. أن مجموع ما تستولي عليه إسرائيل سنويا من المياه العربية بعد عام 1967 ما يقدر بـ 1200 مليون متر مكعب. وتتطلع إسرائيل إلى سلب المزيد من المياه منها: نهر النيل في مصر، والليطاني في لبنان والفرات حيث تنشا السدود في تركيا لرفع منسوبها حتى ينساب إلى إسرائيل. وقد قال ديفيد بن غوريون في كتابه (ارض اسرائيل) ان تشمل منابع نهر الاردن والليطاني وثلوج جبل الشيخ واليرموك لتكون ضمن ارض اسرائيل. وفي عام 1955 أكد: (ان اليهود يخوضون مع العرب معركة المياه) وعلى نتائج هذه المعركة يتوقف مستقبل اسرائيل.
 
2- البخاري في كتاب الفتن ( 8ج /ص 100 ) باب خروج النار ، و مسلم في صحيحه كتاب الفتن ( برقم 2894). وقد اورد الحديث مجموعة كبيرة من كتب الطرفين حتى بلغ حد التواتر وقالوا عنه صحيح.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/20



كتابة تعليق لموضوع : حرب المياه والاكراد وعلاقة ذلك بإسرائيل، تاريخ لا يعرفه أحد. الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 8)


• (1) - كتب : سليمان علي صميدة ، في 2014/08/26 .

شكرا للفاضلة ايزابيل بنيامين ماما آشوري اتبعت النصائح و نشر المقال على الصفحة الرئيسية تحياتي

• (2) - كتب : ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2014/08/26 .

اخي الطيب سليمان علي صميدة حياك الرب
بالنسبة لنشر الموضوع . أولا اكتب عنوان للموضوع . اكتب اسمك تحت الموضوع ، ثم ارسله في رسالة عبر بريدك الالكتروني على هذا الايميل سوف يصل للادارة ثم ينشروه في اليوم التالي
info@kitabat.info
شكرا اخي الطيب .

• (3) - كتب : سليمان علي صميدة ، في 2014/08/25 .

شكر ا للاخت الفاضلة ايزابيل
لا اعرف بالضبط كيفية نشر الموضوع في الصفحة الرئيسية و اترك الامر اليك و الى الاخوة المشرفين على الموقع و ان الارواح اذا تآلفت اتفقت و الافكار اذا اصابت الحقيقة تآزرت و لكم جزيل الشكر و السلام

• (4) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2014/08/24 .

أخي الطيب سليمان حياك الرب . لو تنشر هذا الموضوع على الصفحة الرئيسة لكان افضل لان فيه معلومات جميلة لعل البعض يستفيد منها .
تحياتي وشكرا لهذه المشاركات الفاعلة .
إيز

• (5) - كتب : سليمان علي صميدة ، في 2014/08/22 .

الفاضلة ايابيل التحيات
كدليل على ضياع حكامنا و تيههم و ضلال علمائهم ابعث اليك ما كتبته في كتاب المنجم و الامام الموجود في الانترتيت و معذرة على الاطالة و الكلام التالي حول ديوان نوستراداموس :

luneالقمر و دلالاته :
ذكر القمر و مشتقاته أكثر من 50 مرة في آثار الشاعر و له مدلولان اثنان :
الأول : الجرم الفضائي المعروف من حيث قراناته و أوضاعه المختلفة .
الثاني : باعتباره شعارا للبلدان الإسلامية تبدأ من المغرب غربا إلى أندونوسيا شرقا . و هذه البلدان يرمز إليها بالقمر أو الهلال و كانت أعلامها و لا يزال بعضها تحتوي على الهلال . و المدلول الثاني هو مقصود الشاعر و ينظر إليه نظرة خاصة.
خلال رباعيتين اثنتين ( 25/1- 48/1 ) ربط الشاعر بين نهاية سلطة القمر و بين ظهور الإمام المهدي ع . بل إن إقامة الدولة المهدوية مرهون بزوال سلطة القمر . وقد اقترن القمر بمصطلح آخر هو القرن الطويل جدا الذي يدل على حقبة زمنية امتدت قرونا طويلة .
و هذه القرون ينظر إليها الشاعر كسلطة تحكمت في مصائر الناس و سببت الكثير من المظالم و الحروب . و قانون الغلبة الذي امتلكته لا يملك أي أساس ديني و إنما هو قانون القوة أو المجالدة بالسيف كما يسميه الإمام علي ع . و لما زال ذلك القانون خسرت تلك السلطة مركزها و فقدت السيطرة على بلدانها بالذات أثناء الاستعمار. و رغم كونهم مسلمين فإن الله سبحانه و تعالى لم ينصرهم بل سلط عليهم المغول و الروس و الهنود و الأوروبيين على اختلافهم و الأفارقة و الأمريكان و الإسرائيليين . و لم يبق شعب إلا و سلطه الله على المسلمين أصحاب القمر و الهلال . و هذا العقاب دليل واضح على أن هناك خللا ما في الأمر . لقد عاقب الله سبحانه و تعالى الإسرائليين لأنهم حرفوا الأديان و قتلوا الأنبياء و الأوصياء و اتبعهم المسلمون فكان العقاب و لا يزال . و الرسول ص حديثه كفلق الصبح : ( إن لم تضل أمتي لم يقم لهم عدو ). والمعادلة أركانها واضحة كما يلي :

المسلمون العدو النتيجة
1 -عدم الضلال = الهداية 2- عدم قيام العدو = الخسارة 3- انتصار المسلمين
1 -الضلال 2- قيام كل عدو = الانتصار 3- هزيمة المسلمين

تحقق ركنان من المعادلة لا اختلاف حولهما:

1 2 3
؟ قيام كل عدو و انتصاره . هزيمة المسلمين .

