صفحة الكاتب : فلاح المشعل

ايبولا " الإسلامي " خطاب المراجعة ...!
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل صدفة ان يحصل هذا التزامن بين انتشار وباء " إيبولا " في جنوب الكرة الأرضية ، أفريقا ، بينما تتنشر " داعش " في شرقها المتوسط ..!؟
 
أهي الصدفة أم جزء من الحبكة التي ترتهن لنظرية "مالتوس " و لجذر الفكر الامبريالي الرأسمالي في اشغال العالم بالكوارث والحروب والتهديد الوجودي ، لكي ينبثق الحل أخيرا من الغرب ، بزعامة امريكا طبعا ..؟
 
فايروس ايبولا انتاج قسم المختبرات والبحوث في دوائر المخابرات الغربية ويأتي ضمن وظائف انتاج أسلحة بايلوجية وجرثومية تجرب على شعوب افريقيا أولا ، ثم يتم تعليبها وشحنها لمخازن الحروب والدمار الشامل ..!
اما " داعش " فهي بضاعة جاهزة لايحتاج صناعها سوى ازاحة الغبار عنها واعادة تسويقها عبر وسائل القتل المتبادل في مناخ الصراع الطائفي .
 
الفريق الذي انتج "داعش " وجعلها تتحرك بهذه الفاعلية والقوة بحيث ينشغل العالم برمته بمخاطرها ، يقف اليوم بشعور من التفوق على تلك المجموعة العلمية التي اخرجت أيبولا للوجود .
 
وكل الحق لفريق داعش ، فهذا "ايبولا " بكل ما أوتي من قوة لم يفتك سوى بألف من الأفارقة الذين هم بالأساس كانوا بانتظار الموت سواءا بالجوع ام الحرب ام محاولات الفرار الى اوربا والغرق في ظلمات البحر المتوسط .. !؟
اما "داعش " فقد انجزت المهمة بتفوق تاريخي وارقام قياسية في انجاز المقابر الجماعية والتصفيات العرقية وتغيير الخرائط الاثينية في الشرق الأوسط ، بعد استقرار بشري دام نحو الفي عام ..! وفوق كل ذلك فان "داعش " تمكنت من استحداث "ثقافة" و" لغة " غريبة وفتاكة وتسويقها اعلاميا وجعلها مستساغة ومقبولة كجزء من حتمية أنسانية ، تلك هي ثقافة جئناكم بالذبح ...!؟
 
مهما حاولنا التبرير فلا مناص من التسليم بالواقع الذي يشير الى انسلال "داعش " من تربة الفكر الإسلامي وأرهاصاته الظلامية التي أسقطت عليه بفعل عوامل خارجة عن نطاق الدين وفطرته، وهذا الزرع الذي صار يتحد مع الوحش الطائفي الرابض في خراب العقل العربي وانحطاط الوعي الإسلاموي ، أعطى لصناع "داعش " حرية انتاج مشتقات كثيرة ومسميات ليس لها نهاية كما تشهد الساحة العربية .
 
داعش اليوم تشكل خطرا على المجتمعات الغربية ، امريكا وأوربا ، بعد ان صار يجتذب الآلاف من شبابها الضائع والباحث عن الصرعات القاتلة ،وهذا الأمر يذكرنا بأنتشار "الأيدز " في امريكا واوربا في ثمانينات القرن الماضي ..، لذا صار يتوجب على الإدارة الأمريكية ان تفكر بعلاج للحد من هذه الظاهرة بالتزامن ايضا مع انتاج علاج لفايروس أيبولا .
 
نجح العرب بصلاحيتهم للتجريب في أسوء مناحي الفكر حين اصروا على التمسك بالأوثان الطائفية وانقيادهم لصراعات تصرخ بالجرمية والغباء والسقوط الأنساني ، ولو عدنا بنظرة سريعة نجد ان "داعش " انتصرت على العرب كنظام سياسي ووعي جماهيري ونخب فكرية واستقطاب انحرافي واجرامي على مستوى السلوك الشاذ ، هذا الواقع اليوم تصرح به روائح الدم والموت في الساحات العراقية والسورية واللبنانية واليمنية والليبية ، وحسرتي على بلاد الفكر والشعر والحضارات القديمة ..!
 
نجح الغرب والمؤسسة الاسرائيلية في إعادة انتاج قيم الصراع والخلاف العربي ، وتحويل وجهته من الصراع من أجل المستقبل والبناء وابتكار وسائل التفوق الحضاري والتقدم الأنساني والتحاور مع الآخر ، الى التقاتل من اجل الماضي والتخالف من أجل وهم سرابي يلتحف بالطائفية وتحطيم كل مافي المجتمعات من بنى وأهمها تحطيم الأنسان وجعله لعبة قتل مستباحة .
 
بأختصار اقول ان المسؤولية تعود للمؤسسة الدينية الإسلامية العربية التي تنوعت بتنوع الطوائف وبنية السلطة ومصالحها ،واقصد بها المرجعيات المعروفة ودور الإفتاء والمدارس الإسلامية ومراكز البحث والدراسات المنتشرة ، فهي المسؤولة بالمباشر عن هذا الضياع وتوفير البيئات لنمو فايروسات الموت الداخلي ، لهذا اجدها مدعوة ان تعيد النظر بأسسها الفكرية والعقائدية وطبيعة خطابها المتجهة لشعوبنا العربية المتخلفة ، بعد ان تحصي حجم الخسائر الكارثية للعرب والمسلمين ، وتنظر بتجرد لمستنقع الأنحطاط والتخلف الذي انتهى اليه واقعهم كشعوب منبوذة لاتجيد سوى صناعة الموت والجريمة واحداث النكبات والازمات في العالم .
 
Falah.almashal@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/26



كتابة تعليق لموضوع : ايبولا " الإسلامي " خطاب المراجعة ...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net