و إذا كانت عقولنا سليمة من الخبل فإن الركن الأول يكون أيضا ثابتا و متحققا في التاريخ و الواقع و المنطق .
لقد استأسد علينا كل عدو و تكالبت علينا الأمم نهبا و أكلا و قتلا . أليس ذلك هزيمة للمسلمين؟ أليس ذلك انتصارا للعدو ؟ بذلك يشهد التاريخ ويشهد الحديث الشريف فمن منا يعترف بالسبب ؟ لا شك أن النفوس استيقنت و الألسنة جحدت . و الإمام الصادق ع يقول : « إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، فضّل عنه الجمهور، وإنّما سمّي القائم مهديّاً لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه ، وسمّي القائم لقيامه بالحق ».
إن الإسرائيليين قد حرفوا الدين الصحيح و أصبح لهم دين يرمز إليه بالنجمة السداسية الأضلاع و المسيحيين قد حرفوا دينهم و أصبح يرمز إليه بالصليب كذلك بعض المسلمين قد حرفوا دينهم و أصبح يرمز إليه بالهلال أو القمر. فشأن الأديان و مصيرهم ومآلهم واحد . و التوراة و الإنجيل فيهما ما هو صحيح و فيهما ما هو محرف و القرآن العظيم قد تكفل الله سبحانه و تعالى بحفظه و لكن التأويل حرفه تحريفا غريبا عجيبا لم ير التاريخ مثيلا له و انزلق من دائرة المعنى البسيط التلقائي الغض الطري إلى دائرة المعنى المعقد الملتوي الذي يصيب الرأس بالصداع . و خذ أية آية و انظر إلى اختلاف الآراء حولها و سترى العجب العجاب و كأنما هؤلاء العلماء الفطاحل الأفذاذ يتصرفون مع القرآن العظيم ككتاب بشري و يخضعونه قصرا لآرائهم (كأنّهم أئمّة الكتاب ، وليس الكتاب إمامهم)
(فاستدرجهم الله من حيث لا يعلمون - وإنّ كيده متين- بالأمل والرجاء حتّى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور ، والكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحاً، ضُلّالاً تائهين ، قد دانوا بغير دين الله تعالى ، وأدانوا لغير الله.).
(إن الدين عند الله الإسلام و ما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم و من يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب .) آل عمران 19
و إذا كان الدين عند الله هو الإسلام لا غير فإن إسلام موسى ع و وصيه ع لا يعرف النجمة السداسية و لا السباعية و إسلام عيسى ع و وصيه ع لا يعرف الصليب المستقيم و لا المعقوف و إسلام محمد ص و وصيه ع لا يعرف هلالا و لا بدرا و لا قمرا . و إنك إذا قرنت الدين الحنيف بشكل ما من الأشكال الملموسة فإنك قد انزلقت به نحو الوثن و لو بقدر إصبع فالإسرائيلي يضع النجمة في بيعته و ينظر إليها باحترام و تقديس و المسيحي يضع الصليب في كنيسته و ينظر إليه باحترام و تقديس و المسلم يضع الهلال فوق قباب المساجد وفي الأعلام و ينظر إليه باحترام و تقديس . و النجمة تغرب و تغيب و تختفي و الصليب يتكسر و يحترق و ينصهر و الهلال أو القمر يغرب و يغيب و يختفي و يخسف و الدين الحنيف لا يغرب و لا يختفي ولا يخسف و لا يحترق و لا ينصهر .
و لذلك فقط فقط يعود الدين غضا طريا كما نزل عندما يأتي الإمام المهدي ع . ودرجة التغير بلغت مستوى يجعل المسلمين يستغربون من هذا الدين الحق الذي يجدده الإمام ع.
لقد اختلفت الفرق و المذاهب و الطوائف في كل دين . ألم يقل الرسول ص تختلف أمتي إلى 73 فرقة و بني اسرائيل إلى 72 فرقة و لم يقل أبدا إن أتباع القمر أو النجمة هم الناجون .
لقد اختلف المسلمون في جزئيات الصلاة و الوضوء و الأذان فأيهم الأصح؟ و اختلفوا في تحديد العيدين و في الزكاة فأيهم الأصح ؟ و من المحتمل أن يكون عيد الاضحي في مكة غير صحيح فإن حج كل الناس سيكون باطلا فمن المسؤول عن ذلك ؟ و اختلفوا في ساعة إفطار المغرب في رمضان فأيهم الأصح ؟ و لاشك أن بعضا منهم سيكون مخطئا و سيكون صيامه باطلا فمن المسؤول عن ذلك ؟ أليس هذا هو التيه بعينه و ذاته ؟ أ لم يقل الرسول ص تتبعون اليهود القذة بالقذة و الشبر بالشبر ؟ و الاتباع هنا في كل شيء بلا استثاء حتى يصبح التابع هو المتبوع عينه و ذاته و في لباسه و شكله و أخلاقه. ألم تصف بعض وسائل الإعلام الجامعة العربية بالعبرية سخرية و استهزاء ؟
قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتّى يكون عليكم اُمراء فجرة ، ووزراة خونة ، وعُرفاء ظلمة، وقرّاء فسقة ، وعبّاد جهّال ، يفتح الله عليهم فتنة غبراء مظلمة ، فيتيهون فيها كما تاهت اليهود....»
إننا نعيش تيها كتيه بني اسرائيل ولا فرق بين مسلم أو يهودي أو مسيحي في هذا الشأن بل إن حساب المسلمين سيكون أشد لأن دينهم هو الأخير و الأصح و لكنهم تاهوا و انحرفوا.
لقد انحرفت الأكثرية إلا القليل. ولا ينجو من الفرقة الناجية منها إلا جزء واحد من 12 جزءا. و لو عدت إلى القرآن الكريم لوجدت عبارة ( أكثر الناس) أو ( أكثرهم ) قد ارتبطت ب :

أكثر الناس ...أكثرهم :
لا يعلمون = 26 مرة لا يؤمنون /ما..مؤمنين=14 مرة لا يشكرون = 6 مرات
فاسقون =4 مرات لا يعقلون = 4 مرات لا يسمعون = 2 مرتين
كفورا = 2 مرتين للحق كارهون = 2 مرتين يجهلون = 1 مرة واحدة
ما..من عهد = 1 مرة واحدة كاذبون = 1مرة واحدة الجملة = 63 مرة

لو أحصينا ما سبق عدا الصيغ الأخرى لوجدنا العدد قد بلغ 63 مرة و المقصود بالناس هنا هم في الأغلب المسلمون . و هذا العدد المرعب يدل على أن أكثر الناس (الجمهور) لا يؤمنون و لا يعلمون و لا يشكرون و لا يعقلون و لا يسمعون و أكثرهم فاسقون كارهون للحق كاذبون و جاهلون و لا عهد لهم بل أكثرهم كفورا ( صيغة مبالغة ). و الإمام الصادق ع يقول : «إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، فضّل عنه الجمهور، وإنّما سمّي القائم مهديّاً لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه .....» .
و هذا يفهم بطريقة أخرى أيضا أي أن أقل الناس هم المؤمنون و العالمون و الشاكرون و العاقلون و غير الفاسقين و غير الكارهين للحق و غير الكاذبين و غير الجاهلين و لهم عهد و ليسوا كفورا .
و سواء أ فهمنا المعنى بالطريقة الأولى أو الثانية فإن هذه الآيات صريحة و تنفي طولا و عرضا الحديث الشهير ( لا تتفق أمتي على ضلالة ) و الأصح أن يقال( لن تتفق هذه الأمة على الحق) و هو مصداق كل الآيات السابقة و إذا اختلف الحديث مع القرآن فاضربوا به عرض الحائط فالرسول ص بريء منه . و هذا التكرار في الآيات بقدرما يؤكد أمرا واقعا بقدرما يحذر و ينبه لكي نبحث عن الأقلية الناجية و الويل لمن لم يفعل ذلك .
و لذلك لا نستغرب من أن كل مسلم يقرأ القرآن الكريم نراه متيقنا أنه ليس من تلك الأكثرية و كل طائفة تعتبر نفسها هي الناجية. و لم نجد في التاريخ أكثرية كهذه فقد وقع الحكم عليها بالنفي المطلق - أي أن كل فرقة ليست بناجية في نظر الفرق الأخرى - أو بالتعميم المطلق أي أن كل فرقة هي ناجية في نظر أصحابها . و في كلتا الحالتين هناك تحد وتكذيب للقرآن الكريم . و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم . و تلك الأكثرية ( الجمهور ) هي التي عنتها فاطمة ع عند موتها فقالت ع :( لا تصلّي عليّ أُمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله صلى الله عليه وآله في أمير المؤمنين عليّ، وظلموني حقّي، وأخذوا إرثي، وحرقوا صحيفتي التي كتبها إليّ أبي بملك فدك، وكذبوا شهودي، وهم والله جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين واُمّ أيمن.) فدفنت سرا و حرمت تلك الأمة من بركات قبر القديسة البتول بنت آخر نبي على وجه الأرض . لقد غضبت فاطة ع على الأمة فكيف لا يغضب الله لغضبها؟ ألم تقتل تلك الأمة أبناءها واحدا بعد واحد ؟ أترجو أُمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب ؟
و في زمان لا كزماننا و في مكان لا كمكاننا يخاطب الرسول الأعظم ص آل البيت المظلومين فيصدع بالأدهى و الأمر :( ما نزل بكم إلاّ ما نزل بجدّكم قبلكم). فداك أبي وأمي يا رسول الله . ما حل بهم قد حل برسول الله ص مثله بل هو هو . لقد امتدت يد الإمامة العظيمة بإذن الله إلى قلب المستقبل لتهدينا هذه الجوهرة النادرة لينفتح لك التاريخ و تفهم ما ردمه أعداء الله و رسوله و لتدرك أن آل البيت هم القرابين المهداة و هم الشهداء الأبرار حقا و هم المضحون اختيارا بأرواحهم في سبيل الله و إن الأسرار التي انطوت عليها قلوبهم الطاهرة تعجز البشرية بأكملها عن أن تتحمل نزرا منها و إنا لله وإنا إليه راجعون .
عن الإمام الباقر ع قال : « لمّا اُنزلت (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) قال المسلمون : يا رسول الله، ألست إمام الناس كلّهم أجمعين ؟ قال : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمّة على الناس من أهل بيتي من الله يقومون في الناس ، فيكذّبونهم ، ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال وأشياعهم ، ألا فمن والاهم واتّبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني ألا ومَن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذّبهم فليس منّي ولا معي وأنا منه بريء».
وقال صلي الله عليه و آله و سلم: «إنّ الاُمّة ستغدر بعليٍّ». و قال ص لعلي ع: «إنّ الله تبارک وتعالى خلقني وخلقک من نوره ، واصطفاني واصطفاک ، فاختارني للنبوّة ، واختارک للإمامة ، فمن أنكر إمامتک فقد أنكر نبوّتي ».
ان المنكرين لإمامة علي ع و باقي الأئمة ع قد أنكروا نبوة الرسول ص و تبرأ منهم الرسول ص فهل سيكون شفيعهم يوم القيامة ؟
و انظر إلى الإمام الصادق ع كيف عبر أصدق تعبير عن كل تلك الآيات فقال:
(الخلق حيارى عمهون سكارى في طغيانهم يترددون، وبشياطينهم وطواغيتهم يقتدون، بصراء عمي لا يبصرون، نطقاء بكم لا يعقلون، سمعاء صم لا يسمعون، رضوا بالدون وحسبوا أنهم مهتدون، حادوا عن مدرجة الأكياس ورتعوا في مرعى الأرجاس الأنجاس...يا ويلهم ما أشقاهم، وأطول عناءهم وأشد بلاءهم ....) ( المجلس الثاني من توحيد المفضل ).
إن النتيجة هي الشقاء و العناء و البلاء و التيه. وعن النبي ص قال : «...ويأتي على اُمّتي زمان لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه ، ومن القرآن إلّا رسمه...». إن الإسلام لم يبق إلا اسمه أي كلمة تقال أو لعقة لسان فقط و القرآن لم يبق منه إلا رسمه أي أسطر مطابع في صفحات مزخرفات . أليست هذه هي غربة الإسلام ؟ أليست غربة الإسلام هي بالضبط التيه أو الضلال بعينه و ذاته و نفسه و رأسه و قدميه ؟
و قال أمير المؤمنين ع :( «سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يُكفَأ الإناء بما فيه ». و قال ع في خطبة ذي قار:«سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله وعلى رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً، ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه.... تمالت بهم الأهواء، وتوارثوا ذلک من الآباء، وعملوا بتحريف الكتاب كذباً وتكذيباً، فباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين..... وقد اجتمع القوم على الفرقة ، وافترقوا عن الجماعة ، قد ولّوا أمرهم وأمر دينهم من يعمل فيهم بالمكر والمنكر، والرشا والقتل ....ولم يولّوا أمرهم من يعلم الكتاب ويعمل بالكتاب ، ولكن وليهم من يعمل بعمل أهل النار، كأنّهم أئمّة الكتاب ، وليس الكتاب إمامهم ، لم يبق عندهم من الحقّ إلّا اسمه، ولم يعرفوا من الكتاب إلّا خطّه وزَبره، يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئنّ جالساً حتّى يخرج من الدين ، ينتقل من دين ملک ، إلى دين ملک ، ومن ولاية ملک إلى ولاية ملک ، ومن طاعة ملک إلى طاعة ملک ، ومن عهود ملک إلى عهود ملک ، فاستدرجهم الله من حيث لا يعلمون - وإنّ كيده متين- بالأمل والرجاء حتّى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور والكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحاً، ضُلّالاً تائهين ، قد دانوا بغير دين الله تعالى ، وأدانوا لغير الله.». و العقول السليمة لا تسمي كل ذلك إلا تيها يصيح بملء فيه و انحرافا لا شك فيه .
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): ان الله فتح هذا الدين بعلي، وإذا قتل فسد الدين ولا يصلحه إلا المهدي. )
هذا الحديث يضع الإصبع على مكمن الداء فالناس قد ألمت بهم الفتنة بعد غياب الرسول ص و قد فسد دينهم بمقتل على ع و ازداد فسادا بمقتل الحسن و الحسين و ازداد فسادا بمقتل الأئمة واحدا بعد واحد . قال أميرالمؤمنين ع في حديث جاء فيه : « فوالذي نفس علي بيده ، لا تزال هذه الاُمّة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة وعسف وجور واختلاف في الدين وتغيير وتبديل لِما أنزل الله في كتابه ، وإظهارٍ للبدع ، وإبطالِ السنن ، واختلاف وقياس مشتبهات وترک محكمات حتّى تنسلخ من الإسلام ، وتدخل في العمى والتلدّد والتكسّع..»
و أعلم الباقر ع أبا جفر المنصور قبل أن يؤسس الدولة العباسية محذرا منذرا:( لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما فإذا أصبتم ذلك الدم غضب الله عز و جل عليكم فذهب بملككم و سلطانكم و ذهب بريحكم...). و التحذير وجد حكاما صما بكما عميا فقتلوا أحفاد النبي ص واحدا واحدا فكان التتار و الأتراك و الصليبيون و الغربيون و الإسرائليون و جميع الأعداء يدقون أبوابنا إلى اليوم .
هذا هو رمز القمر أو الهلال الذي أشارت إليه كتب التراث بانقطاع (ملك ولد العباس) أو (هلاك بني العباس). عن الصادق ع قال :(.. فذلك الوقت زوال ملك بني العباس، وظهور قائمنا أهل البيت) الذي قال عنه الرسول ص (وهو رجل من عترتي يقاتل على سنتي، كما قاتلت على الوحي) و قال ص (يقفوا أثري لا يخطئ). عن أبي جعفر ع حول خطاب الإمام المهدي للناس عند الخروج المبارك : ( أذكركم الله أيها الناس .... وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى، ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع، فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته.) . و هذا يعني أن السنة المعروفة قد حرفت و أميتت على مدى القرون الطويلة و سيقاتل الإمام ع لإحيائها و هو لا يخطئ في ذلك أبدا فخطوه سديد و اتبعاه لسنة الرسول ص رشيد مكين بشهادة الصادق الأمين ص.
و بنو العباس هم الحكام العرب المشابهون للحكم العباسي و يبدو أن الشاعر استثقل قرونهم الطويلة و هو ينتظر الإمام المهدي ع ليصلح الفاسد من الدين .
تحياتي و معذرة عن الاطالة


• (6) - كتب : سليمان علي صميدة ، في 2014/08/22 .

الفاضلة ايابيل التحيات
كدليل على ضياع حكامنا و تيههم و ضلال علمائهم ابعث اليك ما كتبته في كتاب المنجم و الامام الموجود في الانترتيت و معذرة على الاطالة و الكلام التالي حول ديوان نوستراداموس :

luneالقمر و دلالاته :
ذكر القمر و مشتقاته أكثر من 50 مرة في آثار الشاعر و له مدلولان اثنان :
الأول : الجرم الفضائي المعروف من حيث قراناته و أوضاعه المختلفة .
الثاني : باعتباره شعارا للبلدان الإسلامية تبدأ من المغرب غربا إلى أندونوسيا شرقا . و هذه البلدان يرمز إليها بالقمر أو الهلال و كانت أعلامها و لا يزال بعضها تحتوي على الهلال . و المدلول الثاني هو مقصود الشاعر و ينظر إليه نظرة خاصة.
خلال رباعيتين اثنتين ( 25/1- 48/1 ) ربط الشاعر بين نهاية سلطة القمر و بين ظهور الإمام المهدي ع . بل إن إقامة الدولة المهدوية مرهون بزوال سلطة القمر . وقد اقترن القمر بمصطلح آخر هو القرن الطويل جدا الذي يدل على حقبة زمنية امتدت قرونا طويلة .
و هذه القرون ينظر إليها الشاعر كسلطة تحكمت في مصائر الناس و سببت الكثير من المظالم و الحروب . و قانون الغلبة الذي امتلكته لا يملك أي أساس ديني و إنما هو قانون القوة أو المجالدة بالسيف كما يسميه الإمام علي ع . و لما زال ذلك القانون خسرت تلك السلطة مركزها و فقدت السيطرة على بلدانها بالذات أثناء الاستعمار. و رغم كونهم مسلمين فإن الله سبحانه و تعالى لم ينصرهم بل سلط عليهم المغول و الروس و الهنود و الأوروبيين على اختلافهم و الأفارقة و الأمريكان و الإسرائيليين . و لم يبق شعب إلا و سلطه الله على المسلمين أصحاب القمر و الهلال . و هذا العقاب دليل واضح على أن هناك خللا ما في الأمر . لقد عاقب الله سبحانه و تعالى الإسرائليين لأنهم حرفوا الأديان و قتلوا الأنبياء و الأوصياء و اتبعهم المسلمون فكان العقاب و لا يزال . و الرسول ص حديثه كفلق الصبح : ( إن لم تضل أمتي لم يقم لهم عدو ). والمعادلة أركانها واضحة كما يلي :

المسلمون العدو النتيجة
1 -عدم الضلال = الهداية 2- عدم قيام العدو = الخسارة 3- انتصار المسلمين
1 -الضلال 2- قيام كل عدو = الانتصار 3- هزيمة المسلمين

تحقق ركنان من المعادلة لا اختلاف حولهما:

1 2 3
؟ قيام كل عدو و انتصاره . هزيمة المسلمين .

و إذا كانت عقولنا سليمة من الخبل فإن الركن الأول يكون أيضا ثابتا و متحققا في التاريخ و الواقع و المنطق .
لقد استأسد علينا كل عدو و تكالبت علينا الأمم نهبا و أكلا و قتلا . أليس ذلك هزيمة للمسلمين؟ أليس ذلك انتصارا للعدو ؟ بذلك يشهد التاريخ ويشهد الحديث الشريف فمن منا يعترف بالسبب ؟ لا شك أن النفوس استيقنت و الألسنة جحدت . و الإمام الصادق ع يقول : « إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، فضّل عنه الجمهور، وإنّما سمّي القائم مهديّاً لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه ، وسمّي القائم لقيامه بالحق ».
إن الإسرائيليين قد حرفوا الدين الصحيح و أصبح لهم دين يرمز إليه بالنجمة السداسية الأضلاع و المسيحيين قد حرفوا دينهم و أصبح يرمز إليه بالصليب كذلك بعض المسلمين قد حرفوا دينهم و أصبح يرمز إليه بالهلال أو القمر. فشأن الأديان و مصيرهم ومآلهم واحد . و التوراة و الإنجيل فيهما ما هو صحيح و فيهما ما هو محرف و القرآن العظيم قد تكفل الله سبحانه و تعالى بحفظه و لكن التأويل حرفه تحريفا غريبا عجيبا لم ير التاريخ مثيلا له و انزلق من دائرة المعنى البسيط التلقائي الغض الطري إلى دائرة المعنى المعقد الملتوي الذي يصيب الرأس بالصداع . و خذ أية آية و انظر إلى اختلاف الآراء حولها و سترى العجب العجاب و كأنما هؤلاء العلماء الفطاحل الأفذاذ يتصرفون مع القرآن العظيم ككتاب بشري و يخضعونه قصرا لآرائهم (كأنّهم أئمّة الكتاب ، وليس الكتاب إمامهم)
(فاستدرجهم الله من حيث لا يعلمون - وإنّ كيده متين- بالأمل والرجاء حتّى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور ، والكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحاً، ضُلّالاً تائهين ، قد دانوا بغير دين الله تعالى ، وأدانوا لغير الله.).
(إن الدين عند الله الإسلام و ما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم و من يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب .) آل عمران 19
و إذا كان الدين عند الله هو الإسلام لا غير فإن إسلام موسى ع و وصيه ع لا يعرف النجمة السداسية و لا السباعية و إسلام عيسى ع و وصيه ع لا يعرف الصليب المستقيم و لا المعقوف و إسلام محمد ص و وصيه ع لا يعرف هلالا و لا بدرا و لا قمرا . و إنك إذا قرنت الدين الحنيف بشكل ما من الأشكال الملموسة فإنك قد انزلقت به نحو الوثن و لو بقدر إصبع فالإسرائيلي يضع النجمة في بيعته و ينظر إليها باحترام و تقديس و المسيحي يضع الصليب في كنيسته و ينظر إليه باحترام و تقديس و المسلم يضع الهلال فوق قباب المساجد وفي الأعلام و ينظر إليه باحترام و تقديس . و النجمة تغرب و تغيب و تختفي و الصليب يتكسر و يحترق و ينصهر و الهلال أو القمر يغرب و يغيب و يختفي و يخسف و الدين الحنيف لا يغرب و لا يختفي ولا يخسف و لا يحترق و لا ينصهر .
و لذلك فقط فقط يعود الدين غضا طريا كما نزل عندما يأتي الإمام المهدي ع . ودرجة التغير بلغت مستوى يجعل المسلمين يستغربون من هذا الدين الحق الذي يجدده الإمام ع.
لقد اختلفت الفرق و المذاهب و الطوائف في كل دين . ألم يقل الرسول ص تختلف أمتي إلى 73 فرقة و بني اسرائيل إلى 72 فرقة و لم يقل أبدا إن أتباع القمر أو النجمة هم الناجون .
لقد اختلف المسلمون في جزئيات الصلاة و الوضوء و الأذان فأيهم الأصح؟ و اختلفوا في تحديد العيدين و في الزكاة فأيهم الأصح ؟ و من المحتمل أن يكون عيد الاضحي في مكة غير صحيح فإن حج كل الناس سيكون باطلا فمن المسؤول عن ذلك ؟ و اختلفوا في ساعة إفطار المغرب في رمضان فأيهم الأصح ؟ و لاشك أن بعضا منهم سيكون مخطئا و سيكون صيامه باطلا فمن المسؤول عن ذلك ؟ أليس هذا هو التيه بعينه و ذاته ؟ أ لم يقل الرسول ص تتبعون اليهود القذة بالقذة و الشبر بالشبر ؟ و الاتباع هنا في كل شيء بلا استثاء حتى يصبح التابع هو المتبوع عينه و ذاته و في لباسه و شكله و أخلاقه. ألم تصف بعض وسائل الإعلام الجامعة العربية بالعبرية سخرية و استهزاء ؟
قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتّى يكون عليكم اُمراء فجرة ، ووزراة خونة ، وعُرفاء ظلمة، وقرّاء فسقة ، وعبّاد جهّال ، يفتح الله عليهم فتنة غبراء مظلمة ، فيتيهون فيها كما تاهت اليهود....»
إننا نعيش تيها كتيه بني اسرائيل ولا فرق بين مسلم أو يهودي أو مسيحي في هذا الشأن بل إن حساب المسلمين سيكون أشد لأن دينهم هو الأخير و الأصح و لكنهم تاهوا و انحرفوا.
لقد انحرفت الأكثرية إلا القليل. ولا ينجو من الفرقة الناجية منها إلا جزء واحد من 12 جزءا. و لو عدت إلى القرآن الكريم لوجدت عبارة ( أكثر الناس) أو ( أكثرهم ) قد ارتبطت ب :

أكثر الناس ...أكثرهم :
لا يعلمون = 26 مرة لا يؤمنون /ما..مؤمنين=14 مرة لا يشكرون = 6 مرات
فاسقون =4 مرات لا يعقلون = 4 مرات لا يسمعون = 2 مرتين
كفورا = 2 مرتين للحق كارهون = 2 مرتين يجهلون = 1 مرة واحدة
ما..من عهد = 1 مرة واحدة كاذبون = 1مرة واحدة الجملة = 63 مرة

لو أحصينا ما سبق عدا الصيغ الأخرى لوجدنا العدد قد بلغ 63 مرة و المقصود بالناس هنا هم في الأغلب المسلمون . و هذا العدد المرعب يدل على أن أكثر الناس (الجمهور) لا يؤمنون و لا يعلمون و لا يشكرون و لا يعقلون و لا يسمعون و أكثرهم فاسقون كارهون للحق كاذبون و جاهلون و لا عهد لهم بل أكثرهم كفورا ( صيغة مبالغة ). و الإمام الصادق ع يقول : «إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، فضّل عنه الجمهور، وإنّما سمّي القائم مهديّاً لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه .....» .
و هذا يفهم بطريقة أخرى أيضا أي أن أقل الناس هم المؤمنون و العالمون و الشاكرون و العاقلون و غير الفاسقين و غير الكارهين للحق و غير الكاذبين و غير الجاهلين و لهم عهد و ليسوا كفورا .
و سواء أ فهمنا المعنى بالطريقة الأولى أو الثانية فإن هذه الآيات صريحة و تنفي طولا و عرضا الحديث الشهير ( لا تتفق أمتي على ضلالة ) و الأصح أن يقال( لن تتفق هذه الأمة على الحق) و هو مصداق كل الآيات السابقة و إذا اختلف الحديث مع القرآن فاضربوا به عرض الحائط فالرسول ص بريء منه . و هذا التكرار في الآيات بقدرما يؤكد أمرا واقعا بقدرما يحذر و ينبه لكي نبحث عن الأقلية الناجية و الويل لمن لم يفعل ذلك .
و لذلك لا نستغرب من أن كل مسلم يقرأ القرآن الكريم نراه متيقنا أنه ليس من تلك الأكثرية و كل طائفة تعتبر نفسها هي الناجية. و لم نجد في التاريخ أكثرية كهذه فقد وقع الحكم عليها بالنفي المطلق - أي أن كل فرقة ليست بناجية في نظر الفرق الأخرى - أو بالتعميم المطلق أي أن كل فرقة هي ناجية في نظر أصحابها . و في كلتا الحالتين هناك تحد وتكذيب للقرآن الكريم . و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم . و تلك الأكثرية ( الجمهور ) هي التي عنتها فاطمة ع عند موتها فقالت ع :( لا تصلّي عليّ أُمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله صلى الله عليه وآله في أمير المؤمنين عليّ، وظلموني حقّي، وأخذوا إرثي، وحرقوا صحيفتي التي كتبها إليّ أبي بملك فدك، وكذبوا شهودي، وهم والله جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين واُمّ أيمن.) فدفنت سرا و حرمت تلك الأمة من بركات قبر القديسة البتول بنت آخر نبي على وجه الأرض . لقد غضبت فاطة ع على الأمة فكيف لا يغضب الله لغضبها؟ ألم تقتل تلك الأمة أبناءها واحدا بعد واحد ؟ أترجو أُمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب ؟
و في زمان لا كزماننا و في مكان لا كمكاننا يخاطب الرسول الأعظم ص آل البيت المظلومين فيصدع بالأدهى و الأمر :( ما نزل بكم إلاّ ما نزل بجدّكم قبلكم). فداك أبي وأمي يا رسول الله . ما حل بهم قد حل برسول الله ص مثله بل هو هو . لقد امتدت يد الإمامة العظيمة بإذن الله إلى قلب المستقبل لتهدينا هذه الجوهرة النادرة لينفتح لك التاريخ و تفهم ما ردمه أعداء الله و رسوله و لتدرك أن آل البيت هم القرابين المهداة و هم الشهداء الأبرار حقا و هم المضحون اختيارا بأرواحهم في سبيل الله و إن الأسرار التي انطوت عليها قلوبهم الطاهرة تعجز البشرية بأكملها عن أن تتحمل نزرا منها و إنا لله وإنا إليه راجعون .
عن الإمام الباقر ع قال : « لمّا اُنزلت (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) قال المسلمون : يا رسول الله، ألست إمام الناس كلّهم أجمعين ؟ قال : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمّة على الناس من أهل بيتي من الله يقومون في الناس ، فيكذّبونهم ، ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال وأشياعهم ، ألا فمن والاهم واتّبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني ألا ومَن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذّبهم فليس منّي ولا معي وأنا منه بريء».
وقال صلي الله عليه و آله و سلم: «إنّ الاُمّة ستغدر بعليٍّ». و قال ص لعلي ع: «إنّ الله تبارک وتعالى خلقني وخلقک من نوره ، واصطفاني واصطفاک ، فاختارني للنبوّة ، واختارک للإمامة ، فمن أنكر إمامتک فقد أنكر نبوّتي ».
ان المنكرين لإمامة علي ع و باقي الأئمة ع قد أنكروا نبوة الرسول ص و تبرأ منهم الرسول ص فهل سيكون شفيعهم يوم القيامة ؟
و انظر إلى الإمام الصادق ع كيف عبر أصدق تعبير عن كل تلك الآيات فقال:
(الخلق حيارى عمهون سكارى في طغيانهم يترددون، وبشياطينهم وطواغيتهم يقتدون، بصراء عمي لا يبصرون، نطقاء بكم لا يعقلون، سمعاء صم لا يسمعون، رضوا بالدون وحسبوا أنهم مهتدون، حادوا عن مدرجة الأكياس ورتعوا في مرعى الأرجاس الأنجاس...يا ويلهم ما أشقاهم، وأطول عناءهم وأشد بلاءهم ....) ( المجلس الثاني من توحيد المفضل ).
إن النتيجة هي الشقاء و العناء و البلاء و التيه. وعن النبي ص قال : «...ويأتي على اُمّتي زمان لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه ، ومن القرآن إلّا رسمه...». إن الإسلام لم يبق إلا اسمه أي كلمة تقال أو لعقة لسان فقط و القرآن لم يبق منه إلا رسمه أي أسطر مطابع في صفحات مزخرفات . أليست هذه هي غربة الإسلام ؟ أليست غربة الإسلام هي بالضبط التيه أو الضلال بعينه و ذاته و نفسه و رأسه و قدميه ؟
و قال أمير المؤمنين ع :( «سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يُكفَأ الإناء بما فيه ». و قال ع في خطبة ذي قار:«سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله وعلى رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً، ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه.... تمالت بهم الأهواء، وتوارثوا ذلک من الآباء، وعملوا بتحريف الكتاب كذباً وتكذيباً، فباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين..... وقد اجتمع القوم على الفرقة ، وافترقوا عن الجماعة ، قد ولّوا أمرهم وأمر دينهم من يعمل فيهم بالمكر والمنكر، والرشا والقتل ....ولم يولّوا أمرهم من يعلم الكتاب ويعمل بالكتاب ، ولكن وليهم من يعمل بعمل أهل النار، كأنّهم أئمّة الكتاب ، وليس الكتاب إمامهم ، لم يبق عندهم من الحقّ إلّا اسمه، ولم يعرفوا من الكتاب إلّا خطّه وزَبره، يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئنّ جالساً حتّى يخرج من الدين ، ينتقل من دين ملک ، إلى دين ملک ، ومن ولاية ملک إلى ولاية ملک ، ومن طاعة ملک إلى طاعة ملک ، ومن عهود ملک إلى عهود ملک ، فاستدرجهم الله من حيث لا يعلمون - وإنّ كيده متين- بالأمل والرجاء حتّى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور والكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحاً، ضُلّالاً تائهين ، قد دانوا بغير دين الله تعالى ، وأدانوا لغير الله.». و العقول السليمة لا تسمي كل ذلك إلا تيها يصيح بملء فيه و انحرافا لا شك فيه .
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): ان الله فتح هذا الدين بعلي، وإذا قتل فسد الدين ولا يصلحه إلا المهدي. )
هذا الحديث يضع الإصبع على مكمن الداء فالناس قد ألمت بهم الفتنة بعد غياب الرسول ص و قد فسد دينهم بمقتل على ع و ازداد فسادا بمقتل الحسن و الحسين و ازداد فسادا بمقتل الأئمة واحدا بعد واحد . قال أميرالمؤمنين ع في حديث جاء فيه : « فوالذي نفس علي بيده ، لا تزال هذه الاُمّة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة وعسف وجور واختلاف في الدين وتغيير وتبديل لِما أنزل الله في كتابه ، وإظهارٍ للبدع ، وإبطالِ السنن ، واختلاف وقياس مشتبهات وترک محكمات حتّى تنسلخ من الإسلام ، وتدخل في العمى والتلدّد والتكسّع..»
و أعلم الباقر ع أبا جفر المنصور قبل أن يؤسس الدولة العباسية محذرا منذرا:( لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما فإذا أصبتم ذلك الدم غضب الله عز و جل عليكم فذهب بملككم و سلطانكم و ذهب بريحكم...). و التحذير وجد حكاما صما بكما عميا فقتلوا أحفاد النبي ص واحدا واحدا فكان التتار و الأتراك و الصليبيون و الغربيون و الإسرائليون و جميع الأعداء يدقون أبوابنا إلى اليوم .
هذا هو رمز القمر أو الهلال الذي أشارت إليه كتب التراث بانقطاع (ملك ولد العباس) أو (هلاك بني العباس). عن الصادق ع قال :(.. فذلك الوقت زوال ملك بني العباس، وظهور قائمنا أهل البيت) الذي قال عنه الرسول ص (وهو رجل من عترتي يقاتل على سنتي، كما قاتلت على الوحي) و قال ص (يقفوا أثري لا يخطئ). عن أبي جعفر ع حول خطاب الإمام المهدي للناس عند الخروج المبارك : ( أذكركم الله أيها الناس .... وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى، ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع، فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته.) . و هذا يعني أن السنة المعروفة قد حرفت و أميتت على مدى القرون الطويلة و سيقاتل الإمام ع لإحيائها و هو لا يخطئ في ذلك أبدا فخطوه سديد و اتبعاه لسنة الرسول ص رشيد مكين بشهادة الصادق الأمين ص.
و بنو العباس هم الحكام العرب المشابهون للحكم العباسي و يبدو أن الشاعر استثقل قرونهم الطويلة و هو ينتظر الإمام المهدي ع ليصلح الفاسد من الدين .
تحياتي و معذرة عن الاطالة


• (7) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2014/08/21 .

اخي الفاضل سمير علي صميدة حياك الرب واشكرك كثيرا على هذا الموضوع الذي يدل على صبر صاحبه في تتبع ا لاحداث وأن من يفعل ذلك سوف يُنجبيه الرب مما سوف يقع به كل غافل من الناس ، الانتباه ، الوعي اجالة الرأي هما من افضل الاسلحة لدرء الاخطار . الأمة الواعية لا تؤخذ على حين غرة ابدا .
والوعي لا يأتي بسهولة ابدا ، الوعي نتاج عملية راقية تجتمع فيها كل حواس الانسان مع حسن استخدام الادوات التي منحها الرب إليه .
رؤوس الجبال ، وباطن الأرض . حيرة كبيرة ان تكون بينهما فهما اأمن وسائل حفظ النفس ولكن الحيرة ان بعضها يقول اذا وقعت الواقعة بفعل البشر فرؤوس الجبال خير من سهولها . وفي مكان آخر يقول : فباطن الارض خير من جبالها ، حتى في الحديث حيرة لعظم المصيبة .
الوعي هذه الايام يقول لنا : على كل واحد منا أن يحفر في بيته ملجأ يجهزه بالحبوب والمياه تحسبا لأي طارئ وبالامكان متابعة بناء الملاجئ ومواصفاتها على الانترنت وهو سهل ولا يُكلف شيئا ابدا ، والملاجئ ليست للرجال بل للضعفاء واما الرجال فمكانهم فوق الارض .
الوعي يقول يجب التسلح بالعلم والسلاح معا .
الوعي يقول لا تدع شاردة او واردة إلا وتدرسها .
وهناك وعي يقول : آني شعليه . براس اخوي ولا بيّه.

الانبياء هكذا فعلوا : حذروا اممهم من كل الفتن التي ستأتي عليهم ثم ارشدوهم كيف يصنعون حال وقوعها ، ولكن هذه الامم لم تلتزم ابدا بل قامت هي بصناعة الفتن فكانت جزءا منها .
خذ مثلا حديث الاعور الدجال حيث حذر كل الانبياء اممهم ،وهذا يسوع محذرا امته فيقول في إنجيل متى : ((لأنه سيقوم مسحاء كذبة ويُعطون آيات عظيمة . وعجائب حتى يُضلوا ها أنا قد سبق وأخبرتكم))

وآخرهم هو محمد عليه المكرمات الذي حذر امته أيضا فقال . ((إن ألله لم يبعث نبيا . إلا حذر أمته المسيح الدجال . وأنا آخر الأنبياء . وأنتم آخر الأمم . وهو خارج فيكم لا محالة))

فهل تدري ماذا سوف يحدث في ذلك اليوم تعال لنسمع ما تقوله التوراة قبل اربعة آلاف سنة كما في سفر زكريا الإصحاح 14 : 12 ((وهذه الضربة التي يضرب بها الرب كل الشعوب التي تتجند ، لحمهم يذوب وهم واقفون على أقدامهم ، وعيونهم تذوب في أوقابها ولسانهم يذوب في فمهم)) وهذا نفسه حدث في معركة المطار في بغداد كما يذكر صاحب كتاب مشتهى كل الأمم ص 95 حيث وجدوا بعد انتهاء المعركة بقع دهنية تحت كل بدلة عسكرية لجندي عراقي بينما ذاب اللحم وتبخر.

لقد بدأ الأعور الدجال يبني قواعده على أراضيكم ويُحشد قواته تحت أنظاركم ،
ويخزّن أسلحته في بيوتكم ، ينعق عبر فضائياتكم بصوته القبيح من دياركم
فماذا تفعل قواعد الإنجرليك في تركيا، وقواعد الأسطول الخامس في البحرين
وقاعدة القديد في قطر وقواعد الحفوف والجفر وغيرها في السعودية وفي اليمن
وفي الجزائر وفي المغرب وفي تونس وفي مصر وفي الأردن وفي الكويت وفي كل
مكان من عالمنا العربي والاسلامي ، إنه الحصار الخانق لمسرح ظهور المسيح والقائم ، لأنهم يعرفون وقت خروجه وعلاماتها ، انهم يعرفون اكثر منا وفي كل يوم يتهيأون ويستعدون فاصبحت كل نظرياتهم واقعا مخيفا , ونحن لا زلنا مشغولين بنظرية المؤامرة .
شكرا اخي الطيب .

• (8) - كتب : سليمان علي صميدة ، في 2014/08/21 .

الفاضلة ايزيبيل التحيات و التقدير
الحقيقة انني اصبحت مشدودا كأشد ما يكون الشد إلى مقالاتك رغم أني ملم بالكثير منها اما تفصيلا او اجمالا . و مواضيع تلك المقالات هي من أغرب المواضيع و أصحها و أغلب الناس يجهلونها و كبرايات مراكز الأذكياء الأبالسة يعرفون دقائقها و لكن عربان هذا الزمن الرديئ و ثقافتهم المملة و المسببة للصداع يقفون سد ا منيعا دون فهم حقيقة الأمور و منتهاها و كل الانبياء و الرسل قد تركوا لنا كما هائلا من التنبؤات توضح غوامض المستقبل . و جاءت مقالاتك كمعول يهدم ما ران على تلك التنبؤات من تراكمات الدهور و تزوير قتلة الانبياء . و هذا الكلام ليس مدحا و انما هو اعتراف بالحقيقة .
ان المنطقة مقبلة على أيام سوداء و شعوب المنطقة سترى العجب العجاب فالامريكان قد خططوا لاستعمار 8 دول عربية من ليبيا الى العراق و اسرائيل هي على اهبة الوثوب لاقامة دولتها الكبرى و هيكلها و سيقوم جنودها بابادة شعوب المنطقة باسلحة لا نعرفها . سينفذ كل ذلك بسرعة جنونية عندما يقترب ظهور الامام المهدي ع . فالكل ينتظر لحظة زمنية ما قد أظل وقتها . نحن ننتظر اماما و نبيا و هم ينتظرون اعور دجالا . و في حمى الانتظار ستقع حروب و مآسي و ابادات جماعية . و في خضم هذه الزلازل يبدو صوت الفاضلة ايزابيل فريدا من نوعه يحذر و ينذر و لكن هل من سامع واع؟
ان النيل و الفرات و دجلة ستسرق مياهها و الجفاف قد استفحل امره و هو جفاف مصنوع و سيصاب العرب بالجوع و العطش و المقدسات الدينية ستحطم بايدي أبنائها . ان حضارتنا في مفترق طرق .
ان مقالاتك و هي تنطلق من المكان الذي تقفين فيه هي اشد وقعا و اكبر تأثيرا مما لو انتقلت اختيارا الى المكان الآخر . لقد اكتشفت الكثير من الحقائق المضنون بها على غير أهلها و احكمت ادر اك السر الذي لو باح به صاحبه قديما لقطع منه البلعوم
فمتى ايتها الفاضلة تقنحمين العقبة و تنتقلين الى المكان الآخر ؟ ان هذا السؤال هو شديد الالحاح علي و انا ارمي به اليك لصدقك و اخلاصك و اني اعتذر الاعتذار كله على هذا السؤال . و تحياتي و دعواتي لك بالسلامة .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